“مسار حول الحيّ” يضع وادي الجمال الحيفاويّ على الخارطة السياحيّة

مراسل حيفا نت | 09/07/2013

بادرت مجموعة من سكّان حيّ وادي الجمال، العرب واليهود، وبالتّعاون مع المركز الجماهيريّ «كلور» ولجنة الحيّ وبلدية حيفا إلى إطلاق مشروع سياحيّ، يضع الحيّ على الخارطة السياحيّة المحليّة، وهو «مسار حول وادي الجمال». 

وأفادنا كلّ من: يوسف أسعد ومها بلاّن، وهما من المبادرَيْن للمشروع ومن أعضاء لجنة الحي، أنّ هذا المسار أثار اهتمام عدّة جهات، وحصل على المرتبة الأولى من شركة المراكز الجماهيريّة، بلديّة حيفا، ومركز «كلور». كما ساهمت العاملة الاجتماعيّة الجماهيريّة عيناڤ اكوزي (من مركز «كلور») من أجل إنجاح هذا المشروع الّذي لاقى صدًى ونجاحًا باهرَيْن، إلى جانب عدد من سكّان الحيّ من العرب واليهود: يوسف أسعد، مها بلّان، فهد عبّود، د. كميل ساري، أمل ساري، روضة سعيد، موريس نفي، موشيه پيرتس، وسيچال زيف.. وقد حصل جميع المبادرين للمشروع على شهادات تقدير من جامعة حيفا، في شهر حزيران المنصرم. 

ويهدف المشروع إلى تنظيم مسار حول وادي الجمال وإبراز قيمته ومكانته، وتطوير الحيّ سياحيّـًا، اقتصاديّـًا وبيئيّـًا، وإبراز معالم الحيّ التّاريخيّة وما يحيط به من طبيعة وحضارة. والتعرّف على سكان الحيّ المختلط، وجذب السيّاح المحليّين والأجانب؛ وممارسة الفعّاليّات الرياضيّة والتّربويّة والثّقافيّة. خاصّة وأنّ هذا المسار «حول وادي الجمال» يدعو للتمتّع بالمناظر الطبيعيّة الخلاّبة من بحر وجبل ومحميّات طبيعيّة تحيط بالحيّ، وزيارة الأماكن الأثريّة، الدّينيّة والتّاريخيّة، مثل: تلّ السّمك، دير مار إلياس، ڤيلّا عبد اللّه باشا، مغارة الخضر، كنيسه القدّيس غريغوريوس. وهذا سيؤدّي إلى تطوير مشاريع وأعمال حرّة، وتنشيط الحركة التّجاريّة الّتي يفتقدها الحي بشكل واضح. 

واختتم يوسف أسعد ومها بلّان حديثهما بالقول: «هدفنا من هذا المشروع إثارة الاهتمام بالحيّ، الفخر والاعتزاز بهذا المكان الخاص، العمل من أجل تطويره وعرضه وتسويقه بمسؤوليّة. أما اقتراح استقبال السّكّان المحليّين للزوّار والضّيوف فسيعود بالفائدة الماديّة على السّكّان، وإسماع القصص وعرض الفنون الشّعبيّة والتّراث والتّقاليد». 

هذا وعقّبت النّاشطة الجماهيريّة، عضو لجنة حي وادي الجمال فدوى سروجي حول «مسار حول وادي الجمال»، بالقول: «بدأتُ تطوّعًا بإرشاد «مسار مار الياس» (ستيلا مارس) إلى داخل وادي الجمال ومنها إلى تلّ السّمك منذ عام 2010، بنطاق برنامَج تعليميّ لمدرسة «ريئالي» في حيفا، ومؤخّرًا قمت بإرشاد المسار نفسه بنطاق «مسارات جين» لمتحف حيفا. استعنت بموادّ عن تاريخ المنطقة، كتبها د. جوني منصور ود. كميل ساري، كما استعنت بقصص سردها سكّان عرب من  الحيّ، ما قبل الـ1948 وقصص من سكّان الحيّ اليّهود الّذين قطنوا في الحي في سنوات 1950-1960».

وأضافت سروجي: «كنت من بين المبادرين للبرنامج عندما كان مدير مركز «ليئوبك» في الحيّ، غسّان بيرومي. وفي نهاية العام المنصرم أعادوا العمل عليه، ومن هنا قمت بالانضمام مجدّدًا إلى فريق العمل الّذي كان آنذاك مكوّنًا من 3 أعضاء يهود و3 عرب من بينهم أنا. ولكن بسبب خلافات مع إدارة البرنامج لرفضهم إدخال تاريخ الحيّ، كما كتبه د. جوني منصور، قدّمتُ اعتراضي على ذلك لإدارة «ليئوبك» وإدارة شركة المراكز الجماهيريّة، وإلى أقسام بلديّة حيفا الّتي تدعم البرنامج». 

وادي الجمال   

يعرّف المؤرّخ د. جوني منصور أنّ مصدر الإسم يعود إلى كون المنطقة كانت محطّة لقوافل الجمال المحمّلة بالبضائع والقادمة من عكّا أو من سائر بلاد الشّام باتّجاه يافا ومن ثمّ نحو غزّة فمصر. وكانت القوافل تستريح فترة من الزمن في سفوح ومنحدرات الوادي قبل متابعتها المسير. ويُعتقد أنّ الحي كان مأهولًا في جزئه بالسّكّان منذ فجر التّاريخ، وذلك لقربه من تلّ السّمك الّذي كشفت الحفريّات السّابقة والحاليّة عن وجود نشاط بشريّ مبارك.

واعتاش سكّان المنطقة على صيد السّمك ورعاية المواشي والزّراعة البعليّة. أمّا الحي بصورته الحاليّة فقد بدأ يتكوّن ويتشكّل في الثّلاثينيّات من القرن الماضي، عندما شرع عدد من أصحاب الأراضي فيه ببناء بيوت لهم. وارتفع عدد البيوت في الأربعينيّات إثر مبادرة دير الكرمل لبيع قطع من الأراضي لأبناء الطّائفة اللاتينيّة في حيفا ليبنوا بيوتًا لهم ولعائلاتهم. 

ويضيف د. منصور «ما يميّز هذا الحيّ عدد البيوت القليل، وتوافر مساحات عامّة بين عدد كبير من المباني، وأيضًا عدم الازدحام فيه. والواقع أنّ الحيّ أشبه بقرية، فهو بعيد من حيث المسافة عن مركَز المدينة، والمباني فيه لا تزيد عن أربع طوابق، مما يخفّف من الضّغط الّذي تعيشه المدينة. هذا ويتألّف الحي من منطقتين: الأولى وتعرف بوادي الجمال التّحتا، أو الشّاطئ الأزرق القريب من البحر المتوسّط، وفيها كنيسة القدّيس غريغوريوس للرّوم الكاثوليك، ومقرّ المطرانيّة المارونيّة (بيت وديع البستاني سابقًا)؛ والثّانية هي حيّ وادي الجمال الواقع فوق الخطّ الحديديّ والشّارع الرئيسيّ الّذي يربط بين حيفا وتل أبيب.

 

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/15857600420130907113020"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *