وقد شارك في هذه الورشات الدراسيّة والنّدوات – الّتي عُقدت داخل البرلمان الأوروپّيّ – أكثر من مِائتي صِحافيّ/ة وإعلاميّ/ة من العالم العربيّ (الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا، مصر، الأردن، فلسطين، لبنان، وسورية)، وتركيا وإسرائيل.. ودول أوروپيّة (إسپانيا، إيطاليا، الپرتغال، الدانمارك، السّويد، النّرويج، النّمسا، ألمانيا، اليونان، أوكرانيا، إيرلندا، بريطانيا، بلجيكا (البلد المضيف)، بلغاريا، تشيكيا، رومانيا، فرنسا، فنلندا، قبرص، سويسرا، مالطا، هنغاريا، هولندا، ولوكسمبورغ)؛ كجزء من الجهود الّتي يقوم بها الاتّحاد الأوروپّيّ لدعم التّحوّل إلى الديمقراطيّة في مِنطقة المتوسّط والشّرق الأوسط، ولاستكشاف فرص عمل وشراكة جديدة وجادّة، وللتّأكيد على حريّة التّعبير والصِّحافة، ودعم حقوق الإنسان عامّةً، والمرأة خاصّةً في المِنطقة.
وأقرّ أعضاء في البرلمان الأوروپّيّ، خلال النّدوات الّتي عُقدت في بروكسل، بارتكاب الاتّحاد الأوروپّيّ أخطاء في تعامله مع العالم العربيّ، مؤكّدين أنّ التّغاضي عن الاستبداد يقوّض الديمقراطيّة.
على الإعلام العربيّ أن يتكلّم باسم الشّعب
وكان للإعلام العربيّ، وخاصّة الإلكترونيّ منه، دور كبير في التّغيير، وفي تغيير معايير الصِّحافة الرّسميّة. فقد استطاع الإعلام الإلكترونيّ – عبر قنوات التّواصل الاجتماعيّة وغيرها – أن يخترق الحدود، وأن يغيّر مفاهيم الصِّحافة ليتكلّم باسم الشّعب بحريّة.
على أثر ذلك، وفي خضمّ إسقاط الأنظمة، وفي الطريق نحو الديمقراطيّة، دعا الاتّحاد الأوروپّيّ عدّة صِحافيّين وإعلاميّين، ليتفهّم ويتدارس متطلّبات الشّعوب العربيّة واحتياجاتها وتطلّعاتها، ويؤكّد – ضمنها – على الشّراكة الأوروپيّة – المتوسّطيّة، ليدعم عمل الصِّحافيّين والإعلاميّين ويقدّم لهم الخدمات اللازمة.
إنّ الأوروپيّين بحاجة إلى الاعتراف ببعض الأخطاء الّتي ارتكبوها، وأنّهم اعتمدوا في حوارهم مع جيرانهم، دول البحر الأبيض المتوسّط والشّرق الأوسط، على التجارة فقط!، إنّ الاتّحاد الأوروپّيّ قد تغاضى عن الاستبداد الّذي مارسته الدّكتاتوريّات العربيّة من أجل مصالح شخصيّة ودوافع اقتصاديّة، مشدّدًا على أنّ الوقت قد حان لسياسة أوروپيّة جديدة.
مِساحة للحوار
وأكّد ممثّل الاتّحاد الأوروپّيّ أنّ هناك حاجة ملحّة لإنشاء مثل هذه المِساحة للحوار، وخصوصًا ضمن ندوة مهمّة تُعقد في كنف البرلمان الأوروپيّ في بروكسل. وقال: "نجتمع في حدث مهمّ، هدفه التّفاهم الأفضل وتعزيز العلاقات. وعلى أثر الربيع العربيّ وتداعياته، هناك دور هامّ لوسائل الإعلام كافّةً؛ بنشر الرسائل والأفكار الجديدة، وترسيخ فكرة الديمقراطيّة والصِّحافة الحرّة النزيهة، بكلّ شجاعة. على عاتقكم تقع مسؤوليّة كبيرة، بكلّ ما تبثّون أو تنشرون، نؤمن بطاقاتكم الهائلة وقوّتكم بنشر المعلومات الصحيحة، لأنّ هذا هو مفتاح النّجاح". وأضاف: "أحد أهدافنا من وراء تنظيم هذه الندوة هي دفاع البرلمان الأوروپّيّ عن حقوق الإنسان، والدّعوة إلى التنوّع الثّقافيّ من خلال دعم وتشجيع وسائل الإعلام. ونحن هنا لمساعدتكم وتقديم الدعم.. لأنّ أهمّ التحدّيات التي تنتظرنا هي تأسيس أشكال للديمقراطيّة الحقيقيّة، بالإضافة إلى دعم ماليّ سخيّ لتمويل مشاريع تنمويّة والعمل على انتهاج سياسة منقّحة مع العالم العربيّ. علينا أن نبني علاقة حوار تستند إلى تبادل أفكار وآراء تضمن حقوق الإنسان وحريّته وتكفل التبادل الاقتصاديّ كذلك".
وأضاف ممثل الاتّحاد الأوروپّيّ: "نحن نعيش أوقاتًا تاريخيّة، فعلًا. فصرخة الشّعوب وصرختكم أنتم – بأشكالها المختلفة – جاءت من أجل الحرّيّة والتغيير.. فهذه ليست ثورة شعب فقط، بل ثورة الصِّحافيّين، مع كلّ التقدير لما تقومون به في جميع المجالات الإعلاميّة؛ فـ"الرّبيع العربيّ" لم ينتهِ بعد"!
وأكّد المفوّضون الأوروپيّون على أنّه "لا يُمكننا الاستمرار على ما كنّا عليه سابقًا، علينا تغيير سياستنا تجاه العالم العربيّ. وأن نتقبّل نتائج الانتخابات في الدّول العربيّة، حتّى وإن فازت الأحزاب الإسلاميّة، فمن واجبنا احترام ذلك، وإيجاد السبل المناسبة للحوار والنّقاش". كما أكّدوا على أهمّيّة حريّة الإعلام وتلقّي المعلومات المُدرجة في عداد القيم العالميّة وحقوق الإنسان. "للصِّحافيّين الحقّ – في أيّ مكان من العالم – بالمطالبة بالحقوق، بحريّة التعبير، وبالبحث عن المعلومات؛ فهذا أمر مشروع".
إعادة تشكيل خريطة المِنطقة
وكان مدير إدارة السياسة الخارجيّة للاتّحاد الأوروپّيّ قد أكّد: "إنّنا نشهد إعادة تشكيل خريطة المِنطقة من العالم الّذي ورثناه".. مُشيرًا إلى أنّ الأزمة في سورية تهدّد دول جوار أخرى، مثل: الأردن ولبنان، ولا يمكن إغفال ذلك. وقال: إنّ الوضع الراهن في تركيا يختلف تمامًا عن الوضع في دول "الرّبيع العربىّ".
وشدّد المسؤول الأوروپّيّ على أنّ هناك اهتمامًا كبيرًا بما يحدث في دول شرق وجنوب المتوسّط لسبب الرّوابط التّاريخيّة والحدود البحريّة المشتركة. وقال: "بإمكاننا أن ننقل تجربتنا في التّحوّل إلى الديمقراطيّة في دول "الرّبيع العربيّ""؛ مُشيرًا إلى أنّ الاتّحاد الأوروپّيّ يقدّم المساعدة في عدّة مجالات، كما يشرح لجميع الأطراف أنّه ينبغي احترام نتيجة الانتخابات، ولكن ذلك لا يعنى قبول تهميش فئة لم تصوّت للأحزاب الفائزة في الانتخابات.
فأكّد على احترام اختيارات الشّعوب، قائلًا: "إنّنا نحترم اختيارات الشّعوب، ولكن هذا لا يعني أن نقبل كلّ شيء من الحاكم الفائز، علينا أن نحترم خيار الشّعوب فعلًا، ولكن في المقابل علينا أن نحافظ على قيمنا العالميّة وأن نعترض إذا تمّ انتهاكها". لافتًا إلى أنّ حقوق الإنسان وقضيّة البطالة تأتي على رأس أولويّات التّعاون بين الاتّحاد الأوروپّيّ وتلك الدول.
حضور لافت لصحيفة "حيفا" وموقع "حيفانت" بين مئات وسائل الإعلام العالميّة
يُذكر أنّ المنتدى الإعلاميّ الموسّع حول "الربيع العربيّ" يُعقد في بروكسل بمشاركة نحو مِائتي إعلاميّ/ة وصحافيّ/ة من كبار المؤسّسات الصِّحافيّة والإعلاميّة في العالم، إضافةً إلى مسؤولين في المفوضيّة والبرلمان الأوروپّيّ. ومن بين الصحافيّين والإعلاميّين ومئات وسائل الإعلام الإلكترونيّة والمرئيّة والمسموعة والمقروءَة، شارك مدير تحرير صحيفة "حيفا"، الصِّحافيّ الحيفاويّ مطانس فرح، ممثّلًا عن صحيفة "حيفا" وموقع "حيفانت"، وكان – للمرّة الثّانية – العربيّ الوحيد المشارك ضمن وفد من البلاد. فكانت صحيفة "حيفا" وموقع "حيفانت" حاضرتين بين مئات وسائل الإعلام والإذاعات والتّلفزة العالميّة والعربيّة.
ربيع عربيّ.. خريف سياسيّ واقتصاديّ
وإذا كانت الدول العربيّة الّتي شهدت ثورات شعبيّة وسقوط أنظمة مستبدّة تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، فهي تعيش أيضًا وضعًا أخطر، وضعًا متمثّلًا بانهيار اقتصاديّ وارتفاع معدّل البطالة وتهميش دور المرأة وهجرة الشّباب..! وعلى الاتّحاد الأوروپّيّ إيجاد الحلول.
وأكّد الزّعماء الأوروپّيّون على أنّ تأسيس شراكة حقيقيّة مع المجتمع المدنيّ المستقل في هذه الدّول أصبح أكثر إلحاحًا من أيّ وقت مضى. فبعد مرور عامين على انطلاقة "الرّبيع العربيّ" الّذي غيّر المشهد السياسيّ في المِنطقة، فإنّ كثيرًا من الدول لا تزال تشهد تهديدات حقيقيّة لبناء ديمقراطيّة قائمة على احترام حقوق الإنسان، كما اتّضح في الآونة الأخيرة من خلال "النّكسات" الّتي شهدتها مصر وتونس، مثلًا.
ومن جهته، تساءَل مدير وحدة الخدمات الصِّحافيّة في البرلمان الأوروپّيّ، بعد ترحيبه بالإعلاميّين والإعلاميّات، إنّ كان هذا المؤتمر يأتي للنّقاش والتّشاور في الرّبيع أم الخريف العربيّ؟!.. وقال: "أتشرّف بلقائكم مجدّدًا، وأحيي حضوركم، فأنتم تمثّلون الصِّحافة على اختلافها.. سنستمع ونتحاور، على مدى ثلاثة أيّام، حول قضايا الشّرق الأوسط، وسنعزّز الديمقراطيّة، ونعمل على المحافظة على حقوق الإنسان، وخصوصًا حقوق المرأة".
يجب تلبية احتياجات ومطالب الشّعوب
وأكّد المسؤول أنّ الرّبيع العربيّ عبّر عن آفاق وأحلام النّاس، عن الحريّة والكرامة والأمل؛ وفي الوقت ذاته أشار إلى العراقيل الكثيرة والكبيرة، والتّحدّيات الأكبر الّتي لا زالت تعترض الطريق، وقال: "علينا في الاتّحاد الأوروپّيّ أن نلبّي احتياجات ومطالب الشّعوب ونضمن لها حقوقها".
وأضاف: "الاتّحاد الأوروپّيّ يشاطر أوجه الفشل والنّجاح، حيث حقّق نجاحات في إرساء الديمقراطيّة في بلدانه لكنّه أخفق في الدول العربيّة، على الرّغم من أنّه ساعد على التعدّدية ودعم الانتخابات.. ولكن فوز الحركات الإسلاميّة أدّى إلى تغيير في المِنطقة، وانقسام في السّاحة السّياسيّة. ولكنّ البرلمان الأوروپّيّ أكّد أنّه يجب إفساح المجال لهذه الحركات بتنفيذ برامجها، وعلى الجميع القبول بالنتائج وتطبيق قواعد اللّعبة الديمقراطيّة، من دون تهميش وطمس المُعارض (الآخر)".
لروسيا دور بارز في المِنطقة
أكّد الاتّحاد الأوروپّيّ أنّ ثمّة دور بارز لروسيا في إعادة تشكيل خريطة العالم، وبأنّ هناك اختلاف وانقسام واضح برؤى الدّول العربيّة بما يدور في سورية، وعلى الاتّحاد الأوروپّيّ ألّا يُغفل هذه الحقيقة، ويُهمل ما يحدث. فالاتّحاد الأوروپّيّ، ورغم انقسامه بشأن سورية – كباقي الشّعوب في المِنطقة – إلّا أنّه لا ينوي إفشال عمل روسيا وسيفتح بابًا للتّحاور، وسيستبعد التدخّل العسكريّ الرسميّ، رغم وجود بعض التّدخّلات هنا وهناك! فذلك قد يؤدّي إلى إسقاطات خطيرة على المِنطقة بأسرها. وفي المحصّلة فإن أوروپّا غير قادرة على اتّخاذ قرار موحّد بشأن سورية.
الطّريق طويلة ووعرة
أمّا نائب رئيس البرلمان الأوروبّيّ فأكّد أنّه يعمل ضمن منصبه على ضمان حقوق الإنسان.. "إنّ الاتّحاد الأوروپّيّ كان رائدًا للإصلاح الديمقراطيّ والعمل على تحصيل حقوق الإنسان، وهذا هو المرفق الأساس لإرساء المزيد من الديمقراطيّة".
وأقرّ الاتّحاد الأوروپّيّ أنّ فرنسا احتاجت أكثر من 80 عامًا للانتقال من الثّورة إلى الديمقراطيّة؛ ولكن وتيرة الانتقال اليوم في ظلّ وسائل الاتّصال والإعلام الإلكترونيّة ستكون أسرع، رغم أنّ الطّريق ما زالت طويلة ووعرة.. والدول العربيّة أصبحت في طليعة الدّول الّتي تصبو إلى الحريّة والديمقراطيّة.
وأشار إلى أنّ الاتّحاد الأوروپّيّ يركّز على فضّ النزاع بين بلدان الشّرق المجاورة والعمل على فضّ النّزاع في سورية، وخصوصًا النّزاع العربيّ – الإسرائيليّ في المِنطقة، وعلينا دعم المجتمع المدني والتّركيز على المجموعات الاجتماعيّة والتّواصل والتّعاون بين البرلمانات.
الإعلام الفِلَسطينيّ يعاني الأمرّين
وتساءَل الصِّحافيّون والإعلاميّون الفِلَسطينيّون عن دور البرلمان والاتّحاد الأوروپّيّ في حماية الصِّحافيّين والإعلاميّين، وما هو موقف الاتّحاد الأوروپّيّ من الاحتلال الإسرائيليّ لفِلَسطين، حيث يتعرّض الصِّحافيّ غالبًا للحصار، ويُمنع من تغطية الأحداث ومن دخول القدس أو غزّة!
فقدّم الزّميل الفِلَسطينيّ خالد بشير (مراسل قناة "العربيّة" من رام اللّه)، شكره للاتّحاد الأوروپّيّ الّذي أتاح له فرصة مُصافحة زملائه الصِّحافيّين من غزّة! أبناء الشّعب الواحد الّذي لا يمكنه لقاءَهم جرّاء فرض القيود والحصار.. وتحدّث عن واقع الإعلام الفِلَسطينيّ وما يعانيه، حيث لم ينعم الصِّحافيّ الفِلَسطينيّ بالحريّة منذ عشرات السّنين، ولم يمارس دوره تحت سيادة دولة أخرى.. وأكّد أنّ الإعلاميّ الفِلَسطينيّ يتقمّص دور المحارب لا الصِّحافيّ. فالجيل الصاعد من الصِّحافيّين الفِلَسطينيّين لا يمارس حرّيته، فهو يناضل ويحارب ضدّ سلطات الاحتلال. وثمة وضع خاصّ في الأراضي الفِلَسطينيّة لسبب وجود الاحتلال الإسرائيليّ الّذي يمارس القمع ويمنع تغطية العديد من الأحداث. وتساءَل: أين هي حريّة الصِّحافة الّتي تتحدّثون عنها؟ لِمَ لا تضغطون على إسرائيل مثلما تضغطون على الدّول العربيّة؟!!
وأكّد المسؤولون في الاتّحاد الأوروپّيّ، أنّهم لا يُحاطون علمًا بكلّ ما يجري من انتهاكات لحقوق الصِّحافيّين في فِلَسطين، وإنّ هذا التّواصل هامّ وضروريّ لتوضيح الصّورة، ولدراسة الأمور..!
عرب الدّاخل والصِّحافة المحليّة
وفي حديث لمدير صحيفة "حيفا"، الصِّحافيّ مطانس فرح، مع المفوّض الهنغاريّ في الاتّحاد الأوروپّيّ، ومع المسؤول الإعلاميّ في الاتّحاد الأوروپّيّ، نقل لهما صورة عن الوضع العام لعرب الدّاخل، وخصوصًا عن الحالة الاجتماعيّة والثّقافيّة، والمساواة والحقوق التّامة الّتي يسعى العرب للحصول عليها، كما عرّفهم على وضع الصِّحافة المحليّة ومِساحة حريّة التّعبير، وذلك ضمن حوارات الطّاولة المستديرة.
تحقيق أهداف الثّورة وأماني الشّعوب
أقرّ الاتّحاد الأوروپّيّ بأهميّة الأحداث الّتي جرت في دول الشّرق الأوسط ودول الجوار من المغرب العربيّ، فكانت استجابته سريعة حيال التّغييرات الّتي أدّت إلى الرّبيع العربيّ، كما أدرك التّحديّات النّاجمة عن مرحلة الانتقال، السياسيّة والاقتصاديّة الّتي تواجهها المِنطقة. فهذا "الرّبيع العربيّ" أتاح للاتّحاد الأوروپّيّ فرصة مراجعة حساباته ونهج تعاونه مع الدول الشّريكة في المِنطقة ما أدّى إلى انقسام الاتّحاد الأوروپّيّ ما بين مؤيّد ومعارض للتدخّل.. ولكن في الوقت ذاته حرص على إعطاء الزّخم والدّعم الإضافي لإرادة الشّعوب في التّغيير، والعمل على ضمان تحقيق هذه الثّورات أهدافها وأماني شعوبها.
لقد تمّ اتّخاذ عدد من التّدابير والقرارات لمواجهة الظّروف المتغيّرة في الدّول العربيّة، عدا عن التّعاون والتّمويل المتوافر، إذ زاد الاتّحاد الأوروپّيّ من تمويله ودعمه لشعوب المنطقة.
والسّؤال الّذي يُطرح: لماذا الآن، وفي هذا الوقت بالذّات؟!
وتهدف أعمال الاتّحاد الأوروپّيّ إلى تلبية احتياجات المواطنين، ودعم الدول الشّريكة في بناء نظم ديمقراطيّة جديدة تمكّن المواطنين من النّفاذ إلى القيم الديمقراطيّة، وترسيخ قيم الحريّة وحريّة الإعلام والانفتاح والشّراكة.. وخلق إمكانيّات عمل للشّعوب، وتحفيز قدرات المجتمع وإتاحة المجال أمام الشّباب والشابات، والالتزام بتحقيق التّغيير الديمقراطيّ والنموّ الاقتصاديّ.
أمّا المرصد الأوروپّيّ لوسائل الإعلام المسموعة، المرئيّة والمقروءَة، فأكّد أنّه في إطار سياسة الحوار يهتم الاتّحاد الأوروپّيّ بما يجري في وسائل الإعلام العربيّة، ويعمل على تطوير القدرات الخاصّة من خلال قيامه بورشات تعليميّة وتدريبات لتنجيع عمل الصِّحافيّ والإعلاميّ وإعلاء مكانتهما.
دور ووضع وحقوق المرأة.. قبل، وبعد
وفي إحدى الجلسات الهامّة حول وضع وحقوق المرأة في العالم العربيّ، وخصوصًا بعد الثّورة، أكّدت المشتركات أنّه على المرأة العربيّة عدم اليأس والاستمرار بإسماع صوتها والمطالبة بحقوقها، خاصّةً بعد أن هُمّشت وضعفت مشاركتها في الحياة السياسيّة والتّشريعيّة والاجتماعيّة والإعلاميّة، في ظلّ السيطرة على وسائل الإعلام وتقييد عمل ودور المرأة.
من قمع دكتاتوريّ إلى استبداد دينيّ!
وأشارت الصِّحافيّة التّونسيّة الشّابة، الزّميلة هِندا شنّاوي، إلى أنّ المرأة العربيّة تشعر بغضب وإحباط شديدَيْن، لعدم العرفان بالجميل! فبعد الثّورات تمّ تقزيم وإضعاف مكانة ودور المرأة الّتي شاركت في الثّورات، جنبًا إلى جنب الرّجل، فتحوّلت إلى ضحيّة عنف وتهميش وأصبحت تجد نفسها أسيرةً بين قيود المتطرّفين، حيث تمّ إقصاؤها أيضًا من الحياة الاجتماعيّة، لا الثّقافيّة والسياسيّة فقط!
وأكّدت شنّاوي أنّه يجب فصل الدّين عن الدّولة؛ وأضافت: "دور المرأة في تقهرقر، لقد انتقلنا من مرحلة قمع ودكتاتوريّة مستبدّة إلى دكتاتوريّة دينيّة ظالمة، يجب عدم القبول بذلك وعدم الخنوع.. علينا مواصلة الدّفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة".
تحوّل دور المرأة إلى دور بيولوجيّ..!
أمّا النّاشطة الاجتماعيّة المصريّة دالية زيادة (مدوّنة)، فقالت: "ما كان للربيع العربيّ أن ينجح من دون الدور الرّئيس للمرأة فيه. وقفنا جنبًا إلى جنب مع الرّجال. أنا كفتاة مصريّة أعاني الكثير من الصّعوبات والتّحديات. وفي مصر، تحديدًا، نلاحظ تهميشًا واضحًا للمرأة، فمن الصّعب أن تجد فرص متساوية بين الرجل والمرأة في شتّى المجالات في مصر". وأضافت: "بعد فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات لم نعد نعرف مَن يتكلّم باسم المرأة ويدافع عنها؟! لقد تعرّضت النّساء إلى تحرشات جنسيّة فظيعة وسط القاهرة وأثناء الثّورة، ولم يحرّك أحد ساكنًا. لقد تحوّل دور المرأة الفعّال في بعض الدول العربية إلى دور بيولوجيّ فقط، هدفه الإنجاب، لا غير!".
وتساءلت: هل لمثل هذا الرّبيع العربيّ خطّطنا؟!
الحركات الإسلاميّة لم تحترم المرأة!
وأشارت النّاشطة المدوّنة ليلى غاندي (المغرب)، إلى الديمقراطيّة الّتي فتحت المجال لظهور وفوز الحركات الإسلاميّة، لكنّ هذه الحركات الإسلاميّة لم تحترم الديمقراطيّة. وقالت: "علينا تحمل مسؤوليّة خطأنا، العمل على التّغيير، والمطالبة بحقوقنا".
الاتّحاد الأوروپّيّ يتفهّم.. ولكن!
وفي مداخلة للصِّحافيّ الفِلَسطينيّ، الزّميل فتحي صبّاح (غزّة) والّذي يعمل مراسلًا لصحيفة "الحياة"، قال: "لا يمكن للمرأة الفِلَسطينيّة الحصول على حقوقها طالما الشّعب بأكمله يرزح تحت الاحتلال.. فالمرأة الفِلَسطينيّة تتعرّض لكّافة الانتهاكات من قبل سلطات الاحتلال من جهة، بالإضافة إلى كبت من قبل "حماس"".
وذرف دمعةً عندما وصلته رسالة نصيّة خلال الجلسة مفادها أنّ الاحتلال الإسرائيليّ منع ابنته المُصابة بالسّرطان، من مغادرة غزّة إلى القدس لتلقيّ العلاج..!
تعاطف المسؤولون في الاتّحاد الأوروپّيّ وتفهّموا وضع المرأة الفِلَسطينيّة الصّامدة الّتي تعاني الأمرّين؛ ومأساة الحصار وتداعياته.. ولكن..!!
مدير تحرير صحيفة "حيفا" سيتابع الحالة
هذا ووعد مدير تحرير صحيفة "حيفا"، فور عودته إلى البلاد بمتابعة حالة ابنة الزّميل صبّاح، ومحاولة التّواصل مع المسؤولين والنّواب العرب، للعمل على إدخالها البلاد للحصول على العلاج الضروريّ اللازم لهدف إنقاذ حياتها.. فهي حالة إنسانيّة بحتة من ألوف الحالات المأساويّة الّتي يعانيها شعبنا في قطاع غزّة المحاصَر.
حطّمت المرأة حواجز الخوف، لكنّها لم تتقدّم!
وتطرّقت إحدى ندوات المؤتمر إلى دور المرأة في وسائل الإعلام، وكيفيّة تغطيتها للأحداث. فقالت الإعلاميّة المصريّة البارزة، شهيرة أمين، الّتي تعمل في محطّة الـ(CNN): "إنّ مصطلح "الرّبيع العربيّ" لا يعبّر عن تطلّعات الشّارع العربيّ، حيث كان من الأجدر إطلاق اسم "حركة اليقظة العربيّة" على الثّورات في الدّول العربيّة".
وأكّدت أمين على الدّور الهامّ والأساس الّذي لعبته المرأة العربيّة، وخصوصًا في الثّورة المصريّة؛ ولكن – للأسف الشّديد – بدأ دورها وتأثيرها يتراجعان.. رغم أن المرأة العربيّة حطّمت حواجز الخوف ولكنّها لم تتقدّم بعد!!
هناك تقهقر لمكانة المرأة!
أمّا الإعلاميّة المصريّة منى سويلم (قناة "النيل" الدوليّة – مصر، وتعمل في الـCNN) فتحدّثت عن الرقابة الّتي تفرضها، حاليّـًا، الحكومة على الإعلام، ودعت إلى "البحث عن الحقيقة والاستقلاليّة في وسائلنا الإعلاميّة. ودانت غالبيّة وسائل الإعلام المصريّة، المقروءة والمسموعة والمرئية، بعرضها غير المنصف للمرأة المصريّة". وأكّدت سويلم أنّ وضع المرأة في دول "ما بعد الثّورة" في تقهقر، وإعلاميّـًا هناك انعدام للشّفافيّة، حيث لا يبلغ مستوى المهنيّة والمصداقيّة والنزاهة والاحترافيّة المستوى المطلوب.
ودانت سياسات الاتّحاد الأوروپّيّ المتعاقبة تجاه العرب، وأشارت إلى أنّ وقت التّغيير حان ويجب العمل، بعد الرّصد والمتابعة، على المشاريع التوعويّة والتّعليميّة والإرشاديّة في العالم العربيّ، والبدء بتنفيذ مشاريع هادفة تكفل الأمن والاستقرار والحياة بشكل كريم.
سنفرض احترام حقوق المرأة
وفي ظلّ ما سمعه الاتّحاد الأوروپّيّ أكّد أنّه سيعمل على فرض احترام حقوق المرأة وتعزيز مكانتها، لأنّه لو طمست حقوق المرأة ستُطمس حقوق الشّعوب.
وأكّدت صِحافيّات أجنبيّات أنّ عملهنّ في فِلَسطين، وخصوصًا في قطاع غزّة، وتواصلهنّ مع النّساء والوقوف على مأساتهنّ ومأساة الشّعب الفِلَسطينيّ، علّمهنّ الكثير، وخصوصًا الصّمود والإصرار والشّجاعة.
سورية.. بين مؤيّد ومعارض
أمّا فيما يخصّ المعارضة السّوريّة المشاركة في المؤتمر، فقد أعربت عن احتجاجها لعدم التّغطية الشّاملة والنّزيهة – بحسب ادّعائها – لكافّة وسائل الإعلام، متّهمةً الإعلام بأنّه غير منصف في مواجهة القمع الدكتاتوريّ في سورية وارتكاب النّظام وجيشه مجازر بحق المواطنين، وطالبوا بإنصاف الشّعب السّوري.
وهنا فنّد مدير تحرير صحيفة "حيفا" هذا الادّعاء، فدار نقاش حاد في أروقة البرلمان الأوروپّيّ، بين مؤيّد ومعارض، أكّد فيه فرح أنّ "العربيّة" و"الجزيرة" مثلًا، تلعبان دورًا كبيرًا في المِنطقة، وهما منحازتان بشكل واضح لصالح المعارضة، وأنّه ضدّ أيّ تدخّل خارجيّ في سورية وضدّ مَن يجرّ المِنطقة والشّعب العربيّ إلى كارثة لا تُحمد عقباها.
لا حدود لوسائل الإعلام الاجتماعيّة
وفي ندوة حول "استحداث الإعلام" ودور الإعلام الاجتماعيّ (Social Media)، أثيرت ضجّة داخل البرلمان عندما رفضت الزّميلة الإعلاميّة اللبنانيّة غادة عويس (قناة "الجزيرة") من الجلوس على المنصّة ذاتها إلى جانب الإسرائيليّة روث إيغلاش، وفضّلت البقاء في مكانها؛ حيث لم تكن تعلم مسبّقًا أنّ ضمن المشاركين والمشاركات يهوديّة إسرائيليّة!
وأشادت عويس بدور "الجزيرة" الرّائد بمواكبة الأحداث والنّقل المباشر للثّورات في عالمنا العربيّ، بدءًا من ربيع تونس العربيّ؛ كما تطرّقت إلى الهجمات الّتي تتعرّض لها "الجزيرة" والاتّهامات بانحيازها لفئة معيّنة.
وقالت عويس: "لا تقبل "الجزيرة" انتهاك حقوق الإنسان والتّغاضي عمّا يحدث في الدّول العربيّة". وأشارت إلى أنّ لوسائل الإعلام التّقليديّة أخلاقيّاتها وسلوكيّاتها؛ ولكن لا حدود لوسائل الإعلام الاجتماعيّة، كالـ"فيسبوك" والـ"تويتر" وحتّى بعض المواقع، حيث رُوّج عن خبر اختطافها، وإشاعات حول عرضها مبلغ مالي طائل مقابل "رأس بشّار الأسد"، وغيرها من التّحريضات.
واختتمت عويس قائلة: "على الصِّحافي تقصّي الحقائق، ومتابعة الأخبار أيضًا في وسائل الإعلام الاجتماعيّة، حيث يجب أن يشارك ليفنّد الادّعاءات أو يؤكّدها، إذ عبر وسيلة الإعلام هذه فنّدت الشّائعات الكثيرة الّتي طالتني".
الإسرائيليّون يتابعون سير الأحداث!
أمّا الإسرائيليّة روث إيغلاش (واشنطن پوست) فهاجمت "الجزيرة" الّتي ادّعت أنّها "اعتادت" على الافتراءات، وأكّدت أنّها في تواصل دائم مع صِحافيّين وناشطين من العالم العربيّ عبر وسائل الإعلام الاجتماعيّة لمعرفة ما يجري، قائلةً إنّ "الإسرائيليّين يتابعون عن قرب سير الأحداث في المِنطقة".. وأشارت إلى أنّه على الصِّحافي تقصّي الحقائق، لا تقبّلها كما هي.. في إشارة إلى بعض الصور "الملفقة" الّتي تبثّها "الجزيرة" لأطفال تدّعي أنّهم قتلوا على أيدي الجنود الإسرائيليّين (الاحتلال الإسرائيليّ) – بحسب ادّعائها.
وذكرت إيغلاش عن الدّور الرئيس للإعلام الاجتماعيّ في إسرائيل، الّذي أخرج مئات الألوف إلى الشّوارع للتّظاهر والاحتجاج، وعن المنبر الإعلاميّ الحرّ والمتطوّر في إسرائيل.
الإعلام الإسرائيليّ أفشل حركات الاحتجاج
لم يوافق مدير تحرير صحيفة "حيفا" خلال النّدوة إيغلاش الرّأي، وأشار في مداخلته إلى الدّور السّلبيّ والانحيازيّ الّذي لعبته وسائل الإعلام الإسرائيليّة بتهميشها الحركات الاحتجاجيّة، ما أدّى إلى "إفشالها" وعدم جني ثمار هذه الاحتجاجات، فلم يكن دورها حياديّـًا ومنصفًا كما ذُكر، وفي هذه الحالة دور الإعلام الاجتماعيّ لم يأتِ بثماره.
التخلّص من اللّغة الخطابيّة
وأكّد المدوّن الليبي الشّاب محمّد مصراتي على أنّ الإعلام الاجتماعيّ أظهر جيلًا جديدًا من الشّباب، حاول التّخلّص من عقدة الصِّحافة واللّغة الخطابيّة ومن الرقابة، حيث توفّر وسائل الإعلام الاجتماعيّ حريّة التّعبير والنّشر.
ضمان الحقوق والحريّات
في ختام هذه النّدوات أشار الاتّحاد الأوروپّيّ إلى أنّ نتائج هذا المؤتمر كانت مُثرية ومثمرة، وستدرج الطّلبات على سلّم أولويّات البرلمان الأوروپّيّ. وأكّد حرصه على ضمان السّلامة الجسديّة وحريّة التنقّل للصِّحافيّين تحت الاحتلال وفي كنف الثّورات العربيّة. كما أكّد وجوب احترام الأقليّات وحقوق الإنسان والمرأة خصوصًا؛ حيث حقوق الإنسان من أهم العوامل الّتي يعمل عليها الاتّحاد الأوروپّيّ، وعلى رأسها حقوق المرأة. وأشاد بدور الصِّحافيّين والإعلاميّين وأهميّة التّحدّي وإظهار الحقيقة، من دون الخضوع للتّخويف أو التّرهيب.
العالم العربيّ يلعن وينعى ربيعه!
على ما يبدو نحن لسنا مهيّئين بعد لتقبّل التّغيير، ولا لاستقبال "ربيع عربي" بنسخته الحاليّة؛ وإنّ الضبابيّة تحيط بمستقبل شعوبنا العربيّة. خلال الندوات والنّقاشات بين الوفود المشاركة، داخل البرلمان الأوروپّيّ وخارجه، كان واضحًا الاستياء الجارف للوضع في دول "الرّبيع العربيّ"، إذ تحوّلت فيها الأحوال من سيّئة إلى أسوأ! وبدأ عالمنا العربيّ يلعن وينعى ربيعه مبّكرًا..!
لا يوجد للاتّحاد الأوروپّيّ أجوبةً وافية!
لم يقدّم الاتّحاد الأوروپّيّ أجوبةً شافية لتساؤلات عدّة طرحها مدير تحرير صحيفة "حيفا" مطانس فرح، أمام مفوّضي الاتّحاد الأوروپّيّ، بما يخصّ معاناة الفِلَسطينيّين، واعدًا بدراسة الموضوع.
كما لم يعطِ أجوبةً حول رفضه للاستبداد واستماتته بالدّفاع عن حقوق الإنسان والمرأة تحديدًا، غاضًا الطّرف عمّا يحدث في دول الخليج العربي من قمع وانتهاكات يوميّة لحقوق المرأة وكرامتها في السّعوديّة مثلًا.. لسبب مصالح ومطامع الدّول الأوروپّيّة في المِنطقة ولهثها وراء "الذّهب الأسود"! فكان ادّعاء المفوضيّة الأوروپّيّة أنّ المؤتمر يعالج ما يحدث في الدول الّتي وصلها "الرّبيع العربيّ" ودول الخليج لم يصلها "الرّبيع العربيّ" بعد(!!).
مشاركات مستقبليّة دوليّة قريبة
وفي النّهاية أكّد الاتّحاد الأوروپّيّ حرصه على الاتّصال بنا مجدّدًا، لتنظيم لقاء آخر، لهدف ترسيخ الشّراكة والتّواصل ومواكبة الأحداث وتقديم القرارات واستخلاص النتائج.
لقد فتحت هذه المشاركة الأبواب من جديد أمام صحيفة "حيفا"، حيث تلقّت الصحيفة، دعوات للمشاركة في ندوات ومؤتمرات دوليّة وورشات عمل تدريبيّة سيتمّ الإفصاح عنها في وقت لاحق.
إنّ هذه المشاركة وضعت صحيفة "حيفا" وموقع "حيفانت" على خارطة الإعلام العالميّ، الأوروپّيّ منه والعربيّ، وعرّفت الوفود أكثر بعرب الدّاخل وبصحافتنا المحليّة. فهذا التّواصل مع الزّميلات والزّملاء، الإعلاميّات والإعلاميّين، الصِّحافيّات والصِّحافيّين من عالمنا العربي كان مُثمرًا جدًا، وضروريّـًا لتعرّف وفهم أحدنا الآخر.
أنتم مثال يُحتذى به
واليوم هناك نظرة مغايرة لدى غالبيّة الدول العربيّة بما يخصّ عرب هذه البلاد (عرب الـ48). حيث أشادت الوفود العربيّة بدورنا وثمّنت بقاءَنا وصمودنا ووجودنا في هذه البلاد، وحفاظنا على الأرض والشّجر والحجر واللّغة والثّقافة الفِلَسطينيّة، مُشيرين إلى أنّنا مثال يُحتذى بالوطنيّة والشّرف والثّقافة.
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/77017536820131606111406"]