ترتيب المفاهيم و “ترتيب” الاسنان

مراسل حيفا نت | 13/06/2013

 

د.نافع حاج يحيى

اصبحت اليوم جسور تقويم الاسنان والمكعبات والاجهزة المستخدمة لهذا الغرض من الامور الدارجة والمنتشرة لدى الشباب والصبايا وخاصة في جيل المراهقة، فهل العلاج التقويمي هو مجرد علاج تجميلي؟ ام هو علاج ضروري لاغراض طبية صحية ايضاً؟ وما هي اساليب العلاج المتبعة والحديثة؟ بالسطور القادمة سنحاول ان نتطرق لهذه الاسئلة وغبرها بكل ما يتعلق بتقوبم الاسنان.

تجميل ام صحة

هناك اعتقاد سائد ان تقويم الاسنان هو علاج تجميلي فقط. ولكن هذا الاعتقاد غير دقيق، فبالاضافة للجانب الجمالي لهذا العلاج، ونحن لا نقلل من هذا الجانب لما فيه من تأثير كبير على جودة الحياة والثقة بالنفس والحياة الاجتماعية للناس، الا ان التقويم له ايضاً بُعد يتعلق بصحة الاسنان والفم بشكل خاص وبالتالي بالصحة العامة بشكل عام، "تسكيرة" غير سليمة للاسنان واصطفاف الاسنان بعضها فوق بعض يؤدي الى مشاكل في مفاصل الفك واسنان غير صحية، متسوسة والى التهاب باللثة، لصعوبة تنظيف الاسنان المصطفة، لذا فان التقويم هو علاج يدمج بين الضرورة الصحية والجمالية معاً.

اذن ما الذي يؤدي الى ان تكون الاسنان غير مرتبة او الى، ما اسميه، "فوضى "الاسنان"، هناك عدة عوامل تؤدي الى ذلك، منها العامل الوراثي فغالباً ما نلاحظ ان الابناء لهم نفس الصورة الجانية للوجه (البروفيل)  التي لدى احد الوالدين ويعانون من نقس المشكلة التقويمية في الفم. وهناك الجانب السلوكي اذ ان بعض العادات السيئة مثل وضع الاصبع او الاقلام في الفم او قضم اظافر اليد، او دفع الاسنان بواسطة اللسان بشكل دائم او استخدام مصاصة الاطفال حتى جيل يتعدى السنة او تنفس من خلال الفم لا الانف (اثر انسداد او مشكلة فى مجرى التنفس)  تؤدي الى اعوجاج بالاسنان و عضة "تسكيرة" غير سليمة، وهناك الجانب العلاجي غير السليم فقلع اسنان الحليب المبكر، مثلاً، دون اخذ الحفاظ على مكان للسن الدائمة بالحسبان قد يؤدي الى نمو اسنان معوجة او مصطفة.

الجيل المناسب لبداية العلاج

عادة ما يتساءل الاهالي عن الجيل المناسب لبداية العلاج التقويمي، ونحن اطباء الاسنان نوصي بأن يتم اول فحص تقويمي بجيل 8 سنوات، ليس بالضرورة ان الفحص يؤدي الى بداية العلاج فكل حالة وخصوصياتها، ولكن في بعض الحالات قد يكون هناك تدخل تقويمي معين حتى في اجيال مع اسنان مختلطة (اسنان حليب واسنان ثابتة )، و في كل الاحوال بعد الفحص يحدد الطبيب ما هو برنامج العلاج ومتى يبدأ، وفيما اذا كان هناك حاجة لعلاج تقويمي اصلاً.

اساليب العلاج المتبعة

بعد التشخيص الذي يتم عبر فحص للاسنان واللثة والانسجة المختلفة بالفم وفحص مبنى الوجه، الامامي والجانبي، والاطَلاع على صور الاشعة الخاصة والتحليل الخاص لها الذي يظهر العلاقة بين الفكين والعلاقة بين الاسنان، يتم تنسيق توقعات وشرح ما بين الطبيب والمتعالج وعليه يحدد برنامج واسلوب العلاج.

هناك عدة طرق علاج منها الثابت ومنها المتحرك، تعتمد على مبدأ: قوة تشغَل على الاسنان بهدف تحريكها.

اهم هذه الطرق:                                       

1.      Straight wire technique: وهي الطريقة الاكثر انتشاراً وتعتمد على جهاز ثابت (حاصرات او "مكعبات" تلصق على الاسنان واسلاك تربط بها) هذه المكعبات قد تكون معدنية وقد تكون شفافة –بيضاء، وعلى اساس الاسلاك (والقوى التي تُشغلها) يتم الانتقال من مرحلة علاج الى أخرى وقد يتم الاستعانة خلال مراحل العلاج المختلفة بوسائل مساعدة مثل المطاط (مغاطة) والسلاسل و الرفاصات الخاصة وغيرها من الاجهزة الوظيفية.

2.      الطريقة الداخلية – اللسانية: بالمبدأ تشبه الطريقة السايقة لكن اللصق بتم على الجانب الداخلي – اللساني للاسنان (من جهة اللسان).

3.الطريقة غير المرئية :  هذه الطريقة تعتمد على قوسيات شفافه تضع على الاسنان وبسبب شفافيتها لا ترى، وتبنى هذه القوسيات بناء على مسح محوسب للاسنان يتم من خلاله رؤية المراحل المختلفة للعلاج ونتائجه على الحاسوب وعليه يتم ملائمة القوسيات لمبنى الاسنان ومراحل العلاج لدى كل متعالج ومتعالج حيث يُسلم له مجموعة من القوسيات يستخدمها ويتم تيديلها من مرحلة لاخرى. وتعتبر هذه الطريقة الحديثة الاكثر جمالية والاعلى ثمناً.

4.      العلاج المدمج:  في بعض الحالات لا يمكن الاكتفاء بتقويم الاسنان انما هناك حاجة بتقويم الفكين الامر الذي يحتاج الى تدخل جراحي. ويتم العلاج بشكل يدمج بين تقويم الاسنان ياحد الطرق المذكورة انفاً وبين العلاج الجراحي الذي يليه.

من الجدير بالذكر انه مع نهاية العلاج يتم استخدام اما سلك داخلي، او جهاز متحرك يستخدم بساعات الليل من اجل تثبيت الاسنان والحفاظ على النتيجة التي وصلت اليها، وقد يستمر بعضها (بالاساس السلك الداخلي) لفترات طويلة.  

 مدة العلاج

احد الامور التي لا يمكن تحديدها والجزم فيها هو مدة فترة العلاج، ففي بعض الحالات تكون مدة العلاج بضعة شهور وفي بعضها الاخر عدة سنين. ولذلك في بعض الحالات قد نبدأ تلاحظ التطورات والتغيرات بالاسنان بالاتجاه الايجابي خلال 3 اشهر وهناك حالات أخرى قد تمر فترة طويلة حتى نلحظ ذلك، واحدى اهم الصفات التي يجب ان يتحلى بها المعالج التقويمي (واهله) هي الصير والنفس الطويل والالتزام بالعلاج، لان هذا العلاج احد اطول العلاجات وقد لا يلحظ  التقدم في المراحل المبكرة.

ليس متأخراً بعد !

بالرغم من ان تقوييم الاسنان بكون في غالب الاحيان في جيل صغير فان الكثير من البالغين يمرون بعلاج تقويمي ايضاً حيث لا تختلف طرق العلاج لديهم الا ان التغيير في مبنى العظام وتطورها يلعب دوره، وفي حالات معينة، التوجه في جيل المبكر يسهل عملية العلاج ويساهم في الوصول لنتائج مرجوة.

الا ان العلاج عند البالغين ما زال ممكناً، قد يكون اكثر تركيباً، بالاضافة ان بعض الوسائل يمكن استخدامها، فقط، لدى الصغار مثل "الرسن" مثلاً، لذلك يكون العلاج اطول بعض الشيء وفي بعض الاحيان الاجراءات العلاجية التي لا يشعر بها المتعالج الصغير السن قد تكون غير مريحة لدى البالغين، ومع هذا يبقى التقويم ممكنا لدى البالغين حتى للذين في سنوات الـ 50  لحياتهم.

وهنا يجب التشديد على ان الحفاظ على صحة و نظافة الاسنان  واللثة مهم دائماً ومع التقوييم بشكل خاص، فاجهزة التقوبم قد تجمع بقايا الطعام وبالتالي الجراثيم، لذا مهم جداً تنظيف الاسنان بواسطة الفرشاة الخاصة وزيارة اخصائية نظافة الاسنان بشكل دوري كل نصف سنة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *