بدأ في الإمارات العربية المتحدة العمل في تشييد ما يوصف بأول مدينة في العالم بلا كربون ولا نفايات، حيث تعتمد كليا على الطاقة المتجددة.
وستكلف مدينة مصدر 22 مليار دولار وسيستغرق بناؤها ثماني سنوات. ويؤمل في أن تجلب مستثمرين دوليين بإمكانيات مادية كبيرة في المستقبل.
وتقول إمارة أبو ظبي حيث يجري بناء مدينة مصدر انها ستؤوي حوالي خمسين ألف شخص، وستكون مدينة دون سيارات وتعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة.
هناك أهداف طموحة وراء مشروع مصدر، فمنفذوه يريدون له أن يصبح أكثر مدن العالم خضرة وأكثرها تقدما من حيث القدرة على البقاء.
وبالتعاون مع الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية، يستهدف المشروع الحصول على مصدر دائم للغذاء والمواد الخام والماء، فالماء سيأتي من مشروع تنقية يدار بالطاقة الشمسية.
كما يخطط لان يكون المشروع متماشيا من التصميم المعماري المحلي، قريبا إلى البيئة البرية، على أن يتيح الصحة والسعادة لقاطنيه.
والمثير في الأمر هو أن المشروع سيوفر أجورا وظروف عمل عادلة لجميع العاملين بمن فيهم من سيشاركون في عملية التشييد.
وسيغطى مشروع مصدر عند افتتاحه مساحة ستة كيلومترات مربعة وسيضم الفا وخمسمئة مكتب اداري محلي ودولي.
وترى أبو ظبي في مشروع مصدر عامل تنويع في اعتمادها على النفط وكذا الحفاظ على أهميتها كمصدر هام للطاقة.
وفي بلد يعتبر سكانه من اكبر ملوثي العالم، يأمل خبراء ونشطاء البيئة فى ان تكون مثل هذه الافكار الشجاعة المعتمدة على عنصر الديمومة ، محل اقتناص واقتباس من بقية مدن البلاد.
يذكر ان برنامج التنمية التابع للامم المتحدة قال العام الماضي في تقرير له ان انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الامارات بلغت 34.1 طن لكل فرد عام 2004.
ويعتبر ذلك ثالث أعلى مستوى عالمي بعد قطر والكويت، بينما لا يتعدى في الولايات المتحدة 6.20 طن للفرد.
وكان ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد قال عند الاعلان عن المشروع ان الامارة ستنشئ أكبر محطة في العالم لانتاج الطاقة الهيدروجينية بقدرة انتاجية تناهز الـ 500 ميغاوات.
وقال سلطان الجابر مدير شركة مصدر التي ستشرف على المبادرة ان الطلب العالمي من الطاقات المتجددة يزيد باستمرار، بينما اصبحت ظاهرة التغير المناخي حقيقة ومصدر قلق متزايد. لقد حان الوقت للتفكير في المستقبل."
واضاف سلطان الجابر ان "قدراتنا على التعامل مع هذا الواقع سيضمن الاستمرارية لريادة ابو ظبي في مجال الطاقة على المستوى العالمي، وكذا لنمونا وتقدمنا".