مثلث براغ السياحي : قلعة وجسر وساعة

مراسل حيفا نت | 16/05/2013

 

يفتخر سكان العاصمة التشيكية براغ بان مدينتهم تتواجد منذ عام 1992 على لائحة اليونسكو للمواقع التراثية الثقافية العالمية المحمية وفي أنها تحمل العديد من الألقاب التي منحت لها ولاسيما لقب مدينة المئة برج ولقب المدينة الذهبية ولقب قلب أوروبا ومدينة فرانز كافكا وربما أمكن للعرب أيضا أن يفتخروا بها وان يمنحوها لقب مدينة الجواهري كونها المدينة التي عاش في كنفها شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري لنحو ثلاثين عاما.

على خلاف كافكا الذي تحمل اسمه العديد من الساحات والمكتبات والشوارع والمقاهي فلا توجد أي أماكن في براغ أطلق عليها اسم الجواهري باستثناء مركز الجواهري الذي يتخذ من براغ مقرا له والذي أسسه مثقف عربي يعيش في براغ كان مقربا من الشاعر العربي الكبير بجهود شخصية .
وتسجل براغ في الفترات الأخيرة حضورا متنامي لها بين المدن الأوربية العشر الأكثر اجتذابا للسياح الأمر الذي يجعل إداراتها تواجه تحديات مستمرة للارتقاء بالخدمات التي تقدم في المدينة للسياح وللتخلص من بعض الممارسات المضرة بسمعتها ومنها تعرض السياح للاحتيالات المختلفة ولاسيما من قبل بعض سائقي التاكسي ومحلات تصريف العملات أو في بعض المطاعم .
وعلى الرغم من أن تأسيس براغ يعود إلى أواخر القرن التاسع الميلادي فقط إلا أن أنماط البناء المختلفة فيها وموقعها الجغرافي وعدم خضوعها للتدمير عمليا خلال الحرب العالمية الثانية جعل الكثير من أثارها تبقى على حالها أما أكثر المناطق جذبا للسياح فيها فهي ثلاثة تعتبر بمثابة ما يسمى بالمثلث السياحي الذي يقصده السياح من مختلف الدول وهي قلعة براغ التي تضم قصر الرئاسة التشيكي وجسر تشارلز إضافة إلى ساعتها الفلكية التي توجد في ساحة المدينة القديمة .

 القلعة الأكبر في العالم

 تختلف قلعة هرادتشاني عن غيرها من القلاع والقصور الأوروبية بأنها الأكبر في العالم التي لا تتواجد فقط على قائمة اليونسكو للإرث الثقافي والطبيعي المحمي دوليا وإنما في موسوعة غينز للأرقام القياسية .
وتتضمن القلعة عدة مباني مرتبطة فيما بينها تقع على مساحة من الأرض تصل إلى 70000 متر مربع الأمر الذي يجعل منها الأكبر في العالم وبسبب ذلك تحولت إلى الهدف السياحي الرئيسي لكل من يقصد العاصمة التشيكية.

القلعة وفق الإحصاءات السياحية تحظى بزيارة العدد الأكبر من السياح لأنها تعتبر الأجمل ولان محيطها يمنح الزائر فرصة لمشاهدة معالم براغ بشكل بانورامي باعتبارها تقع في مكان مرتفع يطل على مختلف المناطق الأثرية. وكانت القلعة منذ تأسيسها إلى اليوم مساهمة في صنع تاريخ البلاد لأنها كانت مقرا للحكام والملوك ورجال الدين الذي تعاقبوا على حكم البلاد أما الآن فهي مقر للرئيس التشيكي ورغم ذلك يمكن التجول في ساحاتها وابنيها المختلفة بدون قيود تذكر بالنظر لعدم وجود أية إجراءات أمنية استثنائية.

ويعود تاريخ بناء القلعة إلى عام 870 حيث بناها الأمير بورجيفوي من عائلة برشيمسل غير أنها شهدت تغييرات كثيرة أخرى لاحقا من أهمها التغييرات التي قام بها القيصر كارل الرابع .
وتضم القلعة عددا من الأبنية التابعة للرئاسة التشيكية كاتدرائية القديس فيت وبازيلكا القديس جورج والقصر الملكي القديم وقصر بيلفيدر أو ما يسمى بالقصر الملكي الصغير وقصر لوبكوفيتس وقصر روزينبورغ والقصر الملكي الجديد وبرج داليبور والشارع الذهبي ومتحف العرائس والمنزل الأعلى لبورغراف ومدرسة للفروسية ومربط خيل قيصري وحدائق ملكية إضافة إلى وادي مائي ووادي الآيل .

ساعة فلكية

تحظى ساعة اورلوي الفلكية الشهيرة الموجودة على جدار دار البلدية وسط براغ عند أطراف الساحة القديمة فيها و التي يعود تاريخها إلى أكثر من 600 عام بمكانة متميزة بين الأماكن الأثرية والتاريخية في براغ .
وتضم الساعة ثلاثة أجزاء رئيسية: الأول هو الجزء الفلكي الذي يشير إلى مواقع الأجسام السماوية، والثاني يتضمن روزنامة أو تقويما على شكل دائرة ركبها الرسام يوزيف مانيس في القرن التاسع عشر، فيما يتضمن الجزء الثالث تماثيل خشبية صغيرة للحواريين ألاثني عشر تتحرك بشكل دائري كل ساعة إضافة إلى تماثيل أخرى.

وتوجد في أعلى المكان المعلقة عليه الساعة نافذتان تفتح أبوابهما عند رأس كل ساعة ليطل الحواريين منها بترافق مع قرع للأجراس وحركات تؤديها تماثيل لهياكل عظمية صغيرة. وعند الانتهاء من التنبيه إلى الوقت يخفق ديك بجناحيه معلنا اكتمال الساعة، كما كان يحدث ذلك قبل عدة قرون. وتلقى هذه الحركات استحسان السياح والزوار الذين يتجمعون بالمئات عند رأس كل ساعة، ليس فقط للتفرج على هذه التحفة، إنما أيضا لضبط أوقاتهم مع وقت هذه الساعة التي تضبط أيضا وقت سكان براغ منذ عشرات السنين بالنظر لدقتها ولوجودها وسط المدينة.

وتشير المصادر التاريخية التشيكية إلى أن أول إشارة إلى هذه الساعة ظهرت في عام 1410 عندما قام الساعاتي ميكولاش بتنفيذ هذا العمل الفني معتمدا في الأمور الفلكية على حسابات احد أفضل علماء الفلك والرياضيات التشيك آنذاك يان شيندل، الذي كان طبيبا خاصا للملك فاتسلاف الرابع وترأس الجامعة الأعرق في تشيكيا وفي وسط أوروبا وهي جامعة كارلوفا بدءا من عام 1401.
وقد توارى الشكل الأصلي لساعة «اورلوي» خلال الحرب الهوسية، غير أن الساعة عادت إلى الظهور مجددا في منتصف القرن الخامس عشر بعد أن أصلحها وطورها يان هانوش ومن بعده يان تابورسكي وأخذت الشكل الأقرب إلى الشكل الحالي.
 
جسر تشارلز : متحف مفتوح 
 
يحظى جسر كارل أو ما يسمى بالإنجليزية جسر تشارلز في براغ بمكانة خاصة بين آثار المدينة وفي تاريخها، ولذلك فإن الآلاف من الناس يزورونه يوميا ليس للانتقال بين الساحة القديمة مركز براغ التاريخي و الساحة الصغيرة الواقعة تحت قلعة براغ، وإنما لتأمل المشهد البانورامي الذي يقدمه والذي يجعله، بسبب ذلك، قبلة السياح وأحد المواقع الأثرية العالمية المحمية من اليونيسكو.
الجسر يختلف عن غيره من الجسور الأربعة عشر المقامة على نهر الفلتافا، في أن له تاريخاً عريقاً ولارتباطه بقوة بتاريخ المدينة وأحداثها التاريخية، كما أنه يعتبر بتماثيله التي تشكل ما يسمى طريق القديسين متحفا تحت السماء المفتوحة.‏

استغرق بناء الجسر 43 عاماً، أما واضع الحجر الأساسي له فهو الملك كارل الرابع ولذلك سمي الجسر باسمه لاحقا. وقد تعرض الجسر للتخريب عدة مرات بسبب الفيضانات غير أن إصلاحه تم دائما بالشكل الذي حافظ على وضعه التاريخي منذ أن انتهى العمل به في عام 1400.‏  الجسر الذي يسمى بوابة تشيكيا نحو أوروبا يبلغ طوله 516 متراً، أما عرضه فيتراوح بين 9.40 – 9.50 أمتار بينما يرتفع عن سطح مياه نهر الفلتافا 13 متراً، أما عدد الذين يتنقلون عليه يوميا فيزيد على 30 ألف شخص من المشاة فقط، لأن السيارات محظور عليها استخدامه منذ عام 1965.‏  وقد أقيم له في عام 2007 متحف خاص به، الأمر الذي يجعله فريدا في العالم، أما المتحف فيقدم معلومات كاملة وموثقة عن الجسر وتاريخه وواقعه.

 

[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/167361724520131605032724"]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *