12000 إسرائيلي يحتجون على الغلاء بتل أبيب وحيفا!

مراسل حيفا نت | 12/05/2013

 

 

تظاهر امس السبت ما يقارب الــ12000 الف إسرائيلي محتجين على التقليصات التي عرضها وزير المالية الجديد، يئير لبيد، على الموازنة العامة للحكومة والتي تمس بشكل سافر الطبقات الوسطى وتثقل كاهلها، حيث خرجت مظاهرة من أمام مسرح الـ "بيما" في تل أبيب ومظاهرة أخرى مقابلة لها في حيفا.

وعلم "بكرا" أنه وقُبيل المظاهرة قرر وزير المالية بإلغاء الضريبة التي كان من المُقرر فرضها على الزيارة للطبيب المعالج في صناديق المرضى.

تقليصات كبيرة في الموازنة الحكومية 

يشار إلى أن إقتراح الموازنة والذي من المفترض أن يناقش يوم الإثنين القريب في الحكومة يشمل تقليصات في ميزانية الحكومة بـ 6.5 مليار شيكل بـ 2013 و- 18 مليار شيكل بـ 2014.

ووصف الخبراء والمحللون الخطة الاقتصادية (الجديدة) للحكومة (الجديدة) بأنها الأقسى والأشد منذ عشر سنوات، وسيشعر كل مواطن بهذه القسوة والشدة "على جلده"- قريباً جداً!

ولعل أقسى الضربات –وفقاً للمحللين-هي تلك التي تقررت "في آخر لحظة"وتتمثل في رفع ضريبة الدخل،على جميع دافعي الضريبة، بنسبة 1.5% وليس 1% كما كان مقرراً من قبل. وسيشعر دافعوها بتأثيرها ابتداء من راتب أول شهر في العام المقبل، علماً بأن هنالك تفاوتاً في حجم الرواتب التي يبدأ منها الاستحقاق لضريبة الدخل، تبعاً للامتيازات والحالات الخاصة بكل موظف وعامل-وتتراوح هذه الرواتب ما بين 6-8 آلاف شيكل شهرياً.

سجائر ووسكي

ومن بين "الضربات" التي ستحل قريباً (خلال أيام) رفع الضريبة المفروضة على السجائر ليرتفع ثمن العلبة الواحدة ما بين شيكل واحد وشيكلين (تبعاً للصنف).وفيما لم تتحدد بعد نسبة الرقع نهائياً،فإن وزارة المالية ستعجّل تنفيذ قرارها بهذا الخصوص،تحسباً من تقديم التماسات ضده إلى القضاء!

كذلك سترتفع الضربة المفروضة على المشروبات الروحية،قريباً أيضاً،بنسبة معدلها 20%،تبعاً لمستوى أو نسبة الكحول في صنف المشروب.

كما سترتفع الضرائب على الكماليات ،كالفرو للنساء ومنظومات السينما المنزلية والسيارات الفاخرة التي يزيد ثمنها عن 300 ألف شيكل،وهنا يرجح أن تبلغ نسبة الرفع 20%،وكذلك الأمر بالنسبة للشقق الفاخرة التي يزيد ثمنها عن خمسة ملايين شيكل(1.4 مليون دولار) وهنا سيلغى الإعفاء من ضريبة التحسين بينما تفرض ضريبة جديدة،وبذلك يتوقع أن ترتفع الأثمان والأسعار الخاصة بهذه الشقق بنسب متفاوتة لا تقل عن 10%.

وفيما أصبح في حكم المنتهي رفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1%(من 17% إلى 18%) فإن البشرى الوحيدة في هذا الباب هو أن الخضار والفواكه ستبقى معفاة من هذه الضريبة.كما أن مدينة ايلات الجنوبية وسكانها سيظلون معفيين من دفع هذه الضريبة،رغم اشتداد المطالبة بفرضها على ايلات مثل غيرها.وخلافاً لما تردد –تقرر عدم فرض ضريبة جديدة على صناديق الاستكمال،وهي عبارة عن مسار(برنامج) التوفير البعيد المدى الوحيد المعفى من الضريبة،حتى الآن.

140 شيكل لكل ولد

وفيما يتعلق بمخصصات الأولاد،فسيشعر كل بيت تقريباً في إسرائيل بتقليصها،أو "بتوحيدها"،بحيث يخصص لكل ولد شهرياً (حتى سن ال 18) مبلغ موحد فدرة(140) شيكل،علماً أن النظام المتبع حالياً يقضي بدفع مخصصات شهرية للولد الأول في العائلة بقيمة (175) شيكل-وللثاني والثالث والرابع-مبلغ (263) شيكل،ومن ثم،للباقين 175 شيكل وسيسلب هذا التقليص من كل عائلة كثيرة الأولاد آلاف الشواقل سنوياً،علماً أن الغالبية الساحقة من هذه العائلات هي عائلات عربية ويهودية متدينة(حريديم).

والأمر الجديد، غير المتوقع، هو إلزام كل ربة منزل لا تعمل بدفع رسوم شهرية للتأمين الوطني بواقع(80) شيكل،كما سيتقلص حجم استحقاق العلاج المجاني للأسنان.

وابتداء من الصيف المقبل(تقريباً) ستفرض ضريبة القيمة المضافة ("الماعم") على الخدمة السياحية المقدمة للسياح،وسيلزم هؤلاء،ولأول مرة،بدفع "الماعم" "كاملا"(18%) على الغرف الفندقية التي ينزلون فيها،وعلى السيارات التي يستأجرونها.

وسيتغير نظام العمل بقانون تشجيع الاستثمارات،بحيث سترتفع الضريبة التي يدفعها المستثمر في مشروع في منطقة نائية بعيدة عن المركز-من 7% إلى 10%،بينما ترتفع الضريبة في منطقة المركز من 12.5% إلى 15%.وابتداء من مطلع العام المقبل ترتفع ضريبة الشركات بنسبة 1% (من 25% إلى 26%،هذا على الرغم من أن التخطيط الأصلي كان يهدف إلى تخفيض هذه الضريبة إلى 23%. 

لم يبق خيارات في وجه لبيد غير فرض مشروع يقضي بزيادة الضرائب ورفع الأسعار

وأجمع المحللون الاقتصاديون في إسرائيل على أن العجز المالي الكبير في موازنة الدولة، الموروث من الحكومة السابقة بزعامة نتنياهو ووزير المالية يوفال شطاينتس، لم يبق خيارات في وجه لبيد غير فرض مشروع يقضي بزيادة الضرائب ورفع الأسعار. لكن بعضهم انتقد أسلوب لبيد الذي وعد كثيرا كي ينجح في الانتخابات ونفذ قليلا عندما تسلم المنصب. وكتب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنع، "ضعوا جانبا السؤال "أين المال"، السؤال المهم هو أين العدالة؟"، مقارنا بين نتنياهو ولبيد " إنهما سياسيان ذكيان. يملكان قدرة لغوية عالية وقدرة على الاقتناع. لكن ينقصهما قدرة التفرقة بين الخطابة والحقيقة، بين الدعاية والواقع".

وكتب أخرون أن لبيد من خلال مشروع الموازنة المقترح فضّل المساس بالطبقات الوسطى والضعيفة، متجنبا المساس بالطبقات القوية، وأنه لم يتحمل الضغوط التي مارستها جهات غرضية في الكنسيت مثل النقابة العامة، أو المجموعات الضاغطة التي تمثل مصالح التجار في الكنسيت.

وقالت رئيسة المعارضة شيلي يحيموفتش الأربعاء في الكنسيت إن لبيد يستمر في طريق نتنياهو، "من ادعى أنه يمثل السياسة الجديدة هو نسخة من نتنياهو، وأضافت "الموازنة المقترحة قاسية وخيانة للشعب. إنه مشروع ظلم وضربات اقتصادية".

وتساءل متابعون في إسرائيل كيف سيكون رد الشارع الإسرائيلي على التغيير الاقتصادي المتوقع، وهل ستعود الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد عام 2011؟!.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *