تقرير: أسامة مصري
*الفنان الحيفاوي كمال زايد، بدأ حياته الفنية على خشبات المسارح في البلاد، وقد عرف كثيرا من خلال مسرح العبث الذي كان يقوده المخرج إدوار خوري.. وكمال الطموح سعى وراء الدراسة الفنية في الولايات المتحدة وعاد بعدها إلى البلاد ليمارس الفن من خلال الأفلام والتلفزيون والمسرح والتدريس السينمائي والمسرحي.
كمال زايد، واحد من عشرات الممثلين الفلسطينيين الذين شاركوا في الفيلم السينمائي الفلسطيني العالمي الضخم "المخلص" عن حياة سيدنا المسيح، وهو من بين الذين قدموا أدوارا تناقد مبادئهم في الواقع، ولكنهم وافقوا لخدمة الفكرة الأسمى وهي انتاج فيلم سينمائي عن السيد المسيح باللغة العربية لأول مرّة.
حول مشاركته بهذا الفيلم، كان لنا معه هذا اللقاء القصير.
**ما هي تجربتك السينمائية السابقة؟
– من ناحية التعليم الأكاديمي، حصلت على شهادة الماجستير من جامعة REGENT في ولاية فيرجينيا في موضوع الإخراج السينمائي والتوليف السينمائي، ومن الناحية العملية مثلت في العديد من الأفلام القصيرة واثنان روائي طويل.. عندما كنت في السن العاشرة من العمر، أول دور ثانوي قمت به في فيلم "ابتسامة الجدي"
بجانب دوري كممثل أيضا اشتركت في فريق الإنتاج لعدة أفلام أخرى ومسلسلات تليفزيونية وبالأخص في دور المنتج والمسؤول عن تركيز الإضاءة ومؤلف رئيسي لفيلم تلفزيوني حاز على جائزة الولاية وأخيرا كمخرج تعلقت جدا بالتأثيرات المرئية بالأخص عالم ثلاثي الأبعاد.
**ماذا يميز تجربتك في فيلم المسيح عن سابقيها؟
– ثلاثة أشياء رئيسية، أولا الموضوع: لأول مرة في تاريخ صناعة الأفلام ذو المضمون المسيحي يصنع فيلم عن حياة المسيح باللغة العربية، من خلال دراستي الجامعية تطرقت لجميع الأفلام التي صنعت عن حياة المسيح وكم كنت أتمنى أن يصنع فيلم عن حياة المسيح باللغة والحضارة والنبرة العربية.
ثانيا: من ناحية طاقم الممثلين كم انفعلت كثيرا عندما رأيت الممثلين من بلاد الشرق يقومون بادوار مركبة، حيث اشترك في التمثيل ممثلين من خلفيات دينية مختلفة ولكنهم عملوا بتناغم تام مع هذه الأدوار.
سمعت بالسابق كثيرا عن المخرج روبرت سافو وزوجته هينيا ولكن حينما عملت معهما كنت اشعر أننا أبناء نفس الحي وأحسست بالاطمئنان الشديد حينما تعرفت على المستوى المهني لهم.
وثالثا: قيمة الإنتاج .في العالم الغربي، هناك قيمة معينة تحسب للصورة نفسها وهذه القيمة الإنتاجية تحسب بناء على تكلفة الإنتاج من ناحية رقمية، طاقم الممثلون والعاملون من وراء الكاميرات وقيمة التأثيرات المرئية والصوتية. فقيمة الإنتاج في هذا الفيلم عالية جدا وبما أنني لم أرى النتيجة النهائية بعد، لكنني متأكد من مهارات العاملين في قسم التوليف النهائي.
أريد أن اذكر بالأخص المصور الرئيسي للفيلم الذي بخبرته الواسعة بتوظيف العدسات وزوايا التصوير قد أعان المخرج المحبوب كثيرا في اقتصاديات وجماليات اللقطات.
**حدثنا عن الدور الذي قمت به، وهل أثر بك؟
– في الاوديشين (اختبار الشاشة)، طلب مني أن أقوم بدور "بيلاطوس"، ثم بعد ذلك طلب مني أن أقوم بدور يوسف، ولكن لسبب ضيق الوقت لم أريد أن أتغيب عن العمل، فانتهى بي الأمر بدور الجلاد الرئيسي الذي ينفذ حكم الصلب للنهاية.
كنت موجودا في موقف حرج للغاية، من ناحية أحب أن أقوم بادوار بعيدة عن شخصيتي بالواقع ولكن الأصعب من ذلك هو أنني سوف اجلد المسيح بالفيلم، فهذه النقطة كانت بمثابة تحدي لي، كيف لي أن اجلد هذه الشخصية العظيمة؟ كيف لي أن اصلبه؟ لماذا أنا؟ وبالأخص أنني أنهيت العمل على البوم ترانيم جديد بعنوان "بارك يا ربي هالارض". واستطعت أن أصالح هذه الأفكار اللاهوتية منها والمهنية، بحيث أنني اعتبرت أننا جميعا نصلبه بأخطائنا يوما بعد يوم وكان هذا بداية خيط للعمل على الشخصية الشرسة من الداخل وما تبقى كان إكمال بناء الشخصية على هذا الأساس.
**حدثنا عن التعاون مع هذا الكم الهائل من الممثلين العرب الفلسطينيين والعرب والأجانب؟
– أولا: لدينا المواهب اللازمة لإنتاج أعمال سينمائية على المستوى العالمي. ثانيا: الإعداد والترتيب كان أيضا على مستوى جيد. ثالثا: المخرج وزوجته يستحقون كل التقدير على دمج المهنية ومراعاة احتياجات جميع الطواقم. رابعا: هذا الفيلم أزال حواجز ممثلي عرب الـ 48، إذ نرى ممثلين من كل العالم العربي يشتركون في عمل واحد. وآمل للمخرجين والمنتجين من الدول العربية أن يتمثلوا بما صنعه مخرج الفيلم في هذا الإطار.. هناك أموال طائلة تطرح كل سنة لأعمال سينمائية ينقصها الكثير من التعاون. لمصلحة تسويق وتقنية الأفلام، ويفضل أن نتعاون نحن كممثلين ومخرجين ومنتجين بإنتاج عمل قطري ودولي على مستوى العالم العربي.. مثلا: عادل إمام في مسلسله الأخير، لم يستطع أن يشرك ممثلين من عرب الداخل لأنه لا يسمح له أو لخوف من مقاطعة المنتوج النهائي!!
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/21739136920131205111134"]