أفتتحت الحضانة العربية-اليهودية في العام الماضي عندما بادرت مجموعة من الأهالي العرب واليهود في حيفا إلى إقامتها والتواصل مع جمعية يداً بيد للتربية ثنائية اللغة: في العام الدراسي القادم ستنتقل الحضانة إلى مبنى أوسع وأجمل في شارع هليل بحي هدار لتتمكن من استيعاب ثلاثة فئات عمرية، من نصف عام حتى أربعة أعوام
جمعية يداً بيد أقامت ثلاثة مدارس ثنائية اللغة في أرجاء البلاد، في القدس ووادي عاره والجليل، وهي عملياً المؤسسة الأكبر التي تساهم في خلق أطر تربوية مشتركة للعرب واليهود في البلاد. ويعتمد النموذج التربوي لهذه الأطر على التعليم بكلا اللغتين، العربية والعبرية، من قبل طاقم تربوي مختلط يتحدث أعضاؤه كل بلغته. ويحقق الطاقم التعليمي الذي يتحدث باللغتين فائدة مضاعفة، أولاً، اكتساب اللغة الثانية بشكل فعال، وثانياً، وجود عدد أكبر من العاملين نسبة إلى عدد الأطفال مما يمكن بدوره من معرفة الأولاد بشكل شخصي أكثر. وتعتبر الحضانة الحيفاوية أول بيت تربية للطفولة المبكرة تساهم الجمعية بإدارته حيث يأتي ذلك على خلفية تصميمها على إقامة مدرسة ثنائية اللغة في المدينة لاحقاً.
جمعية يداً بيد تسعى إلى التغيير الإجتماعي بواسطة التربية وبناء مجتمعات محلية مشتركة للعرب واليهود في البلاد، وعليه، فهي ترى بحيفا بيتاً طبيعياً لنشاطها. ويقول محمد مرزوق المدير الشريك لقسم المجتمعات المحلية في يداً بيد: " حضانتنا، عدا عن كونها بيتاً دافئاً ومحباً يوفر للأطفال أدوات تعليمية وشعورية ممتازة للمستقبل، هي تجسيد لرؤيتنا التي تؤمن بأن التربية ثنائية اللغة والمجتمعات متعددة الثقافات هي المفتاح لمستقبل أفضل للجميع. على ضوء النجاح الذي حققته الحضانة هذه السنة، سنوسع الحضانة في السنة الدراسية القادمة ليتعلم بها ما يقارب الأربعين طفل. بشكل طبيعي سنقوم في يداً بيد بمحاولة تطويرها فيما بعد إلى مدرسة ثنائية اللغة. نجاح الحضانة في عامها الأول والاهتمام الكبير والاقبال على التسجيل يعزز من شعورنا بأننا على الطريق الصحيح".
رغبة في تحويل الحضانة لجزء من جهاز التربية الرسمي والمعترف به في مدينة حيفا، تشير الجمعية بأنها على تواصل مستمر مع قسم التربية في المدينة ومكتب رئيس البلدية. وقد أقيمت مؤخراً جولة لممثلي البلدية لمدرسة يداً بيد ثنائية اللغة في القدس لتعريفهم على نموذج التربية الخاص بالجمعية ونتائجه التربوية المثيرة للاعجاب.
" نحن نؤمن"، تقول د.ميراف بن نون المنظمة الجماهيرية ليداً بيد في حيفا "بأن سكان المدينة الكثيرين الذين يختارون تسجيل أولادهم للحضانة، سينضموا لمجتمعنا المحلي في حيفا والذي يعمل على دعم العيش المشترك والمتساوي للعرب واليهود في المدينة. كما نؤمن بأن التعاون مع السلطات البلدية سيمكننا من تحويل هذا الحلم إلى حقيقة ويعزز من مكانة حيفا عامةً كمدينة تجسد قيم الإحترام المتبادل والمشاركة الحقيقية".
[foldergallery folder="wp-content/uploads/articles/59425952120130905024455"]