تنظم الجمعيات والمستشفيات وصناديق المرضى فعاليات خاصة في "يوم السكري العالمي” الذي يصادف في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني من كلعام. وكما في كل عام تظهر المعطيات المقلقة حول ازدياد عدد مرضى السكري وبالأخص في المجتمع العربي في البلاد. تحدثنا هذا الاسبوع مع الدكتور رياض محاميد اخصائي في مجال الغدد الصماء والسكري حول مرض السكري والأضرار التي يسببها للمريض للمدى البعيد وعن طرق العلاجوتوصياته الخاصة لمرضى السكري.
ما هو مرض السكري ؟ وما هي اضراره؟
السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال.والأنسولين هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم. معظم اضرار مرض السكري تحدث في المدى البعيد ويكاد لا يشعر المريض بأضرار المرض في المدى القريب ونلاحظ انه فقط مرضى السكري من النوع الاول قد يعانون من مضاعفات مثل التعب او الارهاق الشديد. اما غالبية الاضرار فتتأزم وتتعقد بعد فترة من الاصابة بالمرض.
من الاعراض الكثيرة والتي تظهر بشكل كبير في المجتمع العربي هي خلل في شبكية العين أي العمى الكلي او الجزئي. الخلل في وظائف الكلى (فشلكلوي) والذي يؤدي الى غسيل الكلى أي الدياليزا وكذلك خلل في شرايين القدمين او التهابات حادة التي قد تؤدي الى بتر الاطراف. اما الاعراض التي تشكل تهديداً مباشراً على حياة المريض فمنها أمراض شرايين القلب والجلطات.
ما هو سبب حصول هذه العوارض والأضرار في المدى البعيد؟
هذه المضاعفات تحصل كنتيجة مباشرة ومتراكمة لعدم التزام مريض السكري وتقاعسه في اخذ العلاج الذي يصفه له الطبيب وعدم التزامه بحمية غذائيةاو ممارسة أي نشاط جسماني. معظم المرضى لا يدركون انه اذا لم يتبعوا التوصيات التي يقوم الاطباء بإعطائها فان هذا سيضرهم في المدى البعيد. فيبحث تم نشره في بداية السنه نرى ان المريض العربي يصاب بالسكري 11 سنه قبل المريض اليهودي وهذا طبعا نابع من نمط حياة غير صحي لذلكفان المريض العربي وبسبب اصابته المبكرة بالمرض فان هذا يؤدي الى اصابته بعوارض اكثر ومضاعفات اكثر في المدى البعيد. كذلك فان المريضالعربي يعاني من عدم توازن معدل السكر بالدم. فإذا جمعنا كل هذه المعطيات فنستنتج ان المريض العربي يصاب بجيل اصغر بالسكري ولا يتعامل معالمرض بالمستوى المطلوب وبذلك وكنتيجة حتمية فانه يعاني من ضرر اكثر في شبكة العين الذي قد يصل للعمى او بتر الاطراف او الجلطات.
ماذا يجب ان يفعل المريض لكي لا تحصل هذه المضاعفات؟
يوجد في البلاد 400 الف مريض سكري ولكن الاحصائيات تظهر انه يوجد حوالي 200 الف مريض لم يتم تشخيصهم وهذا بحد ذاته الاجابة علىالسؤال. اذ اننا نعلم انه كلما تم تشخيص المرض ابكر فان هذا يساعد على الحفاظ على موازنة السكر ومنع الضرر المستقبلي. لذلك اولا على كل شخصموجود بدائرة الخطر أي ان احد والديه يعاني من مرض السكري او انه هو بذاته يعاني من السمنة الزائدة يجب عليه ان يتوجه لطبيب العائله ويقومبالفحوصات اللازمة. كما انني اريد ان اركز على النساء اللواتي يصبن بسكري الحمل فيجب ان يقمن بالتوجه الى الطبيب بعد فترة الحمل لكي لا يصبنبالمرض بصورة دائمة.
يجب على مريض السكري ان يواظب على مزاولة الرياضه المعتدلة بمعدل خمس مرات بالأسبوع لمدة نصف ساعة كل يوم كما ويجب عليه ان يحافظ على تغذية سليمة والتي تشكل عنصر هام جدا في معالجة مرض السكري وتطوره.
ما هي الأدوية التي تصفها للمرضى وتساعد على المحافظة على مستوى متوازن للسكر في الجسم؟
هنالك عدة ادوية تعطى للمريض بشكل حقن او عن طريق الفم وهي جميعها جيدة وناجحة. كل مريض يُعالج بطريقه مختلفة تتناسب وتتلائم مع وضعه. مجال ادوية السكري متطور جدا وهنالك استثمار دائم بالأبحاث من اجل تقديم افضل العلاجات. موضوع موازنة السكر في الدم هام جدا لذلك يجب اعطاء المريض الدواء المناسب. من الادوية الحديثة والتي تساهم في المحافظه على توازن السكري هي دواء الجنوفية JANUVIA وكذلك الجانويتJANUET . كذلك اشكالية اخرى يواجهها مرضى السكري هي زيادة الوزن لذلك فان هذا الدواء أي جانوفية JANUVIA يساعد المريض على المحافظه على وزنه ولا يؤدي الى ارتفاع بالوزن وبنفس الوقت لا يؤدي الى هبوط حاد في مستويات السكر بالدم.
نصيحة اخيرة لمرضى السكري؟
انا اتوجه لجميع الناس واخص الموجودين في دائرة الخطر لمرض السكري واطلب منهم ان يتعاملوا مع الموضوع بجدية متناهية وان يقوموا بالتوجه للطبيب وطلب الفحوصات اللازمة. في النهاية اريد ان ابشّر مرضى السكري انه بالرغم من صعوبة المرض إلا انه يمكن معالجته وإذا حافظ المريض على توازن معدل السكري في حياته فانه لن يتعرض للعواقب والأضرار المستقبلية ابدا. لذلك على المريض المتابعة ثم المتابعة ثم المتابعة مع طبيب العائلة بشكل دائم وإحداث تغيير جذري بنمط الحياة من ناحية التغذية ومزاولة النشاط البدني.