ما هو سر نجاح رحلات أداء مناسك الحاج والعمرة من حيفا؟

مراسل حيفا نت | 28/04/2013

 

 

شاهين نصّار

 

 

في الوقت الذي كثرت فيه الانتقادات والتعليقات على أداء لجان الحج والعمرة في شتى أنحاء البلاد، في أعقاب المشاكل التي واجهها المعتمرين والحجّاج خلال أداء المناسك في مكة والمدينة المنوّرة، يؤكد المعتمرون من حيفا الذين أدوا مناسك العمرة الشهر الماضي وقبلها أيضا أنهم لم يواجهوا أية مشاكل تذكر، بل كل حديثهم معسول عن أداء المنظم والمسؤول عن رحلات الحاج والعمرة من حيفا، الحاج أنور مهرة، لدرجة صار مثالا يحتذى به في كل ما يخص التنظيم والادارة، وحتى أن البعض من خارج حيفا، بدأوا يطلبون منه تنظيم رحلاتهم او الانضمام الى الرحلات التي ينظمها.

 

لم نواجه أي مشكلة…

فيقول الحاج خالد غزاوي (أبو خليل) في حديثه لموقع بكرا: "لم نواجه أي مشكلة في رحلات الحاج والعمرة، فقد أديت مناسك العمرة ثلاث مرات، وحججت مرة واحدة". ويؤكد أن الحافلة الحيفاوية انطلقت من حيفا غير ممتلئة لتضم معتمرين من البعينة وطرعان، قبل الانطلاق مباشرة الى الأردن، ويؤكد الحاج  أبو خليل أن "المسار كان مسهلا جدا، بحيث وصلنا في اليوم التالي صباحا الى السعودية، واستلمنا الغرف في الفندق باكرا جدا وقبل الموعد المحدد لاستلامها بساعتين".

ويضيف: "قضينا أسبوعا بالمدينة وبعدها سافرنا الى مكة. بعد خمسة أيام هناك، عدنا الى البلاد. وفي كل هذه السفرة لم نواجه اية مشاكل تذكر".

بينما يؤكد الحاج أبو علي (اسمه الكامل محفوظ في ملف التحرير)، أن الحاج أنور – منظم الرحلة، بالنسبة له مثالا يحتذى به بما يخص تنظيم رحلات الحاج والعمرة. فيقول "كنا على علم أن كل شيء سيكون على خير ما يرام، رغم أنه كان معنا معتمرين كبار بالسن. فالحاج أنور يهتم بكل التفاصيل من أكبرها لأصغرها" ويحدثنا حدث طريف مشيرا الى أن الحاج أنور كان يسأل عن عدد جوازات السفر ويتفقدها كل بضعة كيلومترات وهم يسافرون على الطرقات في السعودية.

وقال: "سمعنا عن بعض المشاكل مع بعض المعتمرين عند عودتنا. فعند رجوعنا الى الاردن بالحافلات الأربع التي كانت معنا، شاهدنا 80 حافلة منطلقة من الداخل. استقبال السعوديين لنا كان ممتازا لا تشوبه شائبة، فهذا البلد اكرم الله سبحانه وتعالى عليه بالخير الشديد، وعلى الحاجز في الأردن عبرنا بلمح البصر".

ويستطرد بالقول أن مجموعتهم لم تواجه أي مشكلة تذكر، بل أنه حتى الحافلة والتي غادرت ولم تلازمهم طوال الوقت اهتم سائقا بإرسال حافلة بديلة تستمر معهم في السفر، وأن الفندق 5 نجوم لا أقل…

ارتفاع الأسعار

ويؤكد الحاج أبو خليل أن الاختلاف الوحيد هو في الثمن، فقد ارتفعت الاسعار منذ العام 2007 الى يومنا، فاذا كانت الرحلة تستمر 15 يوما وتكلف حوالي 600 دينار، باتت اليوم 585 دينارا لـ12 يوما فقط. ويشير الى أنهم حتى قبل السفر كان بامكانهم تفحص الأماكن التي سيزورونها عبر الانترنت. وانه تم تأجيل موعد السفر مرتين لأسباب تقنية، مشيرا الى أن "الحاج انور لم يقبل أن يسافر الا وكان كل شيء منسق ومرتب كما يجب"!

تضايقت لأجل اخوتنا الفلسطينيين

أما الحاج أبو علي فيقول أنه سمع عن كثير من المشاكل تواجه من يستأجرون الشقق، ويشير الى أنه حتى عندما ادى مناسك الحاج العام المنصرم واستأجر شقة برفقة عقيلته أم علي، لم يواجه أي مشكلة بل كانت الشقة جيدة جدا. بل يدير اصبع الاتهام نحو الحجاج والمعتمرين الفلسطينيين الذين يقبلون بالسكن بشقق غير مجهزة كما يجب، فيقول لهم "اذا واجهتم مشكلة لماذا لا تطالبون بتبديلها؟ لماذا تصمتون على حقكم؟"!

ويشير الى أن الذي يضايقه أكثر شيء هو الحاجز من الجانب الاسرائيلي على جسر الملك حسين، فيقول: "تضايقت لأجل اخوتنا الفلسطينيين من الضفة، فنحن وبسبب جواز سفرنا الاسرائيلي سهلوا مرورنا الى الجانب الأردني، بينما اخوتنا الفلسطينيين فقد تغلبوا كثيرا في العبور على نقطة التفتيش، الطابور كان طويلا جدا، وهذا أمر محزن"!

الحاج أنور – مثال للتنظيم الصحيح

الحاج أنور مهرة الحيفاوي ينظم رحلات الحاج والعمرة منذ أزيد من عشرين عاما، بل ذاع صيته بأنه طوال هذه الأعوام الطويلة لم يواجه المعتمرون والحجاج معه أي مشكلة. فبات مثالا يحتذى به للتنظيم والادارة الصحيحة.

وفي رده على سؤال لمراسلنا حول سر النجاح يقول: "عندما تسجل مجموعة، عليك أن تقوم بواجب المجموعة منذ بداية التسجيل وحتى يوم السفر وخلال السفر، لتصل السعودية والاماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة وترعى شؤونهم وتقوم بطلباتهم وخدماتهم، هذا سبب نجاح السفر وأداء المناسك، لتكون المجموعة راضية عنك. فلا يعقل أن تختفي بعد وصولك السعودية، هذا لا يعقل. عليك أن ترعى شؤونهم وأن تحل مشاكلهم، وبهذا أقوم بصدق وامانة ولذلك الناس راضون عن السفر معي وانشاءلله يستمرون كذلك".

ويضيف: "في كل عام لدينا مجموعة من حيفا ونسافر بحافلة ممتلأة من حيفا. فنبدأ بالتسجيل قبل الرحلة بخمسة أشهر. والترتيبات هي مسؤولية وتتطلب وقتا طويلا".

سر النجاح…

ويقول في رده على سؤال حول المشاكل التي يواجهها المعتمرون والحجاج: "الحمدلله رب العالمين أن الناس راضون عني. انا شخصيا لم أواجه مشكلة كهذه، ولا بد أنه هناك مشاكل، فالسفر لـ15 يوما مع مجموعة لا بد تواجه مشاكل، وعليك كمسؤول وكإداري أن تعمل على حل هذه المشاكل وتكون في خدمة الناس والقيام بواجبها. ولكن لا يعقل أن يترك المجموعة عند مواجهة أي مشكلة.

فاذا واجهت مشكلة في المناسك ماذا ستساعدني لجنة الحاج من الداخل؟ أنا كإداري من واجبي أن أقوم على رعاية وخدمة الناس. خاصة انه معنا أحيانا كبار سن ومرضى، وعليك مساعدتهم وارشادهم بكل شيء، وأحيانا هناك من لا يعرف تصريف الأموال فعليك مساعدتهم، وعليك أن تكون معهم طوال الوقت. وهذا هو سر النجاح"!

ويؤكد في تعقيب لمراسلنا أنه بعد عشرين عاما من التجربة لا بد انه قد شكّل علاقات مع مسؤولين في الأردن والسعودية المسؤولين عن تنظيم وتسهيل رحلات الحاج والعمرة، ومعارف في المدينة ومكة، فيقول "من التجارب بت أعرف الكثير، فقبل الوصول الى أي نقطة حدود، كالمدورة أو حالة عمار، أكون كنت قد جهزت الترتيبات اللازمة لنتمتنع عن مواجهة اي مشكلة ونواصل مسارنا مباشرة.

حتى قبل السفر أقوم بفحص كل المعتمرين لتفادي أي مشكلة كمنع معتمر من السفر على النقطة الحدودية لأنه لم يدفع ضريبة أو عليه أمر منع السفر وما شابه. فأقوم بفحص الأمر ومن يواجه مشكلة اعلمه بذلك قبل بشهر، كي لا نصل الجسر وحينها يخبروه أنه لا يمكنه السفر، فيضطر للرجوع حزينا ويخسر أموالا كثيرة ثمن السفر. ولم أصادف يوما ان سافرنا مع مجموعة الا وكانت الأمور كلها مرتبة مسبقا".

ويؤكد المعتمرون الذين سافروا مع الحاج أنور أن العديد من المواطنين من بلدات أخرى في الداخل سمعوا عن التنظيم المثالي ونجاح السفريات مع الحاج أنور، فباتوا يطلبون الانضمام الى السفريات التي ينظمها، مما يدل على مدى نجاحه وتنظيمه الممتاز ورضى المعتمرين والحجاج عنه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *