صحوة المسؤولين، بقلم: عفيف شليوط

مراسل حيفا نت | 28/04/2013

 

 

عملية الانفجار التي حصلت مؤخراً في مصنع الأسمدة في ولاية تكساس الأمريكية جعلت مسؤولين في الحكومة الاسرائيلية، من ضمنهم وزير الجبهة الداخلية جلعاد اردان ووزير البيئة عمير بيرتس، المطالبة بالإسراع في تنفيذ خطة نقل الأمونيا من ميناء حيفا الى صحراء النقب.

كما أشار رئيس بلدية حيفا يونا ياهف معقباً على الانفجار الذي حصل في تكساس بأنه خطر جداً، وبأنه دلالة واضحة على صدق مطلب ادارة البلدية بإزالة خزّان الأمونيا من منطقة خليج حيفا.                                                                                                                                                                  وورد على لسان رئيس بلدية حيفا في الخبر الذي نُشر حول الموضوع في العدد الماضي من  صحيفة "حيفا"  أنه منذ أكثر من 20 عاماً والمحكمة تماطل في إتخاذ الإجراءات القضائية ضد المصنع، علماً أن المصنع المذكور يعمل منذ إنشاء الخزّان بدون ترخيص .                          

هذا الحادث الخطير الذي وقع في ولاية تكساس ذكّر المسؤولين في البلاد بخطورة بقاء خزّان الأمونيا في حيفا .            

لقد تعرضت في مقالات سابقة ولأكثر من مرة لخطورة الوضع في مدينة حيفا والخطر الذي يهدد سكان المنطقة، ولكن بصدد هذا الموضوع فإن الوضع أشد خطورة،  حيث أن أرواح مئات آلاف السكان في مدينة حيفا والمناطق المحيطة بها على كف عفريت، فهنالك آلاف الأطنان من غاز الأمونيا السام والمميت، والمعرض للانتشار والانفجار في أية لحظة، لسبب من الأسباب، كتعرض المنطقة لقصف صاروخي مثلاً،  أو  وقوع كارثة صناعية أو هزة أرضية لا سمح الله. تقديرات الخبراء الإسرائيليين حول الأضرار التي يمكن أن يسببها إنفجار خزّان الأمونيا متفاوتة وتتعلق  بحالة الطقس وشدة الرياح. 
حسب التقديرات قد يصل عدد القتلى والجرحى إلى بضعة آلاف إذا حصل انفجار يؤدي الى تسرب هذا الغاز السام.  بعض الأبحاث عرضت تقديرات أكثر خطورة تفيد أن تسرب 2400 طن أمونيا في المنطقة الصناعية في خليج حيفا (أي خُمس كمية الغاز الموجودة في الخزان)، قد يؤدي إلى مقتل نحو 17 ألف إنسان، بالإضافة إلى توقع حصول 77 ألف إصابة أخرى.  وحسب المواصفات العالمية، يفترض أن يعمل مثل هذا الخزان عشرين عاما فقط ، ثم يتم العمل على تدميره. 

أشار تقرير مراقب الدولة أنه في يوم اندلاع الحرب في العام 2006  كانت كمية غاز الأمونيا في الخزان المذكور في حيفا 8200 طناً، أي أكبر بأربعة أضعاف الكمية المسموح بها خلال الحرب.  وحسب التقرير لم يعمل مسؤولو المنشأة على إفراغ الخزان من الأمونيا الزائدة، وإبقائها في نطاق الكمية المسموحة.  وقد وصف مراقب الدولة في تقريره آنذاك أن سلوك قيادة "الجبهة الداخلية" في أثناء الحرب المذكورة كان خطيراً  للغاية.

 

من الجدير بالذكر أن منشأة الأمونيا هي ليست الوحيدة في خليج حيفا ، بل هنالك منشآت أخرى تحوي كميات كبيرة من المواد السامة.  ويسود تخوف كبير من حدوث سلسلة تفاعلات، بحيث تختلط المواد الخطرة بعضها مع البعض.  إلا أن مستودع الأمونيا يشكل الخطر الأكبر، ذلك أن المدى الذي تستطيع الغيمة الغازية السامة تغطيتها يعد الأكبر، كما أن عدد الإصابات قد يصل إلى عشرات الآلاف.

إزاء الوضع الخطير هذا ، يدهشني مدى استهتار المسؤولين بأرواح الناس ، وهل كان هنالك حاجة لحدوث انفجار في المكسيك حتى ندرك خطورة الوضع ونتحرك ؟! أما بالنسبة لموقف رئيس بلدية حيفا فأقدره فعلاً ، وكلي أمل أن يخوض نضالاً جماهيرياً وقضائياً بلا مواراة وبلا تساهل الى أن يتم نقل الخزّان من منطقة حيفا ، وآمل أن تقوم  كافة القوى السياسية والشعبية بالتحرك السريع لإبعاد هذه الكارثة التي تهدد حياتنا اليوم قبل الغد ، فماذا تنتظرون؟! 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *