تواصل الشبيبة الشيوعية في حيفا نشاطاتها المتنوّعة، السياسية منها والتثقيفية والتربوية.
فقبل أسبوعين شارك العشرات في جولة ميدانية في منطقة وادي السياح وبستان الخياط، بإرشاد الصحفي شاهين نصّار. انطلقت الجولة في وادي السياح مرورا بخلّة الدير، ودير الرهبان الكرمليين الذي بُني في أواسط القرن الخامس أو السادس ميلادي، حيث يُعتقد أن النبي إيليا (مار الياس/ الخضر) سكن إحدى المُغر في المنطقة والتي سكنها الرهبان المتنسكّون فيما بعد.
ثم إلى "عين الفرج" التي كانت تعتبر مياهها من أعذب المياه في حيفا، ثم إلى "بستان الخيّاط" والذي بناه أحد أثرياء المدينة، عزيز خيّاط، في مطلع القرن العشرين، واعتبر من أجمل البساتين العربية التقليدية، علما أنه شُيّد في سنوات العشرين وانتقل لملكية بلدية حيفا في السبعينيات. وشرح نصّار للشباب والأطفال المشاركين عن قضية سكان الحي من العائلات العربية، والذين يواجهون في هذه المرحلة خطر الاخلاء من بيوتهم التي كانت قائمة قبل قيام الدولة، حيث رفضت بلدية حيفا الاعتراف بالحي ومده بالكهرباء والماء حتى العام 1995.
- "الربيع العربي" والهيمنة الأمريكية
ويوم الجمعة الماضي قدّم المهندس شادي عبده محاضرة قيّمة لرفاق الشبيبة الشيوعية، بعنوان "المؤامرة على سوريا ودور القوى التقدّمية في التصدّي لها"، شرح فيها خلفية الأحداث في سوريا وسعي القوى الاستعمارية لاستغلال ما يسمى "الربيع العربي" لتعزيز هيمنتها على المنطقة.
وأشار عبده إلى الدور الخياني الذي تلعبه أنظمة عربية مثل قطر والسعودية في الأزمة السورية، مؤكدًا أنّ استهداف سوريا يأتي بسبب عدم خضوعها للهيمنة الأمريكية ودعمها للحقوق العربية، لا سيما حقوق الشعب العربي الفلسطيني وفي مقدّمتها حق العودة. وأجاب عبده على أسئلة الحضور لا سيما حول السياسة الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، والدور الذي تلعبه تركيا في إطار تحالفها مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة الأمريكية.
- حق العودة شرط أساسي للحل
ونظّمت الشبيبة الشيوعية فعالية إضاءة شموع ورفع شعارات وقراءة نصوص بمناسبة 65 عامًا على احتلال حيفا (22 نيسان 1948) في ميدان إميل حبيبي. ورفع المشاركون الرايات الحمراء والأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات هادفة كـ"الذكرى الـ65 لاحتلال حيفا" و "حيفا تنتظر المهجرّين" و "لا عودة عن حق العودة" وغيرها.
وتحدّث المناضلُ الشيوعي العريق عباس زين الدين (أبو عصام) عن سقوط المدينة في أيدي العصابات الصهيونية، ومساهمة الجنود البريطانيين في إخلاء المدينة وتهجير أهلها العرب والذين وصل عددهم الى حوالي 70 ألفا، وتحدث عن مجزرة دير ياسين وتخويف السكان الفلسطينيين، ودفعهم نحو السفن والبواخر لنقلهم الى ميناء عكا ومن هناك تهجيرهم الى لبنان وسوريا.
كما تحدث عن نضال الشيوعيين للحفاظ على بقاء أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن، ومنع التهجير، عدا عن تطرقه للخيانة العربية فقال القادة العرب للفلسطينيين في حينه أنهم خارجون لـ"أسبوع مشمشي"، ليعودوا بعدها الى ديارهم، الا أن هذا الأسبوع لا زال مستمرًا حتى الآن.
وقالت سكرتيرة الشبيبة الشيوعية صابرين داوود حوا: هذه الفعالية تأتي من باب تعميق المعرفة بتاريخ المدينة والانتماء إلى قضية شعبنا العادلة، والتأكيد على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصلية، كما ينصّ قرار الأمم المتحدة رقم 191، كشرط أساسي للحل السلمي العادل والمصالحة بين الشعبين.
هذا، وسينظم الحزب الشيوعي والجبهة في حيفا سلسلة نشاطات في ذكرى النكبة، أوساط أيار المقبل، تتضمّن محاضرة للمربي اسكندر عمل، وجولة ميدانية بمرافقة الدكتور ماجد خمرة، وعرض فيلم "خارطة الطريق إلى الأبارتهايد" الذي يقارن بين الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا.