يستعدّ مسرح «الميدان»، في هذه الأيام، لبدء مراجعاته على عمله الجديد «التّغريبة».
و«التّغريبة» هي مسرحيّة مبنيّة على شهادات ووثائق للاجئين فِلَسطينيّين يعيشون اليوم في مخيّمات اللّجوء في لبنان. هي قصّة أحمد ابن الحادية عشرة ومريم ابنة الرابعة عشرة، شقيقين من قرية صفّورية في الجليل يفاجئهما القصف على القرية؛ أحمد الّذي كان يلعب في حقول القرية مع أصدقائه يسلك طريقًا غير الطّريق الّذي سلكته مريم أخته، كلّ منهما سيمرّ في مناطق وقرى مختلفة عن الآخر إلى أن يلتقيا عند الحدود اللّبنانيّة. سلوكهما بطريقين مختلفين سيجعلهما شاهدين على سقوط الجليل بأكمله.
يقول مُعدّ ومخرج العمل، عامر حليحل: إنّ ما يميّز القصّة أنّها إنسانيَّة من الدَّرجة الأولى، لا تنزلق إلى كليشهات السّياسة، بل تذكّرنا بأنّ النّكبة لم تكن مجرّد معطيات وأرقام وإحصائيّات فقط، بل كانت نكبة ناس لهم حياتهم، قصصهم، أحلامهم، طموحاتهم، تخوّفاتهم، حبّهم وكرههم مثلهم مثل أيّ إنسان آخر في هذه الدّنيا.
نحن في خضمّ دفاعنا عن صدق قضيّتنا نسينا وجوه الّذين هُجِّروا وانشغلنا بدفاعنا عن الأرض، وما الأرض بلا ساكنيها؟! كما قال محمود درويش «البيوت تموت إذا غاب سكّانها». «التّغريبة» ستحاول أن تعيد الوضوح إلى تلك الوجوه.
ومن جهته قال مدير مسرح «الميدان» عدنان طرابشة: إنّ اختيار مسرحيّة مثل «التّغريبة» ما هو إلاّ تمسّكنا بقضايا شعبنا، والتّأكيد على دور المسرح أنّه مسؤول عن الحفاظ على الرواية ونشرها، إذ إلى جانب الأعمال العالميّة الّتي يقدّمها المسرح، والّتي لن نتنازل عنها ونشدّد على ضروريّتها، نرى أنّ من واجب المسرح التّقرّب من جمهوره ومن قضاياه وهمومه اليوميّة والعامّة، وتقديم أعمال تخصّه وتعبّر عنه.
يُذكر أنّ المسرحيّة من تمثيل: هنري إندراوس، خلود طنّوس ومراد حسن. موسيقى: تريز سليمان ويزن ابراهيم. كما يذكر أنّ العروض الافتتاحيَّة للمسرحيَّة ستكون في أواسط شهر أيَّار القادم، بالتّزامن مع ذكرى نكبة شعبنا.