زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يتابع أحد التمرينات العسكرية
قالت الولايات المتحدة إنها تعتزم إرسال نظام دفاع صاروخي إلى غوام قريبا لحمايتها من كوريا الشمالية، في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الأميركي لمواجهة ما وصفه وزير الدفاع تشاك هاغل بأنه "خطر حقيقي وواضح" تشكله بيونجيانغ.
وبعد عدة ساعات ذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية أن "كوريا الشمالية نقلت ما يبدو أنه صاروخ متوسط المدى من نوع موسودان إلى ساحلها الشرقي". ونقل عن مصدر من حكومة سول قوله إنه "لم يتضح ما إذا كانت بيونجيانغ تخطط لإطلاق الصاروخ أو وضعته فقط لاستعراض قوتها".
وقال هاغل، مخاطبا الحضور في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن: "بعض الخطوات التي اتخذوها على مدار الأسابيع القليلة الماضية تشكل خطرا حقيقيا وواضحا".
وانتقدت كيتلين هايدن المتحدثة بلسان مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "أحدث بيان لكوريا الشمالية"،وقالت هايدن: "إنها مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من البيانات الاستفزازية التي لا تسفر إلا عن زيادة عزلة كوريا الشمالية عن باقي المجتمع الدولي وتقويض هدفها الخاص بالتنمية الاقتصادية".
وذكر هاغل أنه "ينبغي عليه اخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وهي لغة استخدمها في الأسابيع الماضية في الوقت الذي عدلت فيه الولايات المتحدة خطتها الخاصة بالدفاع الصاروخي ووضعت صاروخين موجهين غرب المحيط الهادئ".
وفي أحدث خطوة اتخذتها واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تعتزم نشر نظام (ثاد) لاعتراض الصواريخ على ارتفاع عال في غوام في الأسابيع المقبلة. ويشمل نظام (ثاد) قاذفة صواريخ تنصب على شاحنة وصواريخ اعتراضية وردارا للرصد طراز (إيه.إن/تي.بي.واي-2).
ونقلت وكالة "يونهاب" عن عدة مصادر حكومية مطلعة على معلومات استخباراتية من السلطات الأميركية والكورية الجنوبية، القول إن "كوريا الشمالية نقلت ما يبدو أنه صاروخ من نوع موسودان إلى ساحلها الشرقي".
ويعتقد أن مدى الصاروخ يصل إلى ثلاثة آلاف كيلومتر أو أكثر، مما يعني أنه قادر على الوصول إلى كوريا الجنوبية واليابان وربما غوام أيضا. ويقول بعض الخبراء المستقلين إنه "لا يعتقد أن كوريا الشمالية قد اختبرت صواريخ موسودان متوسطة المدى". ورفضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية التعليق.
تأهب صيني
من جهة ثانية صرح مصدر مقرب من الجيش الصينى لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الخميس بأنه تم وضع جيش التحرير الشعبي على أهبة الاستعداد، كما يتم الان وضع خطط طارئة تحسبا لتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وقال المصدر الذي التقى بعدة جنرالات مؤخرا إن "قادة الجيش قلقون بشأن سلامة المنشأت النووية الكورية الشمالية واحتمال تدفق اللاجئين إلى الصين".وأضاف المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته أمس الأربعاء: "القادة في غاية القلق".
وأشار إلى أن القادة قلقون أيضا بشأن تهديدات كوريا الشمالية الأخيرة التى قد تؤدي إلى نشوب مواجهة عسكرية غير مقصودة الامر الذي "يشعل" شبه الجزيرة الكورية بأكملها.وتشمل الخطط الطارئة احتمالية دخول القوات الصينية لكوريا الشمالية إذا اندلعت حرب لتأمين المنشأت النووية ومنع وقوع أى كارثة نووية.
ونقل المصدر عن أحد الجنرالات القول: "لا يتحدث أحد بشأن احتمالية وقوع خطر مثل فوكوشيما فى كوريا الشمالية".وأوضح المصدر أن "الجيش الصيني يخطط الان أيضا لكيفية التعامل مع تدفق محتمل للاجئين عبر الحدود الصينية الممتدة لمسافة 1400 كيلو متر".
وأوضحت تقارير غير مؤكدة، بأن الصين قامت بتعزيز قواتها بالقرب من الحدود الكورية الشمالية، ولكن الحكومة الصينية رفضت التعليق.وأعرب بعض من المحللين الصينيين والكوريين الجنوبيين عن قلقهم إزاء افتقار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون للخبرة، وأنه يمكن التلاعب به من قبل القادة العسكريين ممن يسدون له النصح والذين أكبر منه سنا بكثير لكي يتورط في مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية.
قلق أوروبي وأممي
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه إزاء إعلان كوريا الشمالية عزمها إعادة تشغيل مركز يونجبيون النووي.
وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، اليوم الخميس في بيان: "هذا انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن والالتزامات المنبثقة من محادثات الدول الستة (كوريا الشمالية والولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا)".
وأضافت أشتون أن الانتهاك المستمر للالتزامات الدولية "سيؤدي حتما إلى ردا أكثر حزما من قبل المجتمع الدولي".وطالبت أشتون كوريا الشمالية بالتوقف عن إثارة توترات جديدة واستئناف محادثات بناءة مع المجتمع الدولي وباقي أعضاء مجموعة الدول الستة.
وابدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس "قلقه الشديد" ازاء التصعيد في خطاب كوريا الشمالية خلال مؤتمر صحافي عقده في موناكو.
واعرب بان كي مون عن "خيبته وقلقه" للقيود المفروضة على الكوريين الجنوبيين العاملين في موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين، املا ان "يتم رفع الاجراء باقرب وقت ممكن".