أحــيت مدرسة الكرمليت يوم الحكاية العالمي الذي يصادف في العشرين من آذار من كل عام، من خلال سلسلة فعاليات لطلاب الصفوف الاول حتى السادس على مدار اسبوع تقريباً امتدت من صباح الاثنين حتى الخميس 18- 21 / 3 / 2013، وبهذه المناسبة شارك كل صف من صفوف الابتدائية المذكورة، بفعالية مع استاذ المسرح الفنان ولاء سبيت وفق برنامج نسقّت له امينة المكتبة وقامت بترتيبه وملاءمته مديرة الابتدائية الاخت مريانا شاعر، التي ترحّب دائما بكلّ فعالية تعود بالخير والمنفعة على صغارنا. أما البرنامج فكان على النحو الآتي:
مــــع بداية فعاليته، قام استاذ المسرح في المدرسة ولاء سبيت بالتوجّه للطلاب سائلا اياهم عن لباسه ومميزاته، وأي شخصية تكمن وراء هذا اللباس، معطيا الطلاب لمحة مبسطة ومختصرة عن شخصية الحكواتي، منتقلا بعدها الى عالمه مرحّبا بمستمعيه بطرح السلام عليهم جاذبا اياهم لسماع ما في جعبته من حكايات.
لـقـــد حكى لطلاب السوادس قصة "نص نـْصيص"، أما طلاب الاول حتى الخامس، فقد حكى لهم حكاية "بقرة اليتامى"، وفي كل مرة أبدع بطريقة مختلفة مع أنه عاد على الحكاية أكثر من مرة، فقد اعتمد في كل مرة ومرة اسلوبا وطرقاً مختلفة ولغة تماشت مع اعمار الطلاب المختلفة، طلابه الذين يعرفهم ويعرف كيف يجذبهم خلال الحكاية حتى لو طالت أكثر من خمسة واربعين دقيقة، اهتم ّ بتفعيلهم وقام باشراكهم بالعمل من خلال كلمات يرددونها وراءه أو إجابة لاسئلة كان يطرحها عليهم خلال السرد.
جسـّد أحيانا وبذات المشهد ثلاث شخصيات مغيّرا بنغمة صوته وطبقته أو بغطاء الرأس وحركاته. تفاعل الصغار معه بشكل رائع وكنت أرى الضحكة أحيانا والدهشة أحيانا اخرى على وجوههم، انتباههم وتركيزهم وكيف أن هذه القصص التي أكل الدهرعليها وشرب، وما عاد جيل اليوم يسمعها من أحد، الا أنها لا زالت تجذب الصغار ولها كبير الاثر في نفوسهم؛ تفرحهم ويتعاطفون معها وبالذات مع الشخصيات المظلومة، يتحدثون ويناقشون أموراً ودروساً تعلموها من وراء القصة، يتذكّرون كل مشهد وموقف حتى لو طالت الحكاية وتعقدت أحداثها وكثرت شخصياتها.
كـــان لطلاب الثوالث، الروابع والخوامس فعالية اخرى يوم الاربعاء 20/3/2013، شملت كل فعالية أربع فقرات من تنفيذ الطلاب وسارت كما يلي:
1. حصة مع المعلمة رشا روحانا (طالبة الصف السادس أ) التي عرضت أمام الطلاب نبذة مختصرة عن تاريخ الاحتفال بيوم الحكاية والذي بدأ احياؤه مجددا عام 1991، ثم حكت للطلاب قصة (الغول وأم بدور).
2. مشهد مسرحي قدّمه طالبا (الرابع أ) جوزيف تلحمي ورامي روحانا فيه حكوا القصص وراء المثلين الشعبيين "بين حانا ومانا ضاعت لِحانا" و "يا بموت الجمل، يا بموت الجمـّال، يا بموت السلطان".
3. سرد حكاية من بلاد اليونان بعنوان "اسطورة ايكاريا" من قبل طالبة (الصف الثالث أ)، نرمين رافع.
4. حكاية "الحطاب والغولة" من قبل طالبتي (الخامس أ)، كرين بلان وسلمى محاميد.
هــنا ايضا أبدع صغارنا في فقراتهم، كانت القصص التي حكوها مخيفة نوعاً ما (الغول وأم بدور، الحطاب والغولة)، ولكن جمهور الهدف تفاعل كثيرا وبصورة رائعة مع زملائهم مقدّمي الفقرات، سرّوا بالاداء والاسلوب، ضحكوا وطلبوا ان يتصوروا معهم.
وهنا كان لا بد من شرح بعض الامور الغامضة بالذات الامثال التي ربما باتت بعيدة عن عالم صغارنا، وكان لا بد أيضا من حوار خلال الفقرات ومع نهاية كل فعالية وبالذات التطرق للشخصية الوهمية الغول وافساح المجال للطلاب بالتعبير عن مشاعرهم حيال هذه الشخصية.
نأمل أن نكون قد أوصلنا لصغارنا جزءاً ولو صغيرا من موروثنا الشعبي والثقافي، وأن نكون قد ساهمنا في إحياء يوم الحكاية العالمي بطريقة تليق بالموضوع.