لمراسل خاص
عُقد، يوم الثّلاثاء الأخير، اللّقاء الثّامن لمشروع تدريب لجان الأحياء ونشطائها الّذي تنظّمه جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ – حيفا، في المركَز الجماهيريّ (يوديڤت) في الحيّ الشّرقي «مربّع الهدار» احتفاءً بنشيطات الحيّ من نساء فاضلات أخذن على عاتقهنّ النّهوض بالحيّ وتغيير صورته في الذهنيّة العامّة، وذلك وسط أجواء احتفاليّة كان في مركَزها إنجازات أهالي الحيّ.استعرضت النّاشطتان سماح حمّاد ورحاب بشتاوي (أم رجا)، ما تمّ من أعمال نهوض بالحيّ ومن تغييرات في بنيته الماديّة ونشاطات أهليّة مباركة، مع الإشارة إلى الوضع الّذي كان سائدًا من قبل.
واستعانوا بفيلم عن الحيّ وشفافيّات تعرض ما كان وما تمّ إنجازه. وتحدّث مدير المركَز الجماهيريّ – «يوديڤت»، وديع شحادة، الّذي شرح مسيرته في الحيّ والانتقال بالتّعاون مع الأهالي والبلديّة من حالة الحيّ المُهمَل والّذي يعاني مصاعب ومشاكل اجتماعيّة وسلوكيّة ومخدّرات وجنوح إلى حيّ نظيف. وأشاد بنشاط السيّدات في الحيّ وكونهنّ المحور الأساس لعمليّة التّغيير.
كما استعرضت العاملة الجماهيريّة في الحي من قسم الرّفاه الاجتماعيّ في بلديّة حيفا، السيدة هدى أبو قياس النّشاطات الّتي تمّ إنجازها بالتّعاون المثمر مع سكّان الحي، موضحةً مركَزيّة التّعاون بين المبادرات الأهليّة وبين مؤسّسات البلديّة لإحداث التّغيير المرجوّ في الحيّ والمجتمع. وقد تحدّث الشيخ رشاد أبو الهيجاء (أحد سكّان الحيّ) مُشيرًا إلى أهميّة العمل الأهلي ووجوب التّعاون من أجل التّغيير بروح المحبّة والتّسامح. وأشاد بما تمّ من تجنّد للأهالي وانتصارهم لحيّهم وأبنائه.
وكان قد حضر اللّقاء عضو البلديّة عن الجبهة الديمقراطيّة للسّلام والمساواة، المهندس هشام عبدُه، الّذي أشاد بإنجازات الحيّ وبأهميّة هذه اللقاءات المتحرّكة من حيّ إلى آخر، والّتي ساهمت بالتعرّف على قضايا الأحياء وأهلها عن كثب. وأجمع الحضور على أهميّة ما أنجزته النّاشطات في الحيّ، وكون ما قُمن به درسًا في العمل الأهلي وإثباتًا على قدرة النّاس في التّلاحم وإحداث التّغيير. وممّا قاله المهندس موسى ظاهر (أحد المشاركين في الورشة) إنّ البرنامج التّدريبيّ هامّ جدًا للنّشطاء، ولعلّ أهمّ ما وفّره هو هذا التّواصل الإنسانيّ الحميم بين الأحياء وبين النّشطاء والنشيطات.
وقال إنّ البرنامج فتح الأحياء على بعضها رغم الحواجز والتّصوّرات المسبّقة وأنّ في ذلك مكسب هامّ للنّشطاء والمجتمع العربيّ في حيفا، الّذي بدا من خلال الورشات مُتلاحمًا مُتواصلًا وعارفًا أهدافه وقضاياه.وانضمّ في اللّقاء نشطاء حيّ البلد التّحتا إلى البرنامج، بعد أن انتظموا ونظّموا أنفسهم على أمل النّهوض بالمواقع الّتي يسكنون فيها، والاستفادة من الحراك الأهلي المعبّر عنه في برنامج التّدريب ما يوفّره من فُرص نشاط ومبادرات.
وتحدّث باسمهم المهندس خالد محاميد الّذي أكّد رغبة الأهالي في الانضمام إلى البرنامج ومجلس الأحياء العام كما تتبلور هيئته من خلال البرنامج.وكانت كلمة الختام للأستاذ حسين إغباريّة (مدير عام جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ) الّذي بدا مُنشرحًا وسعيدًا باللّقاء وموضوعه. وأشار بفخر إلى إنجازات أهل الحيّ والناشطات فيه داعيًا إلى التعلّم من التّجربة وتعميمها. وأكّد وقوف الجمعيّة إلى جانب النّشيطات والمبادرات من نساء فاضلات وإلى الدّعم العام الذي توفّره الجمعيّة للمبادرات الأهليّة من هذا النّوع. كما عبّر اغباريّة عن ارتياحه الكامل لما استطاع هذا البرنامج التّدريبي للجان ونشطاء الأحياء من تحقيقه، حيث ساعد على تعميق الهُويّة الجمعيّة، وبناء الذّات الجامعة لأحيائنا العربيّة، وزيادة التّواصل والتّعاون والمساندة فيما بينها.
كما ذكر أنّ المشروع سيتواصل للسّنة الثانية لإنجاز بناء مجلس الأحياء الّذي كان قد أجمع وتوافق على إنشائه المشتركون ولجان الأحياء في لقاء سابق. ثمّ عايد النّساء بمناسبة عيد الأم ويوم المرأة، وقدّم باسم الجمعيّة وردةً لكلّ واحدة وواحد من الحضور.يُشار إلى أنّ أهل الحيّ قد استقبلوا عشرات الحضور من رؤساء وأعضاء ونشطاء اللّجان من كافّة الأحياء العربيّة، بكرم وحفاوة بالغة معربين عن كبير ارتياحهم لهذا الدّعم الهام لهم في مسيرة التّغيير.ويُذكر أنّ جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ كانت قد أصدرت على شرف اللّقاء مطبوعة ملوَّنة تحكي قصّة الحي والنّشيطات فيه، دعمًا منها للنّساء النّاشطات، وتأكيدًا على التزامها بدعم مبادرات أهليّة من هذا النّوع.