العقاب الجماعيّ غير منصف..!!

مراسل حيفا نت | 18/03/2013

صورة عن الخبر الّذي نشر في العدد (130)  من صحيفة «حيفا»

مطانس فرح

تصوير وائل عوض

مُنذ قُرابة العام، قام نفرٌ من الأولاد بإتلاف مرافق الألعاب العامّة التابعة إلى بلديّة حيفا حرقًا، تلك المرافق التي تخدم أطفال حيّ وادي النسناس، والموجودة في بستان الحيّ المعروف باسم "بستان الشيوعيّة". وهذه لم تكن المرّة الأولى التي يُقدِم فيها أولاد عديمو الأخلاق والتربية على مثل هذا التخريب ("ڤانداليزم").

وكنّا قد نشرنا في العدد 130 من صحيفة "حيفا" (1 حَزيران 2012) عن الموضوع مؤكّدين أنّ الإقدام على إتلاف مرافق الألعاب العامّة وحرقها عمل منافٍ لأخلاقيّات وسلوكيّات مِن المفترض أن يربَى عليها أطفالنا وأولادنا..ولكن في الوقت ذاته شدّدنا على أنّ العقاب الجماعيّ لن يردعَ نفر هؤلاء «المخرّبين» عن الإقدام على إعادة الكرّة، طالما هم لم يتلقّوا جزاءَهم بشكل فرديّ، أو طالما لم يحصلوا على التربية السليمة ويتعلّموا معنى التصرّف السويّ خارج نطاق المنزل. لِمَ على أطفال حيّ وادي النسناس أو أيّ حيّ آخر أن يعانوا ويفتقروا إلى مرافق الألعاب من جرّاء تصرّف غير أخلاقيّ لأولاد لم يتعلّموا معنى الحفاظ على الأملاك العامّة؟!

وهنا نعيد ونكرّر رفضنا القاطع لأعمال التخريب هذه التي يدفع ثمنها جميع أطفال الحيّ، حيث قرّرت بلديّة حيفا عدم التسامح، ومعاقبة كلّ مَن يُقدِم على العبث بمرافق الألعاب العامّة، وذلك بإهمالها – بدورها – لمرافق الألعاب وعدم إعادة تأهيلها أو ترميمها، وغالبًا عدم اقتناء مرافق جديدة بسهولة، لتلقّن «المخرّبين» درسًا.. وعليه يجب العمل على تربية أطفالنا وأولادنا على صيانة الممتلكات العامّة، وتعليمهم التصرّف اللّائق.

لا أدرك ما الّذي هدف إليه الأولاد بإقدامهم على إتلاف مرافق الألعاب، وأيّ عامل كان دافعًا لذلك؟! لكنّ ما أدركه جيّدًا أنّ أطفال الحيّ، وأطفالًا زائرين، ليسوا مُجبَرين على تحمّل أعباء التصرّف الهمجيّ واللّا-أخلاقيّ والغبيّ والتخريبيّ لنفر قليل من الأولاد الّذين لا يدركون – لربّما – ما تعنيه مرافق الألعاب تلك لعدد كبير من الأطفال، الذين لا يجدون مكانًا يمرحون فيه ويلعبون سوى حديقة الألعاب.

وها قد مضى قُرابة عامٍ على فرض عقاب جماعيّ على أطفال الحيّ من دون أن يُقدِم أحد من المسؤولين في الحيّ أو البلديّة على إيجاد حلّ لهؤلاء الأطفال؛ فمن غير المقبول ولا المعقول معاقبة جميع أطفال الحيّ والزائرين لسبب تصرّف متهوّر وغبيّ لنفر من الأطفال، وعدم إعادة إنشاء مرافق جديدة.أسلوب العقاب هذا غير منصف، فعلى البلديّة أن تعاقب وتغرّم المسؤولين عن التخريب؛ فما ذنب بقيّة الأطفال؟!

وفي اعتقادي، قد مرّ وقت كافٍ لإعادة النّظر في الموضوع، والعمل على إنشاء مرافق ألعاب جديدة، حيث لا توجد مرافق ألعاب بديلة لأطفال الحيّ، وهو ما يضطرّ الأهل إلى اصطحاب أطفالهم خارج الحيّ!ومن جديد – كما عوّدتكم صحيفة "حيفا" – توجّهنا إلى بلديّة حيفا، مطالبين المسؤولين بإيجاد حلول للمشكلة والعمل على إنشاء مرافق ألعاب لأطفال حيّ وادي النسناس وأطفال الأحياء المجاورة، بأسرع ما يمكن.

وقد جاءنا الردّ التالي من سامية عرموش (الناطقة باسم رئيس بلديّة حيفا للمجتمع العربيّ): "يجري – في هذه الأيّام – التّخطيط لإعادة قسم من مجسّمات (مرافق) الألعاب في بستان الحيّ، كتلك الموجودة في حديقة الألعاب في شارع "يتسحاق ساديه"؛ إلّا أنّه لن يتمّ نصب مرافق ألعاب كبيرة، وإنّما مرافق ألعاب صغيرة يصعب تخريبها..!!".

فهل من المنطق، فعلًا، أن يعاني أطفال حيّ وادي النّسناس نقصًا في مرافق الألعاب الكبيرة من جرّاء عقاب جماعيّ فُرض عليهم منذ أزيَدَ من عام..؟! وها هي بلديّة حيفا ماضية في "عقابها الجماعيّ"، بعدم نصب مرافق ألعاب كبيرة لأطفال الحيّ..!!فلِمَ على أطفال الحيّ أن يدفعوا ثمن تصرّفكم الغبيّ والهمجيّ أيّها المخرّبون، يا عديمي التّربية والأخلاق؟!

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *