لمراسل خاص
أصدرت الشبيبة الشيوعية في حيفا بطاقة خاصة تخليدًا لذكرى القائد الشيوعي الكبير توفيق طوبي (أبو الياس) والذي يصادف الثاني عشر من آذار الجاري ذكرى رحيله الثانية.
وتقتبس البطاقة خطابين لطوبي في الكنيست، الأول عام 1985، ردًا على تعريف الدولة كـ"دولة يهودية"، جاء فيه: "جماهير الشعب العربي التي تعيش في إسرائيل، مواطنو الدولة، لا وطن لها سوى هذا الوطن.
هذا وطنهم، سيعيشون فيه، ويناضلون فيه من أجل مساواة حقوقهم، ويريدون العيش فيه كمتساوين بين متساوين. ولن يوافقوا على تعريفات تعني سلب حقهم في المساواة، وإلغاء حقيقة أنّ دولة إسرائيل هي دولتهم أيضًا. وسويًا مع القوى الديمقراطية اليهودية سيناضلون من أجل العيش بكرامة ومساواة".
أما الاقتباس الثاني (باللّغة العبرية) من آخر خطاب لطوبي في الكنيست، عام 1990، وجاء فيه: "إنّ الديمقراطيّة الإسرائيليّة ستظل مقلـّصة وانتقائية، حين تقيم إسرائيل، على بُعد بضعة أمتار من الكنيست، نظام احتلال يسلب شعبًا حرّيته ويدوس حقوق الإنسان الفلسطينيّ؛ حين يقوم داخل إسرائيل نفسها نظام تمييز قومي ضد مواطني الدولة العرب؛ حين يعيش نصف مليون نسمة في إسرائيل تحت خط الفقر، و144 ألف عاطل عن العمل، والأزواج الشابة تتراكض دون إيجاد مسكن".
توفيق طوبي في سطور
ولد توفيق الياس طوبي في 16 أيار 1922 لعائلة حيفاويّة عريقة. أنهى دراسته الابتدائية في حيفا وتابع دراسته الثانويّة في القدس. انضم في العام 1940 إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني، واشترك مع رفاقه إميل توما وإميل حبيبي وأبو موسى وآخرين في تأسيس «عصبة التّحرر الوطني».
أشغل عدة مناصب من بينها عضوية الكنيست على مدار 40 عامًا، وكان صوتُه المجلجل في الكنيست صوتَ الجماهير العربيّة الفلسطينية في البلاد، يدعو الجماهير العربية إلى الصمود ورفع الرأس، كان في طليعة المناضلين ضد سياسة الاضطهاد القومي والتّمييز العنصري الرسمية، وضد سياسة نهب الأراضي وهدم البيوت والحكم العسكري. آمن توفيق طوبي بالنضال الأممي العربيّ – اليهوديّ المشترك.
اخترق توفيق طوبي مع رفيق دربه ماير ڤلنر الطوق العسكري الذي فُرض على كفر قاسم بعد المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الأمن الإسرائيليّة بدم بارد وسقط فيها 49 شهيدًا. وجمع توفيق طوبي المعلومات الكاملة عن المذبحة ونشرها في مذكرة باللغات العربية والإنچليزيّة والعبرية، وهكذا وصلت تفاصيل المجزرة إلى الرأي العام المحلي والعربي والعالمي.
كان توفيق طوبي إنسانًا متواضعًا بذل كلّ طاقته في خدمة شعبه، والدّفاع عن حقوق العاملين والفقراء. ومع أنه كان يحصل على معاش عضو كنيست، إلّا أنّه طوال عضويته في الكنيست كان يتبرع بمعاشه للحزب ويحصل على معاش بسيط مثل كل محترفي الحزب.
وقالت سكرتيرة الشبيبة الشيوعيّة، صابرين داود – حوّا: "على الأجيال الشّابة أن تتعرّف إلى تاريخ شعبنا ورموزه، لا سيّما القائد الكبير توفيق طوبي الّذي كان مثالًا للمناضل الوطني والأممي العنيد في أصعب المراحل الّتي مرّت بها الجماهير العربيّة. ستبقى ذكراه خالدة في وجدان شعبه وحزبه ومدينته حيفا وحيّه وادي النسناس الّذي لم يبرحه إلى آخر يوم في حياته".
هذا وكان من المقرّر أن يتمّ تدشين شارع توفيق طوبي (مقطع من شارع قيساريا) خلال الشّهر الجاري، إلّا أنّ الأمر تأجل لذكرى ميلاده في شهر أيار القادم.