إحسان أبو رنّة: “لا يوجد أيّ علاقة لمخبز “الوادي” بعمليّة التّسميم”!!

مراسل حيفا نت | 10/12/2012

إحسان أبو رنّة، صاحب المخبز: أكّدت الفحوصات خلوّ المخبز من أيّ مادّة سامّة أو ضارّة، وأشادت بنظافة المخبز وصلاحيّة وسلامة الموادّ المستعملة، وخصوصًا الجُبن الأبيض الصّالح للأكل.

 

(تصوير: وائل عوض)

لمراسل خاص

«اقتحمت» قوّات من الشّرطة، يوم السّبت الأخير، في تمام السّاعة السّابعة والنّصف صباحًا، مخبز «الوادي» لصاحبه إحسان أبو رنّة، القابع في شارع مار يوحنّا، في سوق حيّ وادي النّسناس النّابض، ملوّحةً بأمر يقضي بإغلاق المخبز على الفور، من جرّاء تقديم شكوى للشّرطة من قبل إحدى زبونات المخبز، بادّعاء أنّ والدتها تسمّمت بعد أن تناولت منقوشة بالجبنة البيضاء، كانت قد اشترتها الزّبونة صباح يوم الجمُعة من المخبز.

وتعود القضيّة إلى يوم الجمُعة الفائت (2012/11/30)، حيث دخلت إحدى الزّبونات (الاسم محفوظ في ملفّ التحرير)، إلى مخبز «الوادي»، في تمام السّاعة الحادية عشرة صباحًا، وقامت بشراء منقوشة بالجبنة البيضاء من أحد العاملين في المخبز، ثمّ غادرته. وفي حينه لم يكن صاحب المخبز، إحسان أبو رنّة، موجودًا.

وبعد نحو ساعة، في الثّانية عشرة ظهرًا، عادت الزّبونة إلى المخبز، مدّعيةً أنّ المنقوشة بالجبنة البيضاء تحوي سُمّـًا؛ حيث تمّ نقل والدتها إلى المستشفى بوساطة سيّارة الإسعاف، فورَ تناولها جزءًا من هذه المنقوشة. ثمّ قامت الزّبونة بتقديم شكوى في مركَز الشّرطة، متّهمةً صاحب المخبز بتسميم والدتها؛ وكانت قد حملت معها إلى مركَز الشّرطة جزءًا من المنقوشة بالجبنة البيضاء وعليها مادّة سوداء إضافيّة، اتّضح، لاحقًا، أنّها سُمّ فئران!!

وفي صباح اليوم التّالي، يوم السّبت، وفي تمام السّاعة السابعة والنّصف صباحًا، حضرت الشّرطة إلى مخبز «الوادي»، وهي تحمل أمرًا بإغلاق المخبز، فورًا، بعد تلقّيها الشكوى، حفاظًا على سلامة الجمهور.. ولكنّ الأمور اتضّحت في المخبز وتحوّل التّحقيق إلى مجرًى آخر(!!).

وفي حديث لنا مع صاحب المخبز، إحسان أبو رنّة، قال: «دخلت الشّرطة فعلًا، صباح السّبت، المخبز، بادّعاء أنّ إحدى الزّبونات قامت بشراء منقوشة بالجبنة البيضاء كانت تحوي سُمّ فئران، تناولت والدتها جزءًا منها، ما أدّى إلى تسمّمها ونقلها على الفور لتلقّي العلاج في المستشفى.»

وأضاف: «فاجأني جدًّا دخول عناصر الشّرطة لهدف إغلاق المخبز بعد تقديم شكوى ضدّي في الشّرطة بتهمة التّسميم؛ إذ كنت متيقّنًا أنّ لا علاقة لنا بالأمر، حيث دار جدال حادّ بيننا، أكّدت لهم فيه أنّ المشتكية وأفراد عائلتها زبائن دائمون، وأنّ لا هدف لي من رشّ أو إضافة أيّ موادّ سامّة على المنقوشة بتاتًا؛ منبّهًا كذلك إلى أنّه لم تكن هناك أيّ مادّة غريبة، سوداء اللّون – كما يدّعون – على الجبنة البيضاء، عندما قامت الزّبونة باقتنائها، بمعنى أنّها غادرت المخبز حاملةً منقوشة بالجبنة البيضاء لا تحوي أيّ مادّة إضافيّة سوداء.»

واستطرد إحسان، قائلًا: «بعد أكثر من ساعة من الجدال والنّقاش الحادّ، والّذي وقف خلاله إلى جانبي أبناء وسكّان وتجّار حيّ وادي النّسناس، واستماتوا في الدّفاع عنّي بشهامة، فطنت إلى وجود كاميرات تصوير داخل المخبز، واقترحت على عناصر الشّرطة، قبل القيام بأيّ خطوة، الاطّلاع على صور الكاميرا.. وفعلًا، بعد أن شاهد عناصر الشّرطة شريط التّصوير المسجّل، تأكّدوا من أنّ الزّبونة هي الّتي اختارت المنقوشة وحملتها بيدها، وبدا واضحًا أنّ الجبنة البيضاء خالية من أيّ مادّة سوداء – حتّى إنّه لم تعلُها حبّات من الزّعتر – فأخذتها وغادرت المخبز.»

ثمّ قال: «حينها اتّضح لعناصر الشّرطة أنّي بريء من تهمة التّسميم هذه، الّتي كانت ستؤثّر عليّ سلبًا، وعلى سمعة المخبز. حيث تأكّدوا بأمّ أعينهم أنّ المنقوشة كانت خالية من أيّ مادّة غريبة سامّة، وأنّ السُّمّ وُضع على المنقوشة بالجبنة البيضاء بعد مغادرة الزّبونة المخبز. وبعد أن كشفت صور الشّريط المسجّل الحقيقة بجلاء.. تراجع الشّرطيّون عن أمر إغلاق المخبز، ولكنّهم اقتادوني إلى التّحقيق في مركَز الشّرطة، للإدلاء بإفادتي، وبعد أكثر من ثماني ساعات متواصلة من التّحقيق تمّ تسريحي من دون أيّ قيد أو شرط، مؤكّدين أنّ لا علاقة لي بالموضوع».

وقد حضر ممثّلون من وزارة الصّحّة، صبيحة الأحد الأخير، إلى مخبز «الوادي» وقاموا بإجراء فحوصات شاملة للمكان، بدءًا من الموادّ الخام الأساسيّة المستعملة في المخبز، وانتهاءً بالعمل السّليم والنّظافة العامّة؛ مؤكّدين خلوّ المخبز من أيّ مادّة سامّة أو ضارّة، ومشيدين بنظافة المخبز وصلاحيّة وسلامة الموادّ المستعملة، وخصوصًا الجُبن الأبيض الصّالح للأكل.

في نهاية الحديث شكر إحسان الله، بدايةً، على عدم وقوعه في الشَّرَك، وشكر جميع سكّان وتجّار حيّ وادي النّسناس الّذين وقفوا إلى جانبه يدًا واحدة، لحظة دخول عناصر الشّرطة إلى المخبز. وانتهز الفرصة لتقديم التّهاني للجميع لمناسبة الأعياد المجيدة القريبة.

وفي حديث مع عيران شاكيد (النّاطق باسم شرطة السّاحل)، أكّد لي أنّه قدّمت شكوى في الشّرطة بخصوص عمليّة تسميم، ويجري التّحقيق مع بعض الأشخاص حول شبهات لعمليّة تسميم(!!).. هذا ورفض التّعقيب على أيّ تفاصيل إضافيّة، مؤكّدًا أنّ التّحقيق في أوجه.

وعلمنا من مصادر موثوق بها أنّه تمّ استدعاء بعض الأشخاص (الأسماء محفوظة في ملفّ التحرير) للتّحقيق معها في القضيّة؛ وأنّه تمّ تسريح الأمّ من المستشفى، بعد أن كانت قد رقدت فيه لتلقّي العلاج لمدّة خمسة أيّام.

أمّا بالنّسبة للسُّمّ الّذي وُجد على المنقوشة فهو أحد السّموم الخطيرة المستعملة لتسميم الفئران، والأدهى والأمرّ أنّه يصعب الحصول على مثل هذا النّوع من السُّمّ بسهولة.. حيث قد يؤدّي إلى الوفاة بعد دخول جسم الإنسان خلال 24 ساعة، فقط!

ولحسن الحظّ، تمّ نقل الأمّ إلى المستشفى في الوقت المناسب.سنوافيكم بالمستجدّات حول كلّ ما يتعلّق بمجريات التّحقيق في حال توافرها.. ولكن من المؤكّد بأنّ لا علاقة لمخبز «الوادي» بما جرى، لا من قريب ولا من بعيد.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *