لمراسل "حيفا"
صدر، مؤخّرًا، عن مكتبة ودار النّشر الحيفاويّة "كل شيء"، لصاحبها صالح عبّاسي، ديوان "صمت الحروف.. صوت الألوان" للشّاعر الحيفاويّ رشدي الماضي؛ وهذا هو ديوان الشّعر السّادس للشّاعر رشدي الماضي. يحوي الدّيوان كلمات مميّزة بلوحات مشهديّة قزحيّة مُبدعة، يضمّ الكلمة واللّوحة، بريشة الفنّان الخطّاط كميل ضو، بحلّة جميلة.
ففي واقعنا العربي الرّديء، تبقى الكلمة شجرة النضال ووقوده وخشبة الخلاص الّتي تتجاوز عادةً جسر كلّ محنة، مهما كبرت إلى ما ورائها، لتصبح بالنتيجة سلاح المناضلين الذي يعبّد طرق مسيرتهم نهوضًا وازدهارًا وتحرّرًا. ومن هذا المنطلق أتى صوت الشّاعر رشدي الماضي منتحيًا منحى ملتزمًا، متّخذًا من قراءة الواقع واستقراء المستقبل ذخيرته، فأتت قصائده جسرًا واصلًا قويًا بين الإبداع والواقع والوطن الهارب.
انتفض في وجه النّفي الروحي والنّفي الجسدي، وكذلك في وجه الاغتراب، مطمئنًا حروفه بنبض الذّاكرة ومخصبًا إيّاها بالتّراث والتّاريخ والأسطورة والرمز، هادفًا إلى ترسيخ وتكريس بنود طموح الإنسان الفِلَسطينيّ خاصّةً، والعربيّ عامّة.
وقد قام الفنّان والخطّاط كميل ضو، باختيار موفّق لنخبة من العبارات والقصائد ليحوّلها بريشته إلى لوحات فنيّة بارزة، عملت على تعميق تلاحم الحرف واللّون، ليصبحا بوصلة تهتدي بنورها قوافل المناضلين.