لا يمكن كان لمن شاهد عبر شاشة التلفاز، رئيس حكومة اسرائيل الجديد- القديم، بيبي نتنياهو وهو يستعرض أسماء ووظائف وزراء حكومته، إلا ان يضحك سخرية واستهتارا للدرك الذي وصلت إليه حكومات اسرائيل، واذا كان نتنياهو لا يذكر حالة تم فيها إهانة الكنيست – على حد تعبيره- كما جرى أثناء عرض حكومته، فاننا لا نذكر أيضا أن أحدا اهان حكومته على النحو الذي فعله نتنياهو، بل لا نذكر أنه مر على اسرائيل "حكومة مسخرة" كحكومة نتنياهو الجديدة.
ورغم عدم اتفاقنا مع خط تسيبي ليفني، زعيمة حزب كاديما وزعيمة المعارضة البرلمانية الجديدة، إلا أننا نتفق معها في توصيفها لوزراء الحكومة الجديدة أنهم كلهم مسؤولون عن لا شيء، بمعنى أن لهم ألقابا طويلة وكبيرة تتناقض مع حجم مسؤولياتهم الصغيرة والمحدودة جدا، وما فعله نتنياهو من تقسيم الوزارات إلى فلقات وزارات أو "وزيرات"، انما جاء لترضية الكتل والأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي ولأعوانه ومؤيديه داخل الليكود، على حساب لقمة عيش المواطنين البسطاء، وفي الوقت الذي تغلق فيه المصانع ويقذف بالعمال إلى سوق البطالة، يتم تعيين وزراء ونواب وزراء دون حاجة بتكلفة ملايين الشواقل، فعلى سبيل المثال سيكلف كل وزير بلا وزارة، ونائب وزير خزانة الدولة مليوني شيكل سنويا. فاذا كان الوزير بلا وزارة، فلماذا لا يكون بدون راتب وامتيازات مالية؟
هي حكومة مسخرة وطناجر فارغة لأن الوظائف التي تتضمنها قمة المسخرة، فهل هناك من يوضح لنا ما معنى "وزير لتحسين الخدمات للمواطن" أو ما هي وظيفة الوزير " بلا وزارة"، وما هو دور الوزير " في مكتب رئيس الحكومة"، وأي وزارة هذه التي تحمل اسم " الموساد، الشاباك ولجنة الطاقة النووية" التي يتولاها مريدور؟ وهل هناك مسخرة أكبر من مسخرة تعيين وزير مسؤول عن شؤون "الأقليات"؟ وجاء نتنياهو لينصب نفسه على رأس قمة المسخرة، علاوة على رئاسته لحكومة الطناجر فقد منح نفسه لقب "وزير أعلى للاستراتيجية الاقتصادية" وكبير الوزراء للشؤون الأمنية وغيرها. فما فعله نتنياهو ذكرنا بالمشاهد المسرحية الساخرة لغوار الطوشة التي ينتقد فيها تبديل الوزراء العرب بشكل سريع وغريب، بتبديل غطاء رأسهم على شكل طنجرة ليدل على مدى فراغ الرؤوس الواقفة في رأس الوزارات. ترى ماذا كان سيقدم لنا غوار من مشاهد ساخرة وكوميدية في حكومة طناجر فارغة كحكومة نتنياهو؟! هذه الحكومة التي تفوقت على الحكومات العربية بفراغ مضمونها، بل تفوقت كل وزارة فيها على الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية.. الخ بطول الاسم الذي تحمله وبؤس المسؤولية التي تتولاها!