أبناء الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في الكبابير الحيفاويّ يُعدّون العُدّة لحرب كونيّة وشيكة!

مراسل حيفا نت | 11/11/2012

شمس الدين مالاباري

 

تقرير: مطانس فرح

تصوير: وائل عوض

في ظلّ الأوضاع السّياسيّة المتخبّطة، والأمنيّة المتوتّرة، وأحاديث جِدّيّة عن إمكانيّة اندلاع حرب في المِنطقة قد تؤدّي إلى حرب عالميّة ثالثة، يتهيّأ أبناء الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في حيّ الكبابير الحيفاويّ لإمكانيّة حدوث ذلك، فعلًا!..

فهم يتعاملون مع هذه القضيّة على مَحمَل من الجِدّ، ويأخذون الحِيطة والحذَر؛ ويتمثّل ذلك في التّطعيم أو الجرعات الدّوائيّة الّتي يأخذونها، وموادّ الغذاء والتّموين الّتي يختزنونها؛ تحسّبًا من نشوب حرب قريبة، وقريبة جدًّا!

وصلت إلى مركَز الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في حيّ الكبابير، فوجدت أعدادًا كبيرة من المسنّين والشّباب والأولاد مصطفّين لأخذ جرعة التّطعيم ضدّ الإشعاعات النّوويّة والأورام السّرطانيّة النّاتجة عنها، آخذين الأمور على مَحمَل من الجِدّ، عاملين حسَب توصية الخليفة الخامس (الحاليّ) للإمام المهديّ والمسيح الموعود، حضرة مِرزا مسرور أحمد، آخذين الحِيطة والحذر، تهيّؤًا لإمكانيّة اندلاع حرب!

وعن هذا التّطعيم ضدّ الإشعاعات النوويّة، والسّرطان، والتّهيّؤ لإمكانيّة اندلاع حرب، كان لي هذا اللّقاء مع الأستاذ شمس الدّين مالاباري، المبشّر الإسلاميّ الأحمديّ في الدّيار المقدّسة.

– هل لك أن تحدّثنا عن هذا النّوع من التّطعيم أو العلاج؟

أودّ، بدايةً، أن أحدّثك عن الهوميوپاثي أو العلاج بالمِثل. ففي الكتاب الّذي ألّفه الخليفة الرّابع للإمام المهديّ والمسيح الموعود عليه السّلام، حضرة مِرزا طاهر أحمد – رحمه اللّه – عن العلاج بالمِثل أو الهوميوپاثي، يؤكّد أنّه لا يزال الإنسان يسعى جاهدًا – منذ خلقه – لحماية نفسه من كلّ العوامل الّتي قد تُضرّ به أو تُهدّد وجوده.

وقد سعى بشتّى الوسائل للبحث عن دواء لكلّ داء أصابه ليجنّبه الألم والعناء.. والهوميوپاثي أو العلاج بالمِثل هو أحد فروع الطّبّ، ويعتمد على ثلاثة مبادئ:

(1) العلاج بالمِثل، أو حسَب المقولة العربيّة «وداوها بالّتي كانت هي الدّاء»؛ فمثلًا، إذا كانت أعراض الرّشح الظّاهرة على المريض تشبه أعراض التّسمّم بالزّئبق، فإنّ دواء الهوميوپاثي المشتقّ من الزّئبق يكون هو العلاج لهذه الحالة.

(2) الجرعة الدّنيا: يكون الدّواء فيها مخفّفًا؛ حيث يقابل كلّ جزء من المادّة الفعّالة مليار جزء، تقريبًا، من الماء.

(3) الوصول إلى السّبب الحقيقيّ المؤدّي إلى نشوء مرض معيّن واستئصاله؛ من خلال تنشيط المقاومة في الجسم وتقوية قدرته على التّصدّي لذلك المرض، خلافًا للطّبّ التّقليديّ.

– هل هناك انتشار لهذا النّوع من العلاج؟

نعم.. ويعود نجاح انتشار العلاج بالمِثل في العالم إلى أسباب عديدة، منها:

• فاعليّة العلاج بالمِثل؛ فعندما يُعطى العلاج المناسب تكون النتائج سريعة وفعّالة ومستديمة.

• هو علاج آمن؛ فيمكن حتّى للرّضّع والحوامل أن يستخدموه بدون خشية العوارض الجانبيّة.

• هو علاج طبيعيّ يتألّف، عادةً، من موادّ طبيعيّة.

• يعمل بتناسق تامّ مع الجهاز المناعيّ، بخلاف بعض العلاجات التّقليديّة الّتي تثبط الجهاز المناعيّ.

• يغيب عن العلاج بالمِثل خطر تعوّد الدّواء أو الإدمان عليه.

• هو علاج كلّيّ؛ بمعنى أنّه يعالج كلّ الأعراض كعَرَضٍ واحد، فهو يتوجّه إلى السّبب وليس إلى معالجة عَرَضيّة؛ ما يعني أنّ الأعراض الّتي يداويها العلاج بالمِثل غالبًا ما لا تعاوِد.

– ما هو سبب انتشار العلاج بالمِثل في صفوف أبناء الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة؟

أنوّه بأنّه قد كان للخليفتين، الثّاني والرّابع، خبرة عميقة وواسعة في كيفيّة العلاج بالمِثل. والخليفة الرّابع، حضرة مِرزا طاهر أحمد (رحمه اللّه)، مؤلّف كتاب العلاج بالمِثل، قد وضع فيه تلخيصًا للتّجارب الّتي عاينها. فقد كان طبيبًا ماهرًا في هذا الموضوع، ومتمكّنًا منه أيّما تمكّن.

وقد عالج الكثيرين بالهوميوپاثي، وأعطى دروسًا خاصّة لأبناء الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في هذا المجال، ومن خلاله انتشر هذا الموضوع في أوساط الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة على مستوى العالم. كما أنّ الخليفة الحاليّ، حضرة مِرزا مسرور أحمد، أيضًا، له اهتمامه ومساهمته الخاصّان في هذا المجال من العلاج – العلاج بالمِثل.

 – وما هو هذا التّطعيم (الجرعات) الّذي يُقدِم الأحمديّون على أخذه، تحسّبًا من اندلاع حرب في الفترة القريبة؟

يؤخذ هذا التّطعيم (الجرعات) حسَب ما اقترحه الخليفة الحاليّ، ووفق ما هو مدوّن في الكتاب، وحسَب وصفة مدروسة. هناك تخوّف من انبعاث إشعاعات نوويّة؛ فكما تعلم – الحرب القادمة قد تستعمل فيها أسلحة نوويّة.. لذا اقترحت – في عهد الخليفة الرّابع – بعض الأدوية للعلاج من الإشعاعات النّوويّة، وفي عهد الخليفة الخامس (الحاليّ)، أيضًا.

وأضاف: تحدّث الخليفة الخامس، حضرة مِرزا مسرور أحمد، أكثر من مرّة، عن الظّروف الحاليّة غير المطمئنة، والّتي تحمل خطرًا يهدّد ليس مِنطقة الشّرق الأوسط فحسب، بل العالم بأسره. وكان قد حذّر زعماء العالم من مغبّة الإقدام على حرب قد تكون عواقبها وخيمة، تؤدّي إلى دمار شامل.

إلّا أنّ أجراس الحرب ما زالت تُقرع. وفي الوقت ذاته وجّه نداءً إلى الأحمدييّن طالبهم فيه باستعمال الوصفة المعروفة ضدّ الأشعّة النّوويّة وبعض الأمراض السّرطانيّة. ونحن نقوم بأخذ الدّواء على فترات بشكل أسبوعيّ، حيث يعمل هذا الدّواء في الجسم بشكل تدريجيّ؛ يقوّي المناعة، ويقي من بعض الأمراض السّرطانيّة والإشعاعات..

– هل تؤمنون، فعلًا، بفاعليّة هذا التّطعيم أو الدّواء؟

نحن – أبناء الجماعة – نؤمن بذلك، ونسير حسَب تعليمات الخلفاء، بإعطاء التّطعيم (الجرعات) لأبناء الجماعة، إيمانًا منّا بكفاءته.. وفي المقابل – نقوم بالدّعاء؛ فالعلاج وحدَه لا يكفي.

– ولكن، لم يُثبت هذا التّطعيم فاعليّته بالنّسبة إلى الإشعاعات النّوويّة.. إنّ التّطعيم أثبت فاعليّته في علاج بعض الأمراض السّرطانيّة، وهذا مُثبت في عهد الخليفة الرّابع.. كما أنّ التّجارب أثبت أنّ هذا التّطعيم نافع لمعالجة عدّة أمراض، ولتقوية جهاز المناعة.. وبالنّسبة إلى الإشعاعات النّوويّة فهذا التّطعيم نافع، أيضًا.

– هل تدخل ضمن هذا التّطعيم (الدّواء) تراكيب كيماويّة، أم أنّه مركّب من أعشاب وموادّ طبيعيّة، فقط؟

هذا التّطعيم هو عبارة عن خليط لكمّيّة قليلة جدًّا من الموادّ الكيماويّة السّامّة، الأعشاب، الورود، والسّكّريّات.. ويؤخذ كجرعات أسبوعيّة؛ مرّة في الأسبوع. وقد كان توجيه حضرة الخليفة – في البداية – أن نأخذه على مدار ستّة أسابيع، إلّا أنّ حضرته عاد وأمر بأخذه حتّى إشعار آخر.

– ما هو مدى تأثير هذا التّطعيم؟

نحن في الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة تربطنا علاقة روحانيّة قويّة جدًّا مع حضرة الخليفة؛ فهو الّذي يقدّم لنا المشورة والنّصائح والدّواء، ولكنّ كلّ ذلك يتحقّق مع الدّعاء والتّقرّب من الله عزّ وجلّ؛ فالدّعاء عامل هامّ وضروريّ في نجاح العلاج، أيضًا. فتلبيةً لندائه – أيّده الله – ولأخذ الحِيطة والحذر، نقوم بالأدعية، ونحن متيّقنون من أنّ هذا الدّواء سيأتي بنتائج جيّدة.

– هل التّطعيم إجباريّ مفروض على أفراد الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة؟

الأمر اختياريّ تمامًا.. فالبعض قد يأخذ التّطعيم خوفًا من، أو إيمانًا، أو تضامنًا مع، أو طاعةً للخليفة؛ ليس هناك إكراه أو إجبار.. بل هو يُقدّم كوصفة علاجيّة وقائيّة، بدعوة من الخليفة (الأب الرّوحيّ)  للحفاظ على أولاده وبناته..

– وهل هناك استجابة لهذه الدعوة؟

نعم.. النّاس متحمّسون جدًّا، وهناك إقبال كبير على التّطعيم، وهذا يدلّ على التّيقّن والالتزام.

– أيُؤثّر هذا التّطعيم في أيّ مريض يعاني أمراضًا مُزمنة، كالسّكّر (السّكريّ) والكولسترول، وضغط الدّم، وغيرها؟

عادةً ما لا يؤثّر هذا التّطعيم في أيّ مريض، إلّا أنّه تُمنع الحوامل والأطفال الصّغار من أخذ هذا التّطعيم (الجرعات).. كما أنّ الأولاد يأخذون التّطعيم بنسب أقلّ من تلك الّتي يأخذها البالغون.

– هل التّطعيم سارٍ على جميع أفراد الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في العالم؟

بالطّبع.. ولكنّ الجرعات والكمّيّات والتّركيبات تختلف من مِنطقة إلى أخرى.

– وكيف يتمّ تحضير التّطعيم؟

بالنّسبة إلى التّطعيم، فإنّ الجرعة الأساس تُحضّر في مركَز الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في لندن، وهذه عبارة عن جرعة «سامّة» من التّطعيم، وبعدها نقوم بخلط هذه الجرعة وتركيبها مع الچلوكوز وموادّ أخرى، حسَب الوصفة المطلوبة. التّطعيم مركّب من سكّريّات، مادّة مخفّفة من السُّمّ، وجرعات مخفّفة من راديوم البروم ضدّ الإشعاعات النّوويّة الخفيفة.

– هل يمكنني أن أحصل على هذا التّطعيم مثلًا، رغم أنّي لا أنتمي إلى الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة؟!

مبدئيًّا يمكنك ذلك، ولكن لن تكون للتّطعيم فاعليّة من دون الأدعية والإيمان برسالة الخليفة أيّده الله. عليك أن تدمج الأمور الدّنيويّة مع الرّوحانيّة؛ كي ينجح هذا التّطعيم!

– هل هذه الرّسالة تأتي تحت عُنوان: «جهّزوا أنفسكم.. فنحن على أبواب حرب طاحنة مدمّرة»؟!

هناك نبوءات عن حرب عالميّة ثالثة، ذلك إن لم يغيّر كبار حكّام العالم نهجهم، وعلى ما يبدو – ستكون الحرب قريبة. نحن لا نرغب بالحرب، ولكنّنا نرى أنّ الظّروف بحدّ ذاتها غير مطمئنة، لذا، ففي خضمّ هذه الأحوال، نأخذ الحِيطة والحذر.

لدينا قيادة روحيّة، وتأتينا منها إشارات بأنّ الحال غير مطمئنة، وإن استمرّ ذلك فسيؤدّي إلى الحرب، حتمًا.إنّ الخليفة أيّده اللّه (الإمام العالميّ للجماعة الإسلاميّة الأحمديّة) قد أبرق برسائل إلى زعماء العالم، محذّرًا من الإقدام على حرب قد تكون عواقبها وخيمة جدًّا، منوّهًا بأنّه بدل أن نقدّم مستقبلًا مشرقًا للإنسانيّة، سنقدّم دمارًا وإعاقات وتشوّهات.

– هل هناك خطوات أخرى تتّخذونها «وقاية» من الحرب عدا التّطعيم؟

جاءَتنا الأوامر، أيضًا، بالاهتمام بتركيب لوائح زجاجيّة تعمل بالطّاقة الشّمسيّة، وهواتف تعمل بالأقمار الصّناعيّة.. عدا خزن المؤن؛ من معلّبات وموادّ غذائيّة ضروريّة، ماء، مَراكِم (بِطّاريّات)، فوانيس، شموع، موادّ اشتعال، كبريت، إسعافات أوّليّة، أدوية وڤيتامينات، درّاجات هوائيّة، مِذياعات صغيرة، وغيرها من الحاجات اللّازمة في حالات الطّوارئ؛ حيث وزّعت على سكّان الحيّ قوائم بالموادّ الضّروريّة الّتي يجب خزنها.

– ولكن ألا تعتقدون أنّكم بذلك تثيرون البلبة والرّعب بين أبناء الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة؟

كما ذكرت لك، الوقاية خير من قنطار علاج. وقد خبرنا ذلك، وكلّ ما نقوم به هو الدّعوة إلى والقيام بأخذ الحِيطة والحذر… في حرب تمّوز 2006 لم نأخذ أيّ إجراءات احتياطيّة، مثلًا؛ لأنّنا كنّا على يقين أنّه لن يمسّنا سوء، إيمانًا منّا بتصريحات الخليفة أيّده الله، وهذا ما كان؛ فقد كانت الصّواريخ تتساقط على بعد أمتار من محيط حيّ الكبابير، ولم تُصبه؛ ولكن هذه المرّة، هناك إشارة ربّانيّة تدعونا إلى أخذ الحِيطة، وتحذّرنا من حرب خطيرة.. ونعم – هناك بعض التّخوّفات!!

وأخيرًا.. ندعو اللّه أن يهدي النّاس، وأن يمنع عنّا الحروب. ولكن طالما أنّ هناك شجعًا وأنانيّة في نفوس حكّام الدول، وافتقارًا إلى قيم العدل والأخلاق، لن نعرف متى ستنطلق شارة الحرب القادمة..!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *