لمراسل "حيفا"
نظر الطّبيب الجرّاح في مستشفى «رمبام» إلى المريضة العجوز وقال في نفسه: قد لا تستحقّ هذه العجوز الشفقة أو الرّحمة الّتي يتلقّاها المرضى الشّبان!!
وكانت المريضة الّتي تعاني من سرطان في الپنكرياس، وابنتها قد توجّهتا إلى غرفة الطّوارئ في مستشفى «رمبام»، قبل أسبوع للعلاج، وفي أثناء ذلك انسلّت الإبرة الّتي تصرف السوائل من بطن الأم المُسنّة؛ ولمّا رأى الطبيب المناوب ذلك، وهو يعمل عادةً جرّاحًا في غرفة العمليّات (!)، قرّر أن يخيط أنبوب السّوائل بجلد المُسنّة..
وأكّدت ابنتها ذلك لأنّها شهدت ما جرى لأمّها أمام ناظريها. وقالت: إنّ الطّبيب قام بالعمليّة المؤلمة من دون أن يعقّم مكان الجرح، ومن دون أن تتوافر لديه وسائل الخياطة الطبيّة اللازمة للقيام بالعمليّة، ومن دون المواد المعقِّمة، ومن دون تخدير موضعيّ كما يجب في مثل هذه الحالات؛ وخلال عمليّة الخياطة خلع الطبيب قفّازيه عن يديه، وانشغل بأمور أخرى!!
وتضيف الابنة قائلة: حصل كلّ هذا سريعًا جدًا، وقد دُهشت لمرآى الطبيب الذي همّ بالخياطة من دون أن يعقّم يديه، فطلبت منه تعقيم الجرح على الأقلّ بالكحول، ولكنّه لم يكترث لأقوالي وشرع بالخياطة بيدين مكشوفتين من دون قفّاز مطاطيّ أو طبّي.
أسرعت لأخبر سائر الأطبّاء في غرفة الطوارئ، ورجوتهم أن يأتوا ليشاهدوا ما يفعل زميلهم، وكيف يشتغل. ولكن أحدًا منهم لم يحرّك ساكنًا. وأفادت إدارة مستشفى «رمبام» أنّ الطّبيب هو طبيب متمرّن، وقد تصرّف خِلافًا للأنظمة والقوانين المعمول بها في المستشفى.