إبراهيم خطيب، رئيس لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا: الخلاف الأيديولوجيّ طبيعيّ وصحيّ

مراسل حيفا نت | 22/10/2012

 

رزق ساحوري

بمناسبة افتتاح السّنة الدراسيّة في الجامعات، المعاهد العليا، والكليّات للعام الدراسيّ 2012-2013، وبما أنّ جامعة حيفا تحتضن أكبر نسبةً من الطّلّاب الجامعيّين العرب، أجرينا لقاءً مع إبراهيم خطيب، رئيس لجنة الطّلّاب العرب عن حركة «اقرأ»، المنبثقة عن الحركة الإسلاميّة.

يتعلّم في جامعة حيفا حوالي 18000 طالب، منهم ما يقارب 4000 طالب عربيّ، تبلغ نسبتهم 25% من عدد طلّاب الجامعة، وهم يشكّلون أكبر تجمّع طلّابيّ للعرب في الجامعات الإسرائيليّة. معظم الطّلّاب العرب في الجامعة من قرى ومدن الشّمال، لموقع الجامعة الجغرافيّ.

– هل «اقرأ» الّتي تنتمي إليها دينيّة أم سياسيّة، ولأيّ حزب تتبع؟ 
كتلة «اقرأ» تمزج بين عدّة أهداف وأعمال، فهي إلى جانب عملها الدعويّ، الذي نسعى من خلاله لنشر التديّن والالتزام بالخُلق الكريم بين طلّابنا ومجتمعنا، نعمل على الجانب الخدماتيّ الّذي يهمّ الطّالب العربيّ، من أجل إكمال مسيرته التعليميّة بنجاح وتفوّق، وذلك من خلال مشاريع طلابيّة متنوّعة.

هذا بالإضافة إلى العمل السياسيّ الّذي نسعى عن طريقه إلى تقوية روح الانتماء بين طلاّبنا العرب، والوقوف في وجه العنصريّة والتمييز بشكل عامّ، وبشكل خاصّ في الجامعة. كما نعمل على التّذكير بقضايا شعبنا الفلسطينيّ وأمّتنا، إلى جانب العمل على بناء هيكلتنا السياسيّة في الجامعات.

– ما هي الصّعوبات التي يعاني منها الطّالب العربيّ في السّنة الأولى؟
يعاني الطّلاب العرب من عدّة مشاكل في سنتهم التعليميّة الأولى؛ ابتداءً من مشكلة اللّغة العبريّة، الّتي غالبًا ما تكون ضعيفة عند طلّابنا؛ وبمجرد قدومهم إلى الجامعة يضطرون لاستعمالها بطلاقة. ومنها الاستماع إلى المحاضرات وقراءة المواد باللّغة العبريّة، ناهيك عن اللّغة الإنچليزيّة الضعيفة في صفوف طلّابنا العرب.

مشكلة التّأقلم مع أجواء الجامعة هي مشكلة أخرى، حيث يأتي معظم طلّابنا من أجواء قرويّّة عربيّة وغير مُعتادة على البيئة اليهوديّة، فيحدث الاحتكاك الدّائم مع المجتمع اليهوديّ الّذي يخالفنا في العادات والتقاليد.

وإلى كلّ هذا الجوّ الأكاديميّ الذي يعتبر تحدّيًا، لأنّ التّأقلم مع التعليم الأكاديمي والبحثي يحتاج إلى فترة من الزمن، خصوصًا أنّ الجامعة تعمل على أساس بحثيّ وليس على أساس تلقينيّ، كما تفعل المدارس.

معضلة أخرى يواجهها الطّلّاب العرب هي عدم وجود توجيه دراسيّ مهنيّ مناسب في المدرسة الثانويّة، مما يضطرّ نسبة كبيرة من الطّلّاب إلى تغيير مواضيع تعليمهم مع نهاية عامهم الدراسيّ الأوّل، لأنّ موضوع التّعليم الّذي اختاروه لا يناسبهم.
وقضايا أخرى، مثل القضيّة السياسيّة، حيث يشعر الطالب ببيئة مختلفة سياسيًا وأجواء صهيونيّة يهوديّة من التّمييز والعنصريّة.

 – ما هي المشاكل والعوائق الّتي تصادف الطّالب العربي؟
المشاكل عديدة، وعلى سبيل المثال قضية قبول الطّلّاب للسكن في المساكن الطّلّابيّة في الجامعة. ومع ازدياد الطلب على هذه المساكن الطلابيّة، فرضت الجامعة شروطًا تعجيزيّة لقبول الطّلّاب في المساكن، كقضيّة الخدمة المدنيّة، ومنحت الجامعة نقاطًا تفضيليّة لمن يؤدّي هذه الخدمة، ممّا صبّ في مصلحة الطلاب اليهود، وحرم عددًا كبيرًا من الطّلّاب العرب.

أمّا المواصلات فيضطرّ الطلّاب من عدّة قرى وبلدات لا تدخلها المواصلات العامّة، إلى السّفر في أكثر من وسيلة حتّى يصلون إلى الجامعة.
الضعف في اللّغة الإنچليزيّة، كما تحدّثنا، يرغم الطّالب العربيّ على اجتياز دورات إلزاميّة باللّغة الإنچليزيّة، وهي مُكلفة من النّاحية الماديّة. هذا عدا عن قبول الطّالب العربيّ لعدد محدود من المواضيع.

وأمّا في القضايا السياسيّة فحدّث ولا حرج، عن التضييق السياسيّ على الكتل السياسيّة وانتهاج سياسة كمّ الأفواه؛ لأنّ الجامعة فرضت حظرًا على قيادات عربيّة سياسيّة من زيارة الجامعة، ومنعت فعّاليّات تضامنيّة مع شعبنا الفلسطينيّ داخل الحرم الجامعي.

– ما هي أكثر المواضيع التي يتعلمها الطلاب العرب؟
تقتصر المواضيع الّتي يتوجّه إليها الطّلّاب العرب على مواضيع التّدريس في الثانويّة، مثل اللّغة العربيّة والرياضيّات، وبعض المواضيع المتعلّقة بالطّب مثل التّمريض. واليوم نرى إقبالًا أقلّ على المحاماة وعلوم الحاسوب والعمل الاجتماعيّ.

– ما هي الخدمات الّتي تقدّمها لجنة الطّلّاب العرب؟
لجنة الطّلّاب العرب في جامعة حيفا هي الجسم التمثيليّ الأعلى للطلّاب العرب في الجامعة، فهي حصيلة انتخابات تشارك فيها الكتل العربيّة وتقوم على أساس العمل على تمثيل الطّلّاب والسّعي لتحصيل حقوقهم.

إضافةً إلى حفظ هُويّتهم، وحصلت اللجنة على تسهيلات للطّلاب العرب في أيّام الأعياد، وعلى تخفيض أسعار السّكن في الجامعة للطّلّاب الّذين تمكّنوا من السّكن فيها، وعلى حلول بسيطة لمشاكل المواصلات إلى الجامعة، وقضيّة الامتحانات وحلولها في شهر رمضان أو الأعياد.

وكثيرًا ما أحيا الطلّاب مناسباتنا الوطنيّة، مثل: يوم الأرض وذكرى النكبة والتّضامن مع الأسرى وتنظيم الاعتصام والإضراب وإقامة معرض صور للأسرى. وعلى صعيد آخر تشارك اللجنة المجتمع العربي في همومه من خلال طرح موضوع العنف. ولا تزال اللجنة تسعى للحصول على تسهيلات وتخفيضات من المحلّات التجاريّة أو المؤسّسات الّتي تقدّم خدمات اجتماعيّة.

 – هل لجنة الطّلاب العرب في جامعة حيفا، الّتي فازت بتوجه التيّار الإسلاميّ، تقبل بباقي الأوساط السياسيّة والحزبيّة؟
تألّفت لجنة الطّلّاب العرب في جامعة حيفا، بمشاركة كلّ الكتل الطّلابيّة العربيّة. وصحيح أنّ «اقرأ» تترّأس اللّجنة، ولكن معنا زملاء من «الجبهة» في سكرتاريّة اللجنة، ومن «التجمّع» في أمانة الصندوق.

ومعظم نشاطات اللجنة تتمّ بالتّوافق بين الجميع، لأنّ ما يجمعنا أكثر بكثير ممّا يفرّقنا. فنحن كطلّاب عرب في الجامعة نعاني من ذات القضايا، وهذا يحتّم علينا العمل بروح واحدة لتحقيق أهدافنا. رغم أنّ الخلاف الأيديولوجيّ طبيعيّ وصحيّ، ولكن في حدود التعدديّة وقبول الآخر. وكلّ كتلة تعمل من خلال نشاطها الطّلّابي ووفق برامجها الخاصّة، ولكن اللجنة العامّة تهتمّ بمجمل قضايا طلّابنا العرب.

– كيف تصف علاقة اللّجنة مع إدارة الجامعة وعميد الطلبة؟
نحن في الجامعة نتعامل بالنديّة مع الإدارة، ونسعى لمصلحة طلّابنا، وعميد الطلاب الحالي يتعامل بإيجابيّة وتفاهم محدودين معنا. وأبدى مساهمة معيّنة لحلول بعض القضايا، ونحن نحرص على عقد جلسات دوريّةً معه.

نحن كنّا – وما زلنا – نطالب باعتراف رسميّ من إدارة الجامعة بلجنة الطّلاب العرب، فهي لجنة مُنتخبَة، وهي الممثّل الشّرعي للطّلّاب، والجامعة من جهتها لا تتعامل بإيجابيّة مع هذا المطلب.

– حدّثنا عن مشروع «پيرَح»..
هو أكبر مشروع إرشاديّ متوافر في أيامنا؛ ويعمل ضمن «پيرح» طلّاب وطالبات، يهود وعرب، علمانيّون ومتديّنون، الّذين يأتون من كلّ الديانات والطوائف، وكلّ مواضيع التّعليم الأكاديميّة.

فيرشدون طلّاب المدارس ويساعدونهم، أو الأولاد من العائلات المستورة، قادمين جدد، معتقلين، مُدمنين على المخدرات، وأولاد التّعليم الخاصّ. ويحصل الطلّاب بالمقابل على مساعدة ماليّة لتمويل تعليمهم.

المساعدات الماليّة ومنح الطلاب
تقدّم جهات مختلفة المنح للطلّاب في مؤسسات التّعليم العالي. وتتغيّر شروط الاستحقاق حسب المنحة: فهناك منح على أساس المكان الجغرافيّ، وتعطى للطلاب من بلدات معيّنة، ومنح على أساس تخصّصات مهنيّة، وتلك الّتي تُعطى من المؤسّسة التعليميّة.
مرشد منح للطلاب في موقع gov.il  يُركّز معلومات وافية عن مُعطي المنح للطلّاب، من يستحق المنحة، وكيف يتمّ تقديم الطلبات، وغيرها.

تكاليف الدّراسة الأكاديميّة للعام 2012
نشرت إحصائيّة مركز الأبحاث القطري لعام 2012 أنّ معدل المصاريف التي ينفقها الأهل على أبنائهم الطلبة تصل حتّى 15 ألف شيكل سنويًا، أي بمثابة ارتفاع بمعدّل 2000 شيكل مقارنة مع العام الماضي.

ويظهر من  الإحصائيّة أنّ 56% من الطّلاب يحتاجون لمساعدة الأهل. وبالمقابل، فإنّ تكاليف الدراسة في الكليّات خارج الجامعة تصل إلى أكثر من 23 ألف شيكل في السنة.

وتضيف الإحصائية أن 51% من الطّلاب تلقّوا مساعدات ماليّة من ذويهم، في الوقت الذي فيه حصل حوالي 46% منهم (من الـ51%) على منح دراسيّة تصل بين 9000 و20000 شيكل.

يحتاج الطّلاب في الكليّات الخاصّة إلى 23377 شيكلًا، بينما يحتاج الّذين في الجامعات إلى 14191 شيكل. طلّاب الكليّات العامّة 23077 شيكلًا، وكليّات التربية 10390 شيكلًا. وأشير في الإحصائيّة، أنّ 60% من الطلّاب العرب يحصلون على ما معدّله 17319 شيكلًَا، كمساعدة من ذويهم.

مسارات التعليم في جامعة حيفا

كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة: فنّ الإبداع، علم الآثار، تاريخ، تاريخ الشرق الأوسط، تاريخ الشعب الإسرائيلي، دراسات إسرائيل، دراسات آسيويّة، دراسات متعدّدة، موسيقى، مسرح ويشمل التمثيل والإخراج أو مسار «مهرّج طبّي»، فلسفة، المعلوماتيّة وإدارة المعرفة، لغة عبريّة، لغة عربيّة وآدابها، لغة إنجليزيّة وآدابها، لغة فرنسيّة وآدابها، لغات أجنبيّة.

كلّيّة علم الاجتماع: اقتصاد عام، اقتصاد بتوجّه إدارة أعمال، تدقيق حسابات، علوم سياسية، جغرافيا ودراسات بيئيّة، علوم الحاسوب، أنظمة المعلومات الإداريّة، علم اجتماع وعلم تطوّر الإنسان، علم النفس، الإحصائيّات، الاتّصالات.

كلّيّة التّربية: تعليم لشهادة تدريس: تخصّصات مختلفة لتأهيل معلّمي المدارس، استشارة تربويّة وتطوّر الإنسان، تربية خاصّة، التعلّم، التعليم والإرشاد، القيادة وسياسة التعليم.

كلّيّة الحقوق: محاماة، محاماة (مسار مختلط).

كلّيّة الرّعاية الاجتماعيّة والعلوم الصحّيّة: عمل اجتماعيّ، علاج النّطق والسّمع أو عسر الاتصال، تمريض، العلاج الطبيعيّ، الفيزوترابيا، العلاج بالتّشغيل، الخدمات الإنسانيّة.

كلّيّة العلوم الطبيعيّة: بيولوجيا (مسار مختلط مع علم النفس أو علوم الحاسوب أو الرياضيّات)، تدريس البيولوجيا (التعليم في أورانيم)، رياضيّات، رياضيّات (مسار مختلط)، تدريس الرياضيّات، الفيزياء وعلوم الحاسوب (التعليم في أورانيم).

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *