نايف خوري
صدر يوم الاثنين الأخير، في الـ15 من تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري، بيان عن مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدّسة حول الاحتفال بعيد الفصح المجيد عام 2013.
وقد جاء في البيان، أنّه بعد التّداول ودراسة إمكانيّة اتّباع الرزنامة الشّرقيّة لعيد الفصح في الأبرشيّات، ونظرًا لطلب وإلحاح المؤمنين، فقد تدارس مجلس بطاركة الكاثوليك في الشّرق الأوسط هذا الأمر، على ضوء ما جاء في المخطّط الرعويّ العام لكنائس الأرض المقدّسة، وبعد مناقشة مستفيضة للموضوع في مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في أيّار 2012، وفيما ينتظر هذا المجلس البيان الرسميّ النّهائيّ من الكرسيّ الرّسوليّ، فإنّنا نحن مجلس الأساقفة في الأرض المقدّسة، نقدّم التوجيهات التّالية بناءً على تعاليم الكنيسة الجامعة.
وانطلاقًا من العمل بموجب سنة الإيمان، أكّد البيان على: تجدّد الإيمان في المسيح القائم من بين الأموات؛ أن نكون شهودًا أحياءَ لقيامته؛ أن نحتفل في الفصح المجيد، كما جاء في مجمع نيقيا عام 325، بموجب النّص التّالي: «أجمعت الكنائس كلّها على أن تحتفل بالفصح المسيحي نهار الأحد بعد البدر (14 نيسان)، الذي يلي اعتدال الرّبيع.
وبسبب الطّرق المختلفة المستعملة لحساب يوم 14 نيسان، فلا يقع تاريخ الفصح في الكنائس الشرقيّة والغربيّة معًا في اليوم عينه، لذلك تسعى هذه الكنائس اليوم إلى اتّفاق للتّوصل ثانيةً للاحتفال بعيد قيامة الرّب في تاريخ موحّد (تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، 1170).
وأردف البيان: وعليه، فنحن مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة نتوجّه إلى المؤمنين بما يلي: فبعد سنتين، أي في العام 2015، فإنّ جميع الكاثوليك الّذين يتبعون الطقس الشّرقيّ، وخاصّةً اللاتين في أبرشيّة الأرض المقدّسة، سيسيرون بموجب التّقويم اليوليانيّ (المتّبع في الكنيسة الأرثوذكسيّة)، وذلك بعد تدوين الأمر النهائيّ والموافقة عليه من الكرسيّ الرّسوليّ.
وبانتظار هذه الموافقة، فإنّ أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة لهم حريّة الاختيار في مباشرة هذه التجربة، ابتداءً من عام 2013. وهذا ما ستقوم به رعايا البطريركيّة اللاتينيّة كلّها في إسرائيل والأردن وفلسطين وقبرص، أي الاحتفال بعيد الفصح في 5 من أيّار 2013، وهو بموجب التقويم الشّرقيّ. وتُستثنى من ذلك القدس ومنطقة بيت لحم، نظرًا لأحكام الوضع القائم.
أمّا بالنّسبة لعام 2015 وما بعد، فإنّ الأمر الذي دوّنه مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة سيقدم إلى الكرسيّ الرّسوليّ للموافقة عليه، ويقضي بأن تتبع جميع الكنائس الكاثوليكيّة التقويم اليوليانيّ بخصوص الاحتفال بعيد الفصح. وتبعًا لذلك يجري تعديل التقويم الليتورجيّ بالنّسبة لبدء الصّوم الكبير وعيد العنصرة.
أمّا في عام 2014، وهي سنة كبيس، فتحتفل بها الكنيستان الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، معًا.
ومن جهتها فإنّ كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك في الأرض المقدّسة ستحتفل هي الأخرى ابتداءً من العام 2013، بالفصح المجيد بموجب التّقويم الشّرقي. وقد أبلغ المتروپوليت إلياس شقّور كافّة كهنة الرعايا في أبرشيّته بهذا القرار، للعمل بموجبه في الفصح القادم.
أمّا المطران موسى الحاج (مطران حيفا والأراضي المقدّسة للكنيسة المارونيّة)، فقد صرّح بأنّ أبرشيّته ستحتفل بالفصح المجيد مع احتفالات البطريركيّة المارونيّة العامّة في لبنان، ولن تنفرد بقرار مختلف.