لمراسل "حيفا"
انعقد يوم الثّلاثاء الأخير (2012/10/9)، في مدرسة «عبد الرحمن الحاج» في حيّ الحليصة، لقاء حضره عشرات من المشتركين من سكّان حيّ الحليصة وحي السّوق، وناشطون من لجان الأحياء العربيّة، في إطار الدورة التدريبيّة الّتي تنظّمها جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ في حيفا، لتطوير قدرات لجان الأحياء في التنظيم الجماهيريّ، وأدوات التّأثير على تخطيط الأحياء العربيّة في حيفا.
تمحور اللقاء بتوجيه المستشار التنظيمي والمخطّط عروة سويطات، حول التعرّف على قضايا حيّ الحليصة وطرق عمل وتحدّيات وإنجازات عمل لجنة حيّ الحليصة، ثمّ تمّ عرض تأثير المخطّط الهيكلي الجديد لمدينة حيفا على الأحياء العربيّة.
وافتتح اللقاء حسين إغباريّة (مدير جمعيّة التطوير الاجتماعيّ)، الّذي عبّر عن مركَزيّة دور لجان الأحياء في مسيرة التّطوير المجتمعي، مؤكّدًا على الأهميّة البالغة في تطوير سبل التّأثير العملي على مستقبل وواقع السّكّان في الأحياء العربيّة، من خلال تعزيز بناء إطار جامع للجان الأحياء ونشطائها لتعزيز التماسك المجتمعيّ والرفع من التفاعل المشترك، والتّنسيق والإنجاز ونجاعة التّأثير وتمثيل احتياجات وتطلّعات الأحياء العربيّة في حيفا.
وتحدّث كامل يوسف (أبو كايد) (رئيس لجنة حيّ الحليصة) عن عمل وإنجازات لجنة حيّ الحليصة، مُشيرًا إلى إنجازات لجنة الحيّ في قضايا التّربية والتعليم والبنى التحتيّة والبيئة والملاعب، وذلك من خلال العمل المتواصل، مؤكّدًا على أهميّة التّعاون بين لجنة الحيّ وجمعيّة التطوير الاجتماعيّ، وإدارة مدرسة «عبد الرّحمن الحاج»، وقسم الرّفاه الاجتماعيّ التّابع لبلديّة حيفا في حيّ الحليصة، لخدمة قضايا السّكّان في الحيّ.
وتحدّث يوآڤ بار (النّاشط في لجنة الحيّ) عن تأثير المخطّط الهيكلي على حيّ الحليصة والعرب في حيفا. ثمّ عرضت أميمة جشّي (مركّزة الزاوية الدافئة للمسّنين) النشاطات الجماهيريّة للمسنّين والنساء في الحيّ.
كما تحدّث العامل الجماهيريّ حمّودي سعيد (مدير قسم الرّفاه والعمل الاجتماعيّ والعمل في مِنطقة شرق حيفا وحيّ الحليصة في بلديّة حيفا)، عن احتياجات وقضايا السّكّان العرب في الحليصة، مُشيرًا إلى المشاريع المتعدّدة الّتي تنظّمها اللّجان الجماهيريّة في الحيّ، في قضايا الشّباب والبيئة والبنى التحتيّة والسكن؛ مُشيرًا إلى أهميّة التّعاون والمشاركة الندّية والشفافيّة حول مشاريع عمليّة ومهنيّة تصبّ بمصلحة السّكّان في الحيّ.
وعرض المستشار التنظيمي والمخطّط، عروة سويطات، تحدّيات التّخطيط في الأحياء العربيّة وتأثير المخطَّط الهيكلي الجديد على السّكّان العرب في حيفا.
موضحًا أنّ السياسة المتَّبعة في المخطّط الجديد هي الحفاظ على الوضع القائم في الأحياء العربيّة، ما يزيد من حدّة الضائقة السكنيّة، دون تطوير الحلول البديلة اللائقة والوحدات السكنيّة الجديدة ولا مساحات من الأراضي لتطوير الخدمات والمرافق المجتمعيّة المطلوبة، ولا محافظة
على الميراث الثقافيّ والتاريخيّ والحضاريّ العربيّ للمدينة. فترمي المخططات إلى تهميش الأحياء العربية وحصرها، دون تطويرها وترميمها والمحافظة عليها وتحويلها إلى مراكز جذب اجتماعيّة وثقافيّة واقتصاديّة وسياحيّة في الشِّمال والمِنطقة.
وأشار سويطات إلى الحاجة لتنفيذ خطوات عمليّة لتغيير واقع السّكن للعرب في حيفا، والنّهوض في الطاقة الكامنة في المجتمع، إذ تتعرّض 25% من البيوت العربيّة لخطر الإخلاء و40% من الأزواج الشّابة العربيّة لا تحصل على قرض بنكيّ لشراء سكن و24% من العرب يسكنون
في المفتاحيّة، وفي المقابل أكثر من 80% من العرب يشعرون بانتماء لأحيائهم ومدينتهم، وتشير الأبحاث إلى أنّ معدّل السنوات الّتي يسكنها العرب في المدينة هو ما يقارب 15 عامًا،
وهذا يدلّ على الانتماء وثبات السّكّن عند العرب في المدينة، فللعرب حقّ في المدينة وهم جوهر الطّاقة الكامنة المحتجزة بواقع أزمة السّكّن الحادة، نريد أن يكون المستقبل في حيفا مع المجتمع العربيّ، ولا بالرّغم عنه.
وأكّد سويطات أنّ المجتمع يمتلك الوعي والقدرات ومؤسّسات ثقافيّة ولجان أحياء وقوى مجتمعيّة والأدوات الجماهيريّة والمهنيّة الّتي يجب استثمارها في التّأثير على المخطّط الجديد، فهناك فرصة جوهريّة لتغيير هذا الواقع في الأشهر القريبة، إذ سينشر قريبًا المخطّط، وبعد نشره تُتاح إمكانيّة المعارضة عليه لمدّة شهرين فقط.
لذا هناك أهميّة للتنظيم والشّراكة بين السّكان ولجان الأحياء والقوى المجتمعيّة المختلفة واستخدام الأدوات الجماهيريّة والقانونيّة والعمليّة في التّأثير على المخطّط الهيكلي الجديد ومستقبل الأجيال القادمة في المدينة.
ووزّعت على الحضور ورقة مقترحة لمطالب المجتمع العربيّ من التّخطيط الهيكليّ في حيفا لملاحظاتهم، أعدّتها لجنة مهنيّة منبثقة عن لجان الأحياء العربيّة وجمعيّة التّطوير الاجتماعيّ مكوّنة من المحامية جمانة إغباريّة – همّام، المستشار التنظيمي والمخطّط عروة سويطات، المخطط رونين بن آري، والنّاشط يوآڤ بار.
وبرز من خلال الحوار بين أنّ هناك أهميّة للانتقال من الجانب النّظري إلى الحلول والمشاريع العمليّة، والتّعاون مع ممثّلي المجتمع العربيّ في المجلس البلدي وأهميّة التوجّه المباشر إلى مؤسّسات التّخطيط في البلديّة، ورئيس البلديّة، بورقة عمل مهنيّة ومجتمعيّة تعرض مسحًا للاحتياجات والقضايا والرؤى المستقبليّة، وخطّة للتّنفيذ.
وبرز أهميّة الدّمج بين القضايا اليوميّة والحقوق الحياتيّة المتعلّقة في السّكن والبيئة والبنى التحتيّة للسّكّان العرب، وما بين القضايا المجتمعيّة الاستراتيجيّة ذات صلة في المكانة الثقافيّة والمجتمعيّة والاقتصاديّة للعرب.
وأكّد الحضور على أهميّة التّعاون بين لجان الأحياء وتشكيل إطار جامع للرّفع من التّعاون والتّنسيق والتّنظيم المشترك، وتمثيل احتياجات وتطلّعات الأحياء العربيّة في حيفا.
وورد في الحوار أهميّة العمل العربيّ – اليهوديّ المشترك، والعمل مع المؤسّسات المهنيّة والقانونيّة والتخطيطيّة والمجتمعيّة، خدمةً لمصالح المجتمع العربيّ في مدينة حيفا.