يوم الأرض 1976 – تسلسل الأحداث

مراسل حيفا نت | 30/03/2009

 

بين عام النكبة، 1948، وعام 1972، صادرت حكومات إسرائيل المتعاقبة أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، بالإضافة إلى ملايين الدونمات التي استولت عليها الدولة بعد تهجير أصحابها عام 1948؛

·        في العام 1975 أعلنت الحكومة الإسرائيلية (وزارة الزراعة تحديدًا) عن مخطط "تطوير الجليل" الذي هدف إلى تحقيق سيطرة ديموغرافية يهودية في الجليل، الذي كانت غالبية مواطنيه (70 بالمئة) من العرب. وفي صلب هذا المخطط التهويدي مصادرة حوالي 21,500 دونم معظمها في الجليل، في منطقة سخنين وعرّابة ودير حنا في البطوف، وفي المثلث والنقب؛

·        شرع الحزب الشيوعي بالتحرّك وحشد جميع الشخصيات الوطنية لإفشال المخطط السلطوي، وتكللت الجهود والاجتماعات بتأسيس لجنة الدفاع عن الأراضي في آب 1975، ثم عقد مؤتمر شعبي كبير في مدينة الناصرة يوم 18 تشرين الأول 1975، ترأسه المرحوم الدكتور أنيس كردوش، فانتُخب القس شحادة شحادة رئيسًا للجنة، والمناضل الشيوعي الراحل صليبا خميس سكرتيرًا لها؛

·        يوم 13 شباط 1976 صدر قرار بإغلاق منطقة المل المعروفة أيضًا بالمنطقة رقم 9 أمام أصحابها، والإعلان عنها "منطقة عسكرية مغلقة"، تمهيدًا لمصادرتها فعليًا. وفي اليوم التالي عقد في سخنين اجتماع شعبي حاشد في سخنين، تحدّث فيه النائبان الشيوعيان توفيق طوبي وتوفيق زيّاد؛

·        يوم 6 أذار 1976، قرّرت عقدت لجنة الدفاع عن الأراضي اجتماعًا موسعًا في الناصرة، دعت فيه إلى إعلان الإضراب العام في يوم الثلاثاء 30/3/1976 احتجاجًا على سياسة مصادرة الأراضي؛

·        يوم 20 آذار 1976، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي دورتها الرابعة والعشرين ودعت، في قرار خاص، الجماهير العربية والقوى الديمقراطية إلى إنجاح الإضراب؛

·        سعت السلطة إلى وأد الإضراب مستخدمة عكاكيزها، فعُقد اجتماع لرؤساء السلطات المحلية العربية في شفاعمرو يوم 25 آذار 1976، بهدف اتخاذ قرار بإلغاء الإضراب. وصاح خالد الذكر توفيق زيّاد بالمتآمرين أنّ "قرار الإضراب للشعب، والشعب قرّر الإضراب"؛

·        واحتشدت الجماهير خارج قاعة الاجتماع في مواجهة قوات الشرطة التي أحاطت المكان، وبرز الحضور الشبابي، وفي مقدمتهم الشاب محمد بركة الذي تحوّل إلى واحد من أوائل المطاردين، فما كان على "أصابع السلطة" إلا أن تختار بابًا جانبيا للهرب، أما الرؤساء أبناء الشعب الحقيقيين فقد خرجوا محمولين على أكتاف الجماهير، فغاظ غضب عناصر الأمن، التي شنت اعتداء على الجماهير المحتشدة، وسعت لاعتقال العشرات؛

·        ورغم الاعتداء على الرؤساء الذي رفضوا هذه المسرحية، إلا أنهم صمدوا على موقفهم، وهم، إضافة إلى زيّاد، الراحلون حنا مويس (الرامة) ومحمد محاميد (أم الفحم) ومحمود نعامنة (عرّابة)؛ والرؤساء (أمدّ الله في أعمارهم) جمال طربيه (سخنين)، أحمد مصالحة (دبورية)، أسعد يوسف كنانة (يافة الناصرة)، حسن محمود خطبا (الرينة)، محمد زيدان (كفر مندا)، أمين عساقلة (المغار)، ويونس نصّار (طرعان)؛

·        في اليوم التالي، 26 آذار 1976، عقد اجتماع عاجل في بيت الفنان عبد عابدي في حي وادي النسناس بمدينة حيفا، شارك فيه قادة الحزب الشيوعي ماير فلنر، توفيق طوبي، إميل حبيبي، إميل توما، صليبا خميس، سليم القاسم، جمال موسى، رمزي خوري وحنا نقارة؛ وأصرّ المجتمعون على الإضراب رغم حملة الترهيب التهديدات السلطوية؛

·        في 29 آذار 1976، إندلعت مواجهات بين الجيش وأهالي دير حنا ثم عرّابة، جرح فيها تسعة شباب واستشهد أحدهم، الشهيد خير محمد ياسين، متأثرًا بجراحه في مستشفى نهاريا، ليكون أول شهيد وقبل أن يبدأ الإضراب؛

·        صبيحة اليوم التالي، الثلاثون من آذار، أعلن الجيش والشرطة عن منع التجوّل منذ الفجر في بعض المواقع بهدف إرهاب الناس، لكن الجماهير العربية هبّت في إضراب لم يسبق له مثيل شمل كل المدن والقرى العربية، فنزلت الدبابات والمُصفَّحات من جيش وشرطة وحرس حدود، واندلعت مواجهات وصدامات سقط خلالها ستة شهداء رووا أرضنا الطيبة بدمائهم الزكية، وهم: خير ياسين (عرابة)، رجا أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنة (سخنين)، محسن طه (كفر كنا) ورأفت زهيرى (مخيم نور شمس، سقط في طيبة المثلث)، هذا بالإضافة إلى حوالي 50 جريحًا ونحو ثلاثمائة معتقل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *