كثر الحديث مؤخرا عن الكاميرات الرقمية (الديجيتالية) المخصصة لضبط السرعة الزائدة، والتي دخلت الخدمة هذا العام. وقد أظهرت ورقة عمل جديدة قامت بنشرها في بريطانيا المنظمة البريطانية لمنع حوادث الطرق، أن السرعة غير الملائمة تعتبر مسؤولة عن نحو ربع الحوادث القاتلة التي تقع في الجزيرة البريطانية.
يتضح من المعطيات أن السرعة غير الملائمة تؤدي لوقوع نحو 14% من مجمل الحوادث التي تسفر عن إصابات، ونحو 15% من الحوادث الخطيرة في بريطانيا. كم تشير إلى احتمال تورط السائقين الذين يقودون سياراتهم بسرعة غير ملائمة بحوادث الطرق أكثر، كما أن هذه الحوادث تكون أخطر.
فالسرعة الزائدة تؤثر على الأخطاء الأخرى التي يرتكبها السائق، ومنها عدم الحفاظ على مسافة كافية، تشتيت الانتباه أو القيادة تحت تأثير الإرهاق، مما يضاعف احتمالات وقوع الحوادث.
تؤثر السرعة الكبيرة على الكثير من الحيثيات خلال السواقة، مثل تقليل زمن ردة الفعل وإطالة مسافة التوقف. كما أن السرعة الكبيرة تحد من هوامش الأمان بالنسبة للسائق، وتحول حالة "احتمال وقوع الحادث" إلى حادث فعلي.
على سبيل المثال، إذا كان معدل السرعة أقل بميل واحد للساعة، فأن احتمالات وقوع الحوادث ستقل بنحو 5%، وفقا لنوع الطريق. وعندما يسافر السائق بسرعة تزيد عن معدل سرعة السيارات المحيطة به بـ 10%-15%، فإن احتمالات تورطه بحادث طرق تزداد بشكل كبير.
من المتوقع أن يرتكب السائقون الذين يسافرون بسرعة كبيرة مخالفات إضافية، مثل تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، أو عدم الحفاظ على مسافة كافية من المركبة التي تسافر أمامهم.بين سرعة 40 ميلا في الساعة و50 ميلا في الساعة، يزداد احتمال وقوع حادث "وجها لوجه" من 17% إلى 60%.
يفتقر المشاة للهيكل الحديدي الذي يمكنه حمايتهم. وقد أظهرت الكثير من الأبحاث أن المشاة يكونون أكثر عرضة للإصابة بصورة خطيرة كلما كانت سرعة السيارة التي تصدمهم أكبر، خصوصا حين تسافر المركبة بسرعة تزيد عن 30 ميلا في الساعة.
وأظهر بحث أجري على الحوادث التي تورطت بها سيارات كانت تسافر بسرعة أكبر من السرعة المسموح بها، أو تلك التي سافرت بسرعة غير ملائمة لظروف الطريق، أن غالبية الحوادث شهدت فقدان السيطرة على السيارة، حيث كانت الكثير من هذه الحالات عند المنعطفات تحديدا. وقد وقعت الحوادث أكثر على الطرقات الواصلة بين المدن المختلفة.
السائقون الرجال حتى جيل 30 عاما، وبالأساس حتى جيل 21، كانوا الأكثر احتمالا للتورط بحوادث السرعة الزائدة. فلسمات وشخصية السائق تأثير كبير على الحادث. لذلك، تم تصنيف الرجال الذين تورطوا بالحوادث حين تجاوزوا السرعة القانونية، على أنهم سائقون عنيفون ومهملون، يتأثرون بالكحول، ويقودون سيارات مسروقة، الأمر الذي يوطد العلاقة بين السرعة الزائدة والتصرفات الخطيرة الأخرى.
عن هذا الموضوع، جاءنا من جمعية أور يروك ما يلي: "يجب على الدولة أن تكثف عملية تطبيق القانون على الطرقات، وزيادة عدد كاميرات السرعة، من أجل ردع السائقين عن السفر بسرعة كبيرة. بالمقابل، يجب تعزيز عملية التوعية لحقيقة أن السرعة الزائدة تقتلنا".