كي لا يفقد يوم الأرض مضمونه الوطني-زياد شليوط – شفاعمرو

مراسل حيفا نت | 28/03/2009

 

مرة أخرى تفاجيء ذكرى يوم الأرض السنوية قياداتنا المتمثلة في لجنتي رؤساء السلطات المحلية ولجنة المتابعة العليا، تأتي الذكرى هكذا مفاجأة، سبحان الله، في الثلاثين من آذار من كل عام، وقبل أسبوعين من موعد الذكرى تتذكر قياداتنا وهيئاتنا العليا هذه الذكرى، فتسارع لعقد اجتماع طاريء لتدارس هذه المفاجأة التي حلت كالرعد في يوم صاف، ومما يضاعف من هول المفاجأة هذا العام، أن ذكرى يوم الأرض تأتي ولجنة المتابعة بدون رأس، فاللجنة تعمل أو لا تعمل حاليا بدون رئيس، لأن أعضاء ومركبات اللجنة لم تتفق، رغم عشرات الاجتماعات الطارئة على آلية لإعادة بنائها وترتيب أوراقها، لذا بقيت اللجنة كورقة خريفية في مهب الريح، حتى أن ذكرى يوم الأرض فاجأت اللجنة دون انتخاب رئيس لها. من هنا حالة البلبلة والارتباك التي وجدت لجنة المتابعة نفسها فيها.

مع أن موضوعنا ليس البحث في بناء وهيكلة لجنة المتابعة، لكن يطرح السؤال لو أن اللجنة لها تنظيم داخلي واضح ومتفق عليه، هل كان يصيبها هذا الترهل والارتباك؟ نسأل لكن الجواب ليس من مهمتنا! ترى أليس من حل لهذا الإشكال الذي يعيد نفسه سنويا، بشكل يثير السخرية أكثر مما يثير فيه الأسى؟ نسأل ويمكن ان نساهم في الإجابة!

هناك مخرج لهذه الإشكالية يتمثل في تحديد وتعريف مناسبة يوم الأرض، أم ان هذا أيضا موضع خلاف وخلف وانقسام؟ من المتعارف عليه أن "يوم الأرض" يشكل يوما وطنيا مميزا في مسيرة شعبنا في الداخل، ورغم تبدل الأحوال والظروف، لا يمكن التنازل عن هذا اليوم، لما يمثله من منعطف تاريخي لدى شعبنا عامة والعرب داخل اسرائيل خاصة. كما أن هذا اليوم سقط فيه ستة شهداء بدم بارد برصاص الجيش والشرطة والوحدات الخاصة التابعة للسلطة الاسرائيلية وبأوامر رسمية، ومن واجبنا احياء ذكرى أولئك الشهداء، الذين قدموا أرواحهم فداء ليس للأرض فحسب بل لوحدة شعبنا وتماسكه وراء حقوقه المشروعة.

 فكيف نتعامل مع يوم كهذا؟ وكيف ننقل رسالته للأجيال القادمة التي تملك قوة نسيان لا تفوقها كل وسائلنا المتعارف عليها في احياء الذكرى. لا بد أن نتعامل أولا بأساليب حديثة وعصرية مناسبة وتخاطب الشباب من خلالها ننقل لهم عبر ودروس يوم الأرض، وقبلها تاريخ ووقائع يوم الأرض. لأن المواعين التقليدية لم تعد تناسب لنقل الرسالة، والبيانات التي تصدر في الأسبوع الأخير سنويا لا تكفي بل لا تؤدي إلى الهدف المنشود، ولا يتفاعل معها إلا من عاش تلك الفترة، مع الضمان المحدود.

كيف نحتفل أو نحيي، إذن ذكرى يوم الأرض؟

علينا أولا أن نقر ونتفق بشكل لا يقبل التأويل أن "يوم الأرض" يوم وطني مميز في مسيرة شعبنا الفاسطيني وخاصة القطاع الذي يعيش داخل دولة اسرائيل، وهذا اليوم يستحق أن نحييه في كل عام من خلاله نحيي ذكرى شهدائه الستة، الذين سقطوا ليس دفاعا عن الأرض فحسب، انما دفاعا عن وحدتنا التي تحقق المعجزات. من هنا يجب الإعلان عن "يوم الأرض" يوما وطنيا، واليوم الوطني لشعب ما يعني احترامه وتبجيله وعدم التهاون به أو التنازل عنه، ولأننا لا نملك دولة ولا نستطيع تعطيل المؤسسات فانه علينا التفكير بوسيلة أخرى، والتعطيل عن العمل ليس الهدف في هذه الحالة، لذا علينا الإقرار بضرورة الاحتفال بهذا اليوم كما يليق به وبشهدائه، وليس من المفروض أن نقيم الاحتفال في "يوم الأرض" ذاته كرفع عتب، بل يمكن أن تمتد النشاطات على مدى أسبوع أو شهر، في مختلف القرى والمدن والتجمعات السكانية، وتتوزع على أشكال مختلفة من ندوة إلى يوم دراسي إلى معرض ومسرحية وأمسية فنية –ثقافية وغيرها من الاجتهادات. 

والشق الثاني يتعلق بالمستجدات السياسية عشية الذكرى السنوية، وهذا ما تبحثه هيئاتنا في اجتماعاتها الدورية قبل حين، ولا تنتظر للحظة الأخيرة لتدخل في دوامات المزايدات والترجعات بين من يتهم الطرف الآخر بالتطرف أو أو الآخر يتهمه بالتنازل والتفريط. والمقصود أن تعقد لجنة المتابعة جلستها في مطلع الشهر وتقر الاحتفال المركزي، مكانه، شكله، مضمونه السنوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *