في أعقاب الأحداث الأخيرة التي شهدت اعتداءات على المقدسات والرموز الدينية، وآخرها إنتاج الفلم المسيء للرسول الكريم ورسومات الكاريكاتور المُهينة، خصصت الإعلامية إيمان القاسم سليمان برنامج "على الأجندة" المُذاع في صوت إسرائيل للتطرق بإسهاب إلى العلاقات
المتبادلة بين أبناء الديانات السماوية، وإطلاق وثيقة "احترام الديانات" والتي وقّع عليها المشاركون في البرنامج قيادات دينية روحية من أبناء جميع الديانات، ودعوة الجمهور الواسع للإنضمام الى هذه المبادرة لخلق أجواء من المؤاخاة واحترام الآخر وعدم التعرض إلى أي دين آخر.
وتقول القاسم: عندما شعرنا بالاستياء الشديد إزاء تكرار المسّ بالرموز الدينية، رأينا أننا نحن، أبناء وسكان هذه البلاد المقدسة بالذات ومهد الديانات، من حقنا أن نقول كلمتنا وألا نترك المجال لمعتوهين في أمريكا او اوروبا أو حتى هنا للتأثير سلباً على علاقاتنا مع بعضنا البعض، ونحن من يعيش في نفس القرية او المدينة، الحي الشارع الحارة أو حتى العمارة.
ومن يُقبل على تمزيق الانجيل المقدس، او تدنيس المساجد والكنائس والمواقع الدينة والأديرة لا يحق له أن يُفسد الحياة المشتركة بإحترام متبادل رغم اختلاف الديانات والعقائد. وبناء عليه نطلق هذه الوثيقة التي نقول فيها:
– أنا أستنكر التعرّض لأي من الرموز الدينية لجميع الديانات السماوية.
– أستنكر الإساءة إلى الرسل والانبياء.
– أريد المساهمة في المؤاخاة والتسامح بين الأديان.
– أي فلم سينمائي أو رسم كاريكاتور أو مقال يسيء إلى الرموز الدينية والمقدسات لا يندرج في إطار حرية التعبير عن الرأي وإنما هو عمل منبوذ ومرفوض.
– أستنكر تمزيق الكتب المقدسة، وتدنيس المقابر والأماكن الدينية والمقدسات.
– أطالب حكومات الدول بأن تتعامل بحزم مع من يعتدي على الديانات السماوية ورموزها.
ولقد صادق على هذا النص المشاركون في البرنامج من قيادات دينية إسلامية ومسيحية ودرزية ويهودية، وطالبوا السلطات والمسؤولين ومتخذي القرار المحليين باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه كل من يعتدي على الرموز والأماكن الدينية، كما تبنت الوثيقة اللجنة الأسقفية للإعلام على أن
تترجمها إلى اللغة الإنجليزية وتحولها إلى السفارات الأجنبية للتعبير عن موقف أبناء هذه البلاد ومطالبتهم بمراعاة الإختلاف في طريقة التفكير والتعامل مع موضوع حرية التعبير عن الرأي التي يجب ألا تصل إلى حد الإعتداء والإساءة إلى الآخرين.