سويطات: “مخطّطات بلديّة حيفا تهدف إلى تهميش الأحياء العربيّة، وتضييق الحصار على سكّانها”!

مراسل حيفا نت | 20/09/2012

النّاشط الاجتماعيّ والمخطّط والمستشار التنظيميّ، الحيفاويّ عروة سويطات

بعد مشاركته في «المنتدى الحضريّ العالميّ»، وفي لقاء حصريّ لصحيفة «حيفا»:

 *«في جميع أنحاء العالم تجد أنّ المراكز والمباني والمعالم التاريخيّة للمدن هي قلبها النابض… المباني التاريخيّة في مدينة حيفا تشكّل خطرًا على الرواية التاريخيّة، لأنّها تُثبت وتؤكّد على وجود الشعب الفِلَسطينيّ فيها، لذا تحاول البلديّة «إخفاء» معالم المدينة التاريخيّة الفِلَسطينيّة..»

* «ناقشت في المنتدى قضايا العرب الفِلَسطينيّين في الداخل، كهدم البيوت وتهجير العرب في النقب، مشاكل القرى غير المعترف بها، التضييق على البلدات العربيّة، وقضايا العرب الملحّة في المدن الساحليّة المختلطة، وعلى رأسها مدينة حيفا»

* «وضَع الوفد قضايا فِلَسطين في صلب أحداث المؤتمر.. ولقد حظيت فِلَسطين بدعم جارف وتعاطف ممثّلي المؤسّسات الأهليّة والوفود الدوليّة المختلفة»

التقاه: مطانس فرح
تصوير: وائل عوض

التقت صحيفة "حيفا" النّاشط الاجتماعيّ والمخطّط والمستشار التنظيميّ، الحيفاويّ عروة سويطات، لدى عودته من مدينة ناپّولي الإيطاليّة، بعد أن كان قد شارك هناك في "المنتدى الحضريّ العالميّ"، الّذي انعقد الأسبوع الماضي؛ ليحدّثنا عن مشاركته في أهمّ المؤتمرات الدوليّة الّتي تناقش قضايا التّخطيط والمدن، وتأثيرها على السكّان والاقتصاد والسياسة، وعن العِبَر المُستخلَصة من مثل هذه المؤتمرات، والمتعلّقة بالتّخطيط في مدينة حيفا.

نشير إلى أنّ عروة سويطات كان المشارك العربيّ الوحيد من البلاد في هذا المنتدى. وسويطات هو مستشار تنظيميّ ومخطّط، درس الفلسفة والعلوم السياسيّة، والاستشارة لهدف التنظيم والإدارة. ينهي دراسته للّقب الثاني في موضوع تخطيط المدن والمناطق في معهد العلوم التطبيقيّة (الـ"تخنيون")، باحثًا عن العلاقة ما بين أشكال تنظيم المجتمع العربيّ والتأثير على التّخطيط.

يعمل سويطات مستشارًا تنظيميّـًا ومخطّطًا، بشكل مستقلّ، ومن خلال مؤسّسة "شتيل – دعم مؤسّسات التّغيير المجتمعيّ" كذلك، ومع مؤسّسات أهليّة ومجتمعيّة، محليّة وقطريّة، في مجال التطوير الاجتماعيّ، وحقوق الإنسان، وحقوق الأقليّة العربيّة، والتّخطيط المجتمعيّ، والعمل الجماهيريّ، والحركات النسويّة والشبابيّة.

– حدّثنا عن أهمّ ما وجدته خلال مشاركتك في المؤتمر؛ وعن القضايا الّتي تباحَثَها المؤتمرون..
ينظّم برنامَج الأمم المتّحدة للمستوطنات البشريّة (UN/Habitat) "المنتدى الحضريّ العالميّ" السّادس حول موضوع "المستقبل الحضريّ"، والّذي جمع أكثر من خمسة آلاف مشارك من 120 دولة: فاعلين رئيسيّين، معنيّين بتطوير المدن والمناطق المجتمعيّة، والتّعمير والتنمية الحضريّة، كأداة لتحقيق العدالة والمساواة في الحيّز، بمشاركة وزراء ورؤساء سلطات محليّة، وخبراء وأكاديميّين، وممثّلي مؤسّسات المجتمع المدنيّ والقطاع الخاصّ.

وقد برزت من بين المشاركين وفود جنوب إفريقيا، مصر، فِلَسطين، الأرجنتين، البرازيل، الهند، الصين، وغيرها من الدول النامية في إفريقيا وأمريكا اللّاتينيّة وآسيا.

لقد ناقش المؤتمر – من خلال لقاءات التّشبيك وورشات العمل التدريبيّة – الخبرات المتبادلة في العالم في مواضيع "إدارة الأرض": تخطيط المدن والمناطق، توسيع البلدات، تطوير الاقتصاد والتّجارة، إتاحة فرص عمل للشّباب، إيجاد سبل لتوفير الخدمات للسّكان، تطوير آليّات السّكن، تحسين وترميم الأحياء الفقيرة، مواجهة مخاطر الحروب والكوارث الطبيعيّة والبيئيّة على الحيّز العامّ، وأخيرًا، تطوير سبل البحث الأكاديميّ وتطوير قدرات النّاشطين الجماهيريّين وتحسينها.

وقد برزت مشاركة الوفد الفِلَسطينيّ في فعّاليّات المؤتمر بشكل واضح؛ إذ وضع الوفد قضايا فِلَسطين في صلب أحداث المؤتمر، وعلى سلّم أولويّاته، حيث طرح قضايا الأرض وتحدّيات التّطوير والتّخطيط في ظلّ الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصريّ، وتحدّث عن وضع المدن والبلدات ومخيّمات اللّاجئين الفِلَسطينيّة؛ وقد حظي ذلك بدعم وتعاطف ممثّلي المؤسّسات الأهليّة والوفود الدوليّة المختلفة مع ولقضيّة فِلَسطين، من خلال مئات المشاركين الّذين وضعوا/التحفوا الشّالات المزيّنة بالأعلام الفِلَسطينيّة، ولقد كان هذا المشهد مُثلجًا للصدر، ومؤثّرًا ومثيرًا في آنٍ واحد.

وأنا – بدوري – طرحت/ناقشت قضايا العرب الفِلَسطينيّين في الداخل (إسرائيل)، ومنها: هدم البيوت وتهجير العرب في النقب، مشاكل القرى غير المعترف بها، التضييق على البلدات العربيّة، وقضايا العرب في المدن الساحليّة المختلطة. وقد طرحت التّجارب المختلفة من جرّاء عمل المؤسّسات الأهليّة، كـ: "عدالة" و "جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ في حيفا" و "المركَز العربيّ للتّخطيط البديل"، في صلب الحوار على الطّاولات المستديرة، عن الحقّ في الأرض والحقّ في المدينة، وسبل التّخطيط الاجتماعيّ وتطوير البلدات المحاصَرة والأحياء الفقيرة، والمجتمعات الأصلانيّة، والأدوات المتوافرة لتنظيم المجتمع للتّأثير على تخطيط الحيّز وتوفير الفرص والموارد، وتطوير شكل الحياة على الأرض.

المجتمع العربيّ الحيفاويّ خارج الخارطة الهيكليّة!
– بصفتك مخطّطًا خبيرًا، كيف ترى إلى التّخطيط في مدينة حيفا، أهو داعم أم عدائيّ هادم بالنّسبة إلى عرب المدينة؟
تعتمد بلديّة حيفا على تخطيطها الأخير، والّذي حُدّد عام 1934 في عهد الانتداب البريطانيّ؛ ولكن في السنوات الأخيرة تمّت صياغة خارطة هيكليّة (جديدة) لمدينة حيفا، وسيتمّ إقرارها، نهائيّـًا، خلال الأشهر القريبة القادمة. 

تُعتبر حيفا، اليوم، من أهمّ الأماكن الّتي تتطوّر فيها الحياة المدينيّة العربيّة بشكل كبير، حيث تشمل حيّزًا للفرد وللجماعة في آن واحد. وتجد فيها ثقافة عربيّة وميراثًا فِلَسطينيّـًا، وفي الوقت ذاته حيّزًا للتطوّر العصريّ للفرد ذاته وبلورة استقلاليّته؛ هذا أمر مميّز لدى عرب حيفا، إذ تعتبر حيفا مركَزًا لعرب الشِّمال، بمفهوم أنّها تمنح حيّزًا وفرص عمل، وتوفّر سكنًا وترفيهًا وتقدّم ثقافة وتاريخًا، وتساهم مؤسّساتها الثقافيّة والأهليّة والمجتمعيّة في خدمة أكثر من 200 ألف عربيّ في الشِّمال.

ولكن – في المقابل – تعتبر السّلطة البلديّة السكان العرب عِبئًا(!)، فترمي بسياسة تخطيط تؤدّي إلى تقييدهم والسيطرة عليهم، حيث لا تتضمّن المخطّطات الشاملة والخرائط الهيكليّة المعدّة إمكانيّات لتزايد تعداد السّكان العرب في حيفا، ولا إمكانيّات جذب للسّكّان العرب من القرى والمدن المجاورة للسّكن والعمل فيها. فالمخطّط الجديد يتجاهل التّاريخ والهُويّة العربيّة الفِلَسطينيّة لمدينة حيفا وتطوّرها كحيّز مدينيّ ذي ميراث عربيّ فِلَسطينيّ سياسيّ وثقافيّ ومجتمعيّ.

– ولكنّ حيفا ينخفض فيها التَّعداد السكّانيّ بشكل مستمرّ، ألا يؤثّر ذلك على أولويّات البلديّة وقراراتها؟
ميزان الهجرة في حيفا لم يتغيّر كما تدّعي البلديّة. صحيح أنّ السكّان اليهود الحيفاويّين يهجرون المدينة إلى تل أبيب، ولكن – في الوقت نفسه – يأتي المدينة عرب من الشِّمال، علمًا أنّ هذه الحركة السكّانيّة عشوائيّة وغير منظّمة أو مخطّطة، ولكنّها تحافظ على توازن الهجرة.

فبالنسبة إلى مؤسّسات التّخطيط الرسميّة هذا هو "الكابوس الأسود" بعينه؛ إذ ترى البلديّة – من خلال عدستها – السكّان اليهود، فقط، من دون التطرّق إلى الطّاقة الكامنة في عرب حيفا، واحتياجات السّكّان العرب ومصالحهم، فهي لا تضعهم في مركَز مخطّطاتها، ولا توليهم أيّ أهميّة، وكأنّهم أشباح في هذه المدينة، لا "يظهرون" سوى خلال مِهرجان "عيد الأعياد"، مع أطباق "الحمّص" و"الفول"، تزيينًا للمشهد التعايشيّ المزيّف وتلوينًا للمشهد الفنّيّ، فقط!

لا يتعامل المخطَّط والمخطِّط مع السّكّان العرب كمجتمع موحّد وأصلانيّ، ولا حتّى كأحياء عربيّة، بل كمجموعة طوائف وأديان، من دون الاهتمام بالسياق التاريخيّ والثقافيّ والحضاريّ للعرب الفِلَسطينيّين في حيفا، وخصوصيّة المدينة كمدينة تاريخيّة تحمل في طيّاتها حضارة فِلَسطينيّة وموروثًا معماريّـًا وثقافيّـًا عربيّـًا عريقًا..!

المخطَّط والمخطِّط لا يتعاملان مع المجتمع العربيّ ككيان حيويّ نابض، له علاقات وأواصر في الأحياء العربيّة المختلفة، والمختلطة كذلك، والممتدّة في جميع أنحاء المدينة، والمتجذّرة فيها.

– ولكنّ البلديّة تدّعي أنّ حيفا مدينة "التعايش"، وتعمل على إدماج العرب في جميع مخطّطاتها الآنيّة والمستقبليّة..
هذه الفجوة بين الأقوال والأفعال تذكّرني بما يحدث في المسرح وما يجري وراء الكواليس.. فالسياسة المتّبعة في المخطّطات هي الحفاظ على الوضع القائم في الأحياء العربيّة، وهو ما يزيد من حدّة الضائقة السّكنيّة، من دون تطوير أو إيجاد حلول بديلة لائقة وبناء وَحدات سكنيّة جديدة، وعدم إيجاد مساحات من الأراضي لتطوير الخدمات والمرافق المجتمعيّة المطلوبة.

فنجد في مخطّطات السّلطة البلديّة أنّها ترمي إلى تهميش الأحياء العربيّة وتضييق الحصار على سكّانها، من دون تطويرها وترميمها الفعليّين أو المحافظة عليها؛ إذ تتعرّض 25% من البيوت العربيّة لخطر الإخلاء!
يستهتر ويستهزئ المخطّطون في بلديّة حيفا، الّذين يجلسون في الطبقة العشرين، بمخطّطاتهم البلديّة بالأحياء العربيّة مقارنةً بزميلاتها اليهوديّة، لكونهم منعزلين عن الناس وقضاياهم، ولم يشاركوا السّكّان العرب في سيرورة التّخطيط، ولم يمثّلوا احتياجات ومطالب الأقليّة الفِلَسطينيّة في المدينة..

فكيف لهؤلاء المخطّطين أن يقرّروا ويؤثّروا على الحيّز المجتمعيّ والثقافيّ والإسكانيّ والاقتصاديّ وعلى خدمة الأجيال القادمة في المدينة؟!! كيف لمجموعة مُنعزلة عمّا يدور في المجتمع العربيّ الفِلسطينيّ في المدينة، صامّة آذانها ومُغمضة عيونها عن احتياجات الشّارع العربيّ، أن تقوم بعمليّة تخطيط مركَزيّ في المدينة، واتّخاذ قرارات أساسيّة بتقرير مصيرها.. فأين عرب هذه المدينة الّذين لهم حقّ شرعيّ وأساسيّ ومساوٍ في هذه المدينة، من كلّ ذلك؟!

– هل يمكنك أن تحدّثنا عن أمثلة عينيّة؟
نعم.. فعلى سبيل المثال حيّ المحطّة هو أحد الأحياء التّاريخيّة الّتي تمّ تهميشها وتضييق الخناق على سكّانها؛ إذ هُجّر السكّان العرب من الحيّ تدريجيّـًا عبر السنوات. ويواجه الحيّ – في هذه الأثناء – مخطّطًا سيقلب الحيّ والمدينة رأسًا على عقب(!).. إزاحة الميناء إلى الناحية الشرقيّة وتطوير مِنطقة سياحيّة "ريڤييرا" تربط المدينة مع شاطئها البحريّ.

للوَهلة الأولى يمكنك أن تجد المخطّط إيجابيّـًا جدًّا؛ لأنّه سيسعى لتطوير المدينة وتحويلها إلى «برشلونة» الشرق؛ ولكنّ هدم البيوت التاريخيّة العربيّة وتحويلها إلى فنادق وأماكن تجاريّة سياحيّة ومِنطقة يسكنها الأثرياء ورجال الأعمال، سيدفع السّكّان العرب إلى ترك الحيّ، وسيؤدّي هذا المشروع إلى عمليّة إقصاء طبقيّ – قوميّ، شاهدنا مثيلها في مدينة يافا.

سيتمّ تحويل الحيّ العربيّ الفقير والتاريخيّ إلى مِنطقة سياحيّة وسكنيّة للأغنياء اليهود فقط(!!)، من دون الاهتمام بالسكّان الأصلانيّين العرب الّذين يقطنون هذه الأحياء من قبل قيام الدولة، وتهميشهم وعدم إيجاد حلول مناسبة لهم. إن لم تشمل المشاريع الاقتصاديّة الضخمة أهدافًا اجتماعيّة، أيضًا، للحفاظ على سكّان المدينة، سيؤدّي ذلك إلى زيادة أسعار الأراضي وإقصاء السكّان خارج نطاق أراضيهم وعقاراتهم، من دون حلول عينيّة.

– وما هو الحال بالنّسبة إلى باقي الأحياء العربيّة؟
حدّث ولا حرج. الأحياء العربيّة في مدينة حيفا في وضع مزرٍ ومهمل ويعاني نواقص عديدة، سياسة معروفة ومُمنهجة تتّبعها بلديّة حيفا. فإذا أخذنا مثلًا حي وادي النّسناس العربيّ العريق، نجد أنّ السكّان يعانون الاكتظاظ والاختناق السكّانيّ، رغم وجود إمكانيّات عديدة لتطوير مشاريع سكنيّة للأزواج العربيّة الشابّة، الّتي ترغب في العيش والبقاء في الحيّز العربيّ في هذه المدينة..

وهذا الحيّ الّذي يستقبل مِهرجان "عيد الأعياد" (مِهرجان "التعايش") على مدار أكثر من خمسة عشر عامًا، ويعاني ساكنوه أعباء المِهرجان والضّجيج والتقيّيد، لا تخصّه البلديّة بمشروع سكنيّ واحد(!).. هذا هو التّعايش على أرض الواقع. تعايش زائف ومِهرجان دعائيّ تافِه لأغراض تجاريّة شخصيّة بحتة، لا يستفيد منه سوى نفر قليل.

وبالنسبة إلى المباني التاريخيّة، فقد تمّ هدم أكثر من 40% من المباني التاريخيّة العربيّة في المدينة، رغم أنّها أهمّ الركائز لميراث المدينة… في جميع أنحاء العالم تجد أنّ المراكز التّاريخيّة للمدن هي قلبها النابض، ويتمّ الحفاظ عليها، ترميمها وتحسينها، وتحويلها إلى معالم سياحيّة تاريخيّة تُفاخر بها المدن.

 بينما في حيفا الحال مُغاير تمامًا؛ فالبلديّة تعمل بخلاف ذلك، إذ إنّ المباني التّاريخيّة تشكّل خطرًا على الرواية التّاريخيّة، وتؤكّد على وجود الشّعب الفِلَسطينيّ في مدينة حيفا، لذا تحاول البلديّة "هدم" معالم المدينة الفِلَسطينيّة وإخفاءها..!!

من المثير، مثلًا، أنّه في كوسوڤو قاموا بترميم المباني التّاريخيّة وإعادة بناء قسم منها، كأداة للنهضة ما بعد الحرب، من خلال تطوير اقتصاديّ وتعزيز الثّقافة والميراث الحضاريّ في تصميم مستقبل المدينة.. ولكنّ بلديّة حيفا ترهب ذلك وتتهرّب منه.

– كيف يمكننا، إذًا، بناء هذه المدينة مع سكّانها العرب؟ كيف يمكن تطوير الأحياء بشكل بنّاء وإيجابيّ؟ وكيف يمكننا أن نشعر بانتماء وآمان وتحقيق للذّات كأفراد وكمجتمع في مستقبل هذه المدينة؟ وأيّ مدينة سنترك للأجيال القادمة؟!
أسئلة هامّة كثيرة نبحث – منذ مدّة طويلة – عن إجابات شافية لها. نحن نعيش، اليوم، قرارات الماضي، يكفي خَبلًا. يجب أن نعمل، اليوم، من أجل التّأثير على قرارات الحاضر الّتي سنعيشها مستقبلًا.

علينا أن نتوحّد بشكل منظّم، ونوجّه رسالة واضحة إلى مؤسّسات التّخطيط الرسميّة، نوضح – من خلالها – أنّ لنا حقّ التّعبير والتّأثير والتّغيير في هذه المدينة. لنا الحقّ الشرعيّ والكامل في المشاركة والشّراكة الديمقراطيّة؛ الحقّ في توزيع عادل ومتساوٍ للموارد والمشّاريع؛ الحقّ في السّكن اللّائق والخدمات والموارد والفرص والبُنى التّحتيّة؛ الحقّ في الثّقافة والميراث والمناليّة والتّطوير المُستدام والحيويّة وفرص العمل والمُلكيّة؛ الحقّ في المساواة والعدالة كفرد وكجماعة؛ الحقّ  في البقاء في أراضينا والحفاظ على أملاكنا وعقاراتنا، لا الهدم والإخلاء؛ وعلينا التّعامل مع الأرض والمدينة كركيزة لحقوق الإنسان.

وبهذه المناسبة أذكّر بأنّ جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ في حيفا، بادرت، وبالتّعاون مع لجان الأحياء العربيّة، إلى تشكيل لجنة مهنيّة للتّأثير على المخطّط الهيكليّ العامّ وبناء مخطّطات بديلة، وتطوير قدرات النّاشطين في لجان الأحياء..

أدعو الجميع إلى الانضمام للمجهود الهامّ، كلّ في حيّه، فنحن بحاجة إلى التّكاتف حول مشاريع عمليّة كهذه، فيها إدماج بين تطوير القدرات التنظيميّة للجان الأحياء والسّكّان، والتّأثير على التّخطيط بشكل عمليّ ومستمرّ، وتغيير المخطّطات لمصلحة السّكّان العرب في هذه المدينة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *