قامت الممثلة الأميركية أنجيلينا جولي، اليوم الثلاثاء بزيارة الى مخيم الزعتري في الأردن الذي يأوي آلاف اللاجئين السوريين تفقدت خلالها أوضاعهم.
حضت الممثلة الاميركية أنجيلينا جولي بصفتها سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الثلاثاء المجتمع الدولي على مساعدة مئات آلاف اللاجئين السوريين الفارين من العنف في بلدهم.
ودعت جولي التي جالت مخيم الزعتري للاجئين السوريين قرب الحدود السورية (85 كم شمال عمان) برفقة المفوض الأعلى للاجئين في الامم المتحدة انتونيو غوتيريس المجتمع الدولي الى "تقديم كل ما باستطاعته لدعم اللاجئين السوريين".
وتحدثت جولي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريس ووزير الخارجية الاردني ناصر جودة عقب جولة في المخيم عن معاناة اللاجئين السوريين معتبرة انه "من المؤثر جدا ان تلتقي باشخاص لا يعرفون حقا من يقف الى جانبهم".
من جانبه، قال غوتيريس انه يطلب من المجتمع الدولي "مساعدتنا ومساعدة الاردن لنقوم بتحسين الاوضاع المعيشية في المخيم"، مشيرا الى ان "المخيم كأي مخيم للاجئين في العالم مكان يصعب العيش فيه".
واضاف انه "منذ بداية الازمة في سوريا عبر اكثر من 200 الف سوري الحدود الى الاردن ولم يعودوا، هذا يشكل عبئا اقتصاديا واجتماعيا هائلا وعلى العالم ان يتفهم مدى صعوبة ان يتعامل الاردن مع هذا التحدي".
وتابع انه "من المهم جدا ان يظهر العالم تضامنه بشكل جاد عبر مساعدة الاردن والاردنيين على توفير ما يحتاجه جميع السوريين الذين لجأوا الى حمايتهم ليحيوا بكرامة". واشار غوتيريس الى ان الاردن استقبل على مدى سنوات "موجات متعاقبة من اللاجئين بلغ عددهم 2,7 مليون لاجىء" من عراقيين وفلسطينيين، مؤكد انه "آن الآوان للمجتمع الدولي ان يدعم الاردن".
من جهته، اكد جودة ان "المشكلة اصبحت كبيرة، الآن هناك اعداد كبيرة من الاخوة والاخوات السوريين الموجودين على ارض المملكة في المدن وفي القرى"، مشيرا الى ان ذلك "فاق قدرة استيعاب الاردن".
واوضح ان "هناك الآن اكثر من 83 الف سوري سجلوا رسميا لدى المفوضية العليا وما يقارب 200 الف سوري موجودين بين اهلهم واخوانهم في المدن والقرى" الاردنية. وحول اوضاع المخيم الذي يستقبل نحو 30 الف لاجىء سوري، اكد جودة ان "لا احد يستطيع ان يقول ان أي مخيم للاجئين هو وضع مثالي، لا احد يرغب بالعيش في مخيم لاجئين".
واعرب عن امله باغلاق المخيم و"عودة اخوتنا السوريين الى بلدهم آمنين مطمئنين". وجدد جودة التأكيد على ان "الاعداد فاقت قدرت المملكة الاستيعابية، لكن هذا واجب انساني ونحن على استعداد لابقاء حدودنا مفتوحة".
وأكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان عدد اللاجئين السوريين تخطى 250 الفا. وقال ادريان ادورادز المتحدث باسم المفوضية في جنيف ان "الارقام الاخيرة تظهر ان اكثر من ربع مليون لاجئ سوري (253 الفا و106 اشخاص) مسجلون او ينتظرون التسجيل في المنطقة". وفي الاردن احصت المفوضية العليا 85 الفا و197 لاجئا بينهم 35 الفا و961 ينتظرون التسجيل.
وكانت الحكومة الاردنية أكدت الخميس الماضي ان اعداد اللاجئين السوريين في المملكة باتت تتجاوز قدراتها. واعلن الاردن الاسبوع الماضي حاجته الى 700 مليون دولار لتلبية احتياجات نحو ربع مليون سوري.
ويعبر يوميا مئات السوريين الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير رسمي، هربا من القتال الدائر بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة والذي اسفر عن اكثر من 26 الف قتيل منذ اذار (مارس) 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن موقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا او لدى اقارب او اصدقاء لهم في المملكة، اضافة الى نحو ستة وعشرين الف لاجىء في مخيم الزعتري (85 كلم شمال) الذي يفترض ان يتسع لنحو 120 الف شخص.