صحيفة “حيفا” تنفرد في تغطية شاملة: استقبال الراعي الجديد، سيادة المطران موسى الحاج

مراسل حيفا نت | 08/09/2012

تقرير: مطانس فرح

تصوير: وائل عوض

استقبل المئات من أبناء وبنات الرعيّة المارونيّة، من داخل حيفا وخارجها، وعدد كبير من أبناء الرعايا المسيحيّة المختلفة، بعد ظهر يوم الأحد الأخير (2012/9/2)، في حفل رسميّ مُهيب، سيادة المطران موسى الحاج (رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدّسة، والنائب البطريركيّ على القدس والأراضي الفِلَسطينيّة وعمّان، وأراضي المملكة الأردنيّة الهاشميّة)، خلفًا لسيادة المطران بولس الصيّاح (النائب البطريركيّ العام).

وكان في استقبال المطران الحاج، في باحة دير "راهبات المحبّة" – إضافةً إلى مئات المؤمنين العَلمانيّين، وعدد من الصِّحافيّين ووسائل الإعلام – لفيف من المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات، وتميّز بحضور كافّة كهنة الرعيّة المارونيّة من جميع أرجاء البلاد.وكان من ضمن المستقبلين: المطران السّابق بولس الصيّاح (النائب البطريركيّ العام)؛ المطران سمير مظلوم (الرّئيس العامّ، ممثّل البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي)؛

الأباتي داود رعيدي (الرّئيس العام للرّهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة)؛ المطران إلياس شقّور (مطران الروم الكاثوليك الملكيّين في أبرشيّة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل)؛ الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى (الرّئيس الرّوحي لرعيّة الروم الكاثوليك في حيفا)؛ الأرشمندريت ديمتريوس سمرا (كاهن رعيّة الروم الأرثوذكس في حيفا)؛ القس الكنن حاتم شحادة (راعي كنيسة مار يوحنّا الإنجيليّة الأسقفيّة في حيفا)؛

الأب عبدو عبدو (كاهن رعيّة مار يوسف للاتين في حيفا)؛ وحشد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات ووفد دينيّ، جاء خصيصًا من لبنان للمشاركة في حفل الاستقبال وإجلاس المطران الجديد. كما حضرت حفل الاستقبال شخصيّات اجتماعيّة وقياديّة من مختلف التيّارات المسيحيّة، برز من بينها القاضي سليم جبران (القاضي في محكمة العدل العليا).

وقد سار المئات في مسيرة حاشدة، تتقدّمهم سريّة كشّافة "البراعم الخضراء" المارونيّة، وسريّة كشّافة الروم الكاثوليك الأولى في حيفا، وأعضاء "الجمعيّة الرسوليّة المارونيّة"، على أصوات قرع الطبول والترانيم الدينيّة، حيث جالت المسيرة شوارع البلدة التّحتا في حيفا، باتّجاه كنيسة مار لويس الملك المارونيّة. وفي ختام المسيرة الاحتفاليّة، حضر المئات من أبناء الرعيّة المارونيّة، والرعايا المسيحيّة المختلفة، وحشد من الرهبان والراهبات والمطارنة والكهنة، قدّاس الإجلاس الاحتفاليّ للمطران موسى الحاج، ترأسه كهنة ومطارنة معاونون: المطران بولس الصيّاح، المطران سمير مظلوم، الأباتي داود رعيدي وعدد من كهنة الرعيّة المارونيّة، بمرافقة جوقة رعيّة مار لويس الملك – حيفا.

** في هذا الأحد يتّم إعلان الرّقيم البطريركيّ وإجلاس المطران الجديدتولّى عرافة القدّاس الاحتفالي الأب ناجي يعقوب (خادم الرعيّة المارونيّة في عسفيا)، فاستهلّ حديثه قائلًا: "في الأمس، في الأوّل من أيلول، في مدينة الفداء أورشليم، وعلى بعد عشرات الأمتار من كنيسة القيامة، دخل سيادة المطران موسى الحاج إلى أورشليم نائبًا بطريركيًا عليها وعلى المناطق الواقعة تحت السّلطة الفِلَسطينيّة وعلى أراضي المملكة الأردنيّة الهاشميّة؛ دخل بموكب كنسيّ مُهيب اشتركت فيه الكنيسة الأورشَليميّة بكافّة أطيافها وممثّليها مع جمهور غفير من المحبّين والمؤمنين، منطلقين من باب الخليل وصولًا إلى مقرّ البطريركيّة المارونيّة في دير مار مارون… وفي هذا الأحد، الثّاني من شهر أيلول، وفي هذه اللّحظات بالذّات، يتمّ إعلان الرّقيم البطريركيّ وإجلاس المطران الجديد موسى الحاج على كرسيه".

** أسّس ونظّم وأعطى الأبرشيّة مكانتهاومن ثمّ تحدّث المطران سمير مظلوم، ممثّلًا غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، وحاملًا رسالة من غبطته، قائلًا: "قد شرّفني صاحب الغبطة، البطريرك مار بشارة الرّاعي، إذ كلّفني أن أمثّله في هذا الاحتفال الّذي فيه نقيم المطران موسى الحاج مطرانًا على هذه الأبرشيّة المُباركة، خَلفًا لسيادة المطران بولس الصيّاح، الّذي له الفضل الأكبر في إنشاء هذه الأبرشيّة وبنائها وتأمين المؤسّسات الّتي تسمح لها بالاستمرار".

وأضاف: "يسعدني أن أقرأ عليكم الرّقيم البطريركيّ الّذي يتوجّه فيه صاحب الغبطة، البطريرك مار بشارة الرّاعي، إلى أبناء هذه الأبرشيّة، وممّا جاء فيه: "تُسعد بطريركيّة أنطاكيّة وسائر المشرق المارونيّ، بالبركة الرسوليّة، أن تقدّم لكم مطرانكم الجديد، سيادة أخينا موسى الحاج، الّذي انتخبه السينودوس المقدّس، ومنحه قداسة البابا بنديكتوس السّادس عشر الشِّركة الكنسيّة، خلفًا لسيادة أخينا المطران بولس صيّاح، الّذي نُقل إلى الكرسي البطريركيّ كنائب بطريركيّ عام".

"ويطيب لنا أن نوفد أخينا سيادة المطران سمير مظلوم (النّائب البطريركيّ العام) ليمثّلنا في احتفال تولية أسقفكم الجديد؛ لينقل إليكم بركتنا الرسوليّة ويُجري عمليّة التسليم والتسلّم، وفقًا للقوانين الكنسيّة".

"نودّ في البداية الإعراب عن شكرنا وتقديرنا لسيادة المطران بولس صيّاح على سنواته الـ16، الّتي تولّى فيها إدارة الأبرشيّة والنيابتين البطريركيّتين، بكلّ اندفاع وغيرة ونشاط. فكان أن أسّس ونظمّ وأعطى الأبرشيّة مكانتها في الكنيسة المحليّة والنيابتين البطريركيّتين".

** حافظتم على إيمانكم وتراثنا وتقاليدنا الأنطاكيّة السريانيّةوأكمل الرّقيم البطريركيّ بالقول: "نوّد الإعراب عن شكرنا ومحبّتنا لكم أيّها الآباء الكهنة والرهبان والراهبات، يا خدّام الرعايا.. ولكلّ المؤمنين والمؤمنات نشكر مؤزارتكم وخدمتكم".

"حافظتم في الأراضي المقدّسة، على إيمانكم المسيحيّ الكاثوليكيّ المارونيّ، وعلى تراثنا وتقاليدنا الأنطاكيّة السريانيّة، وتناقلتموه من جيل إلى جيل. وإنّنا نتطلّع إلى مؤازرتكم الثمينة لراعيكم الجديد المطران موسى الحاج".

** يأتيكم بمحبّة الرّاعي وغيرة الرّسول والتزام الرّاهب"إنّ سيادة المطران أخينا موسى الحاج يأتيكم بمحبّة الرّاعي وغيرة الرّسول والتزام الرّاهب، غنيًا بالفضائل الكهنوتيّة وسعة العلم والخبرة الرعويّة والإداريّة؛ إنّه مستعدّ لكلّ عمل صالح، ويحمل برنامجه وطموحاته الرعويّة حبًا للمسيح وللكنيسة، وسيكون خير خلف لخير سلف".

"نسأل اللّه أن يبارك خدمته ويبارككم جميعًا، بفيضٍ من نعمه السماويّة الروحيّة والزمنيّة، وأن يتمجدّ اسم الرّب فيكم وفي أعمالكم وفي عيالكم وشهادة حياتكم إلى الأبد".

** أصبح لنا كيان في جسم كنيسة الأرض المقدّسة

ومن ثمّ قدّم الأب ناجي يعقوب، المطران بولس الصيّاح، قائلًا: "رعَى سيادة المطران بولس الصيّاح هذه الرعيّة «المُستحدَثة»، مدّة ستّة عشر عامًا، إلى أن أصبح لها ولنا كيان في جسم كنيسة الأرض المقدّسة، فمَأسس شؤونها، محاولًا  – قدر المستطاع – أن يبنيها على صخر متين، إلى أن اختاره صاحب الغبطة البطريرك بشارة بطرس الرّاعي نائبًا بطريركيًا عامًا له.. فله ما يقوله في هذه المناسبة".

** حاولت أن أكون صادقًا مع نفسي ومعكم

ورحّب المطران بولس صيّاح بالحضور، من مطارنة وكهنة ورهبان ومحتفلين، حيث بدا مُفعمًا بالغبطة ومتأثّرًا من الحدث؛ وممّا قاله: "أيّها الأحبّاء، في 18 تشرين الأوّل 1996، أتيتكم وفي نفسيَ بعض الترقّب، ولكنّي أتيتكم أيضًا حاملًا في جعبتي شعارًا أردته أساس خدمتي وهدفًا لها… حاولت دائمًا أن أكون صادقًا مع نفسي ومعكم، محاولًا أن أسير إلى حيث تريدني الروح أن أسير. وها أنا أقف اليوم بينكم لأتذكّر ولأشكر. لأتذكّر فقط أين كنّا وأين نحن اليوم. ولن أقيّم عملي، لأنّ الله وحده يعرف ما في الضّمائر وما في القلوب، ووحده يمكنه أن يقيّم".

** إن نجحت فبكم.. وإن فشلت فلوحدي!

وأكمل المطران بولس صيّاح كلمته مؤكّدًا: "سعيت جاهدًا أن أقوم بخدمتي متّكلًا على الروح وبدافع من نعمته، وحيث نجحت، نجحت لأنّكم كنتم إلى جانبي ومعي، لقد نجحت معكم وبتعاونكم؛ وحيث فشلت كان ذلك بسبب من ضعفي، وهذا الفشل – إن كان هناك من فشل – أتحمّله لوحدي".

ثمّ شكر المطران صيّاح جميع كهنة الرعيّة المارونيّة، قائلًا: "أحببتهم وأحبّوني، فكانوا لي يدي اليمنى؛ لأنّ الأسقف من دون الكاهن لا يمكنه أن يقوم برسالته. من دون مؤازرتهم لما كنّا توصّلنا إلى ما نحن عليه اليوم".

كما توجّه بكلمة شكر إلى أبناء وبنات الرعيّة، قائلًا: "أشكر كلّاً منكم، لأنّي أدرك كم للمؤمن العلمانيّ من المسؤوليّة بالعمل الرعويّ، وأنا لا أبالغ إذا قلت إنّ الجزء الأكبر من العمل الرعويّ يقع على عاتق الجماعة". كما شكر راهبات القدّيسة تريزا المارونيّات والكنائس المتعاونة، وخصّ بالشكر رفيق دربه، المطران إلياس شقّور، متمنّيًا له العطاء والعمر المديد.

** أصلّي من أجل السّلام

واستطرد قائلًا: "سعيت ما بوسعي، ولم أسمح لنفسي يومًا أن أسيئ لأحدٍ، عن قصد أو غير قصد؛ ولكن لا بدّ من أن أكون قد قصّرت، والآن هو الوقت الّذي أعتذر فيه وأستغفر.. إنّي أصلّي من أجل كلّ واحد منكم، من أجل كلّ رعيّة من رعايانا، ومن أجل كافّة الكنائس في هذه الأرض المقدّسة. أصلّي من أجل السلام".

وتوجّه إلى المطران الحاج قائلًا: "أرحّب بك وأتمنّى لك طيب الإقامة في هذا البلد الطيّب، وسط هذا الشّعب المضياف؛ وأنا على يقين بأنّك ستؤدّي رسالتك على خير وجه، لأنّنا نعلم ما عندك من سعة علم، وعمق تقوى، وروح رعويّة، ومحبّة خالصة للأرض المقدّسة الّتي عشت وتعلّمت فيها لسنوات عدّة".

** "أنا غرست ما تيّسر وأنت آتٍ لتغرس وتسقي، واللّه يُنمّي"

وأضاف مُخاطبًا المطران الحاج: "سيّدنا موسى، أنا غرست ما تيسّر لي بأن أغرس، وأنت آتٍ لتسقي وتغرس أيضًا، واللّه هو الّذي سينمّي. وفّقك الله وإن شاء اللّه سنكون معًا يدًا واحدة في الصّلاة…"."ليس من السّهل أن أترك الأرض المقدّسة، إنّما هذه مشيئة اللّه، وأنا أسير في خدمة كنيستي وخدمتكم، لأنّني في خدمة صاحب الغبطة مباشرة، وهذا شرف كبير لي، أرجو أن ترافقوني بصلواتكم، وأنا سأصلّي معكم ومن أجلكم".

** سأغرس وأسقي، وأكمل المشوار..

وأكّد المطران موسى الحاج في كلمته، خلال القدّاس الاحتفاليّ، وبعد ترحيبه بالحضور، أنّه سعيد بترؤسه أبرشيّة حيفا والأراضي المقدّسة للموارنة، مُشيرًا إلى أنّه سيكمل مشوار المطران صيّاح ليسقي ويغرس أيضًا، متمنّيًا أن يوفّق بالنّهوض بالرعيّة المارونيّة، عاملًا على تمكين وتعزيز الرعيّة، والحفاظ على مؤسّسات الأبرشيّة والأملاك والأوقاف وتحسينها وصيانتها، بمساعدة ومؤازرة المؤمنين والكهنة والمسؤولين. وفي ختام القدّاس الاحتفالي قدّم مئات المحتفلين التّهاني والتبريكات بالمحتفى بهما، المطران الحاج والمطران صيّاح، مستقبلين الأوّل ومودّعين الأخير.

 

** تقدير ومحبّة وشكر وامتنان

وبعد انتهاء القدّاس الاحتفاليّ وتقديم التهاني، أُقيمت أمسيّة تقدير وشكر وامتنان، في قاعة الجليل في تل حنان، للمطران بولس صيّاح، حضرها المئات من أبناء وبنات الرعيّة المارونيّة وعدد من المطارنة والكهنة والرهبان من كافّة الرعايا المسيحيّة، وشخصيّات اجتماعيّة وأكاديميّة وسياسيّة، وبحضور رئيس بلديّة حيفا، يونا ياهڤ.وعلى أنغام الموسيقى الرحبانيّة، وخلال عشاء فاخر، ألقيت بعض الكلمات الّتي أشادت بدور المطران بولس صيّاح، وأثنت على عمله ونهوضه بالأبرشيّة والحفاظ عليها ومأسَستها.

** هنيئًا لكم ولنا

ومن بين المتحدّثين كان سعادة القاضي سليم جبران، القاضي في محكمة العدل العليا، وقال: "إنّه من دواعي بهجتي وانشراح صدري وغبطتي، أن أرحّب بالمطران موسى الحاج بأجمل وأسمى آيات التّرحيب. جئتم أهلًا ووطئتم سهلًا، وغمرتنا مع جميع المرافقين باليمن والبركة والسّعادة، يطيب لي أن أتقدّم من سيادتكم بأسمى التّمنيّات والأمنيات لمناسبة تسلّمكم منصبكم الجليل، مطرانًا على أبرشيّة حيفا والأراضي المقدّسة المارونيّة، أرض المسيح ومهد الإيحاءات المقدّسة. فلكم يا سيادة المطران أصدق وأسمى أمنيات التوفيق والنجاح، هنيئًا لكم ولنا. ونبتهل إلى اللّه تعالى، أن تتكلّل رسالتكم السامية الجليلة بفحواها وأبعادها وقيَمِها الروحانيّة بالنّجاح التّام".

** وداد لا وداع

وأضاف: "من دواعي التّقدير والافتخار وحفظ الجميل، أن نقدّم بهذه المناسبة، بمهابةٍ وإجلال، أجمل باقات الشّكر والتقدير والاعتزاز لسيادة المطران بولس صيّاح، مطراننا الأسبق، بكلمة وداد لا وداع، متمنّين له من أعماق القلب النجاح في منصبه الجديد، نائبًا بطريركيًا عامًا في الكرسي البطريركيّ بكركي في لبنان".

** إنّ الكرام قليل

وتابع قائلًا: "نحن أبناء هذه الأبرشيّة الجليلة في الأراضي المقدّسة، مجبولون على الاستقامة والوفاء والإيمان. ونحن  – وإن كنّا قلّة عدديّة – ولكنّنا – والحمد لله – نحظى بمكانة رفيعة طيبّة في مجتمعنا، ونتمتّع بعلاقات صافية وراقية مع جميع أبناء الطوائف والملل والدّيانات السماويّة.. وأقولها بكلّ تواضع إنّه ينطبق علينا قول الشّاعر السّموأل في قصيدته "العصماء"، حين قال:

"إِذا المَرءُ لَم يَدنَس مِنَ اللُّؤمِ عِرضُهُ = فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ؛ تُعَيِّرُنا أَنّ قَليلٌ عَديدُنا = فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ".

وتوجّه القاضي جبران إلى المطران الحاج، قائلًا: "صاحب السّيادة المطران موسى الحاج المحترم، نقطع معك العهد الوفيّ ونمدّ لك يد التعاون وحسن المؤازرة وسداد الرأي من أجل رفع شأن وسؤدد رعيّتنا المارونيّة، ونحن جميعًا نرفع من هنا جزيل الشكر والتّقدير والتحيّات لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي على تكرّمه بمنحك مهام ومسؤوليّة رعايتك لأبرشيتنا، فأنت صاحب الباع الطويل، السخيّ في الوفاء والعطاء وحسن الإدارة، ونحن نتوسّم فيك أن تنقل لغبطته جزيل الشّكر على هذه المنّة الغالية".

** لتحقّقوا مطلبنا في توحيد الأعياد

واختتم كلمته قائلًا: "نتمنّى لكم التّوفيق والنجاح في أداء رسالتكم المعهودة في رعاية شؤون الطائفة بالتّعاون الكامل مع الكهنة الأجلّاء، وجميع أبناء الأبرشيّة؛ كما نطلب أن يسود بعهدكم الازدهار والوّد والوفاء والتّآخي والتّسامح مع رؤساء الرعايا الشرقيّة والغربيّة، لتحقّقوا مَطلبنا في توحيد الأعياد من أجل مصلحة الكنيسة ووحدتها.

إنّنا نبتهل إلى اللّه أن تتميّز رسالتكم بروح المحبّة، وترتفع شعلة السّلام الأبديّ بين كافّة أبناء الرعايا، وتتحقّق أدعية كلّ طوبى وردت في أقوال السيّد المسيح.. أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم.. جئتنا يا سيادة المطران موسى الحاج بالخير والنّور، جعل اللّه أيّامك وأيّامنا إيمانًا ونورًا ومحبّة".

** ياهڤ: أنتم مميّزون!

أمّا رئيس بلديّة حيفا، المحامي يونا ياهڤ، فقال: "أنا متأثّر جدًا، لتواجدي في هذه الأمسيّة الهامّة، أمسيّة نودّع فيها مطرانًا ونستقبل آخر، نودّع مطرانًا في طريقه إلى تسلّم درجة أعلى، نيابة البطريركيّة العامّة في لبنان؛ ونستقبل المطران الجديد في مدينتنا/مدينته حيفا.

صحيح بأنّ الرعيّة قليلة العدد – كما ذكر القاضي جبران – لكنّها مميّزة جدًا وذات قيمة وجودة. وعلى الرغم من «صغرها» إلّا أنّه يخرج من بينها أبناء من الرّواد في هذه المدينة خاصّة، والدّولة عامّة، وعلى رأسهم صديقي القاضي سليم جبران، القاضي في محكمة العدل العليا".

** لا نقاتل.. بل نساوم

وأضاف: "ما يحدث اليوم في مدينة حيفا، لا يمكنه أن يحدث في مكان آخر، لأنّ مدينة حيفا رمز للتّعايش والتآخي، وأنا ماضٍ بكلّ حزم وإصرار وإيمان بالحفاظ على ذلك. يسألني الزّائرون القادمون إلى حيفا: كيف يمكن الحفاظ على التعايش في هذه المدينة؟ لِمَ لا يحدث هذا التّقارب والتآخي في مدن وأماكن أخرى في الشّرق الأوسط أو أيّ بقعة أخرى؛ فلا أجد لذلك جوابًا.. وأقول متهكّمًا: ربمّا لأنّ أهمّ ثلاثة أشخاص لم يزوروا مدينة حيفا، وهم: النبّي موسى، السيّد المسيح والنبيّ محمّد!!.. هنا لا يوجد مقدّسات، ونحن لا نقاتل بل نساوم ونحترم الآخر، وأنا فخور بأن أكون رئيسًا لهذه المدينة المميّزة".

ودعا ياهڤ د. إلياس مطانس، ليعود ويشغل منصب نائب رئيس البلديّة، وليعمل مستقبلًا إلى جانبه من أجل الحفاظ على شؤون أبناء الرعيّة المارونيّة ومتابعتها.

** ياهڤ يعيّن سفيرًا حيفاويًا في بيروت!

وعن علاقته بالرعيّة المارونيّة، قال ياهڤ: "أنا في علاقات وطيدة مع الرعيّة المارونيّة، من مطارنة وكهنة وأبناء رعيّة؛ أحترم جدًا المطران بولس صيّاح، ونظرًا لمحبتّي وتقديري له أعيّنه سفيرًا لحيفا في لبنان.. ليحدّثهم هناك عن حيفا وعن العيش المشترك والتآخي بين جميع أبناء الطوائف.. ليخبرهم بأنّنا نسعى إلى السّلام مع جميع شعوب الشّرق الأوسط، ونعمل على احترام الآخر، لأنّنا نريد الخير لجيراننا بكلّ المناحي".

واختتم كلمته قائلًا: "أتمنّى للرعيّة المارونيّة كلّ الخير، وللمطران الجديد النجاح.."، مؤكّدًا أنّ قلبه ومكتبه مفتوحان دائمًا، لخدمة الرعيّة وأبنائها بكلّ إخلاص، شاكرًا ما تقدّمه الرعيّة وتعمله من أجل مدينة حيفا.

** عملتم الكثير من أجل الأبرشيّة

أمّا إلياس إلياس (رئيس مجلس قرية الجش)، فقد رحبّ بالحضور، وأثنى على عمل المطران صيّاح ووقوفه إلى جانب أبناء الرعيّة في قرية الجش، مؤكّدًا بأنّه كان محل تقدير وافتخار. وقال: "لقد خدمتم في هذه البلاد ستّة عشر عامًا، عملتم الكثير فعلًا للأبرشيّة خلال هذه الحقبة. أتمنّى لكم أيامًا مكلّلة بالسعى والرضى في منصبكم الجديد، وأرحّب بالمطران موسى الحاج متمنّيًا له النجاح في مهمّته الجديدة، أيضًا".

** أعليتَ شأن قضيّة كفربرعم لتتصدّر سلّم أولويّاتك

ثم جاءت كلمة الأستاذ المربّي كامل يعقوب باسم لجنة أهالي قرية كفربرعم، والّذي ذكّر فيها بكلّ ما عمله المطران صيّاح من أجل قضيّة كفربرعم؛ قائلًا: "علاقتك المميّزة مع أهالي كفربرعم، وزيارتك لقرية كفربرعم، تعني الكثير. فيوم تسلّمت مفاتيح أبرشيّة حيفا والأراضي المقدّسة، تسلّمت معها قضيّة كفربرعم؛ لقد أعليت شأن كفربرعم واهتممت بأن تتصدّر سلّم أولويّاتك. لجنة أهالي كفربرعم تفتخر بك وتكنّ لك كلّ الاحترام، فأنت أعدت – من جديد – سرد الحكاية وأعليت من شأن القضيّة. حملت ملّف كفربرعم إلى الڤاتيكان وعرضته أمام أصحاب الشّأن، للتّذكير ولإحياء القضيّة من جديد".

** مهجّرون في وطننا.. ومصرّون على العودة

وأكّد كامل يعقوب في كلمته: "بقينا مهجّرين في وطننا، لكنّنا مصرّون على العودة إلى قريتنا وهي وطننا. نشكرك لأنّك رافقت البراعمة بزياراتك وصلواتك.. ورافقتهم وسرت على رأس مسيرتهم في ذكرى السّتين لتهجيرهم، فلم تتعب ولم تملّ أو تكلّ، ودأبت على الاهتمام بقضيّتهم".

** أسقف غيّور محبّ، عمل بصمت في أبرشيّته

هذا ورحّب الأب إبراهيم داود (كاهن رعيّة الروم الكاثوليك في الجديدة – المكر)، بالكهنة والقاضي جبران، وبالمحتفى به، المطران بولس صيّاح، قائلًا: "ما كان ممكنًا أن تفوتني هذه المناسبة الّتي يكرّم خلالها صديقي المطران بولس صيّاح، أطال اللّه عمره. كان لي شرف التعرّف إليه، فمنذ اللّحظة الأولى أحسست بأنّي ألقى أسقفًا محبّـًا غيوّرًا هادئًا حسن الإصغاء؛ ومع مرور الزّمن تعمّقت معرفتي ومحبّتي لرجل اللّه هذا الحبيب.

عمل بشكل صامت في أبرشيّته، من دون «تبويق» أو إعلانات أو فضائيّات، هذا بالإضافة إلى سعته ومعرفته وعلمه، لذلك وجدتني أغار من أخوتي كهنة الموارنة، مُدركًا ومؤمنًا أنّ كلّ الأمور تعمل معًا للخير".

** أحسنَ البطريرك الاختيار

وأضاف: "أحسن البطريرك بشارة الرّاعي الاختيار، عندما اختارك نائبًا بطريركيًا له. لولا هذه الشّيم والمناقب وغيرها ممّا يعرفها البطريرك فيك لما اختارك. وفّقكم اللّه ورافقتكم نعمة الثّالوث القدّوس..». وتوجّه إلى المطران الحاج، قائلًا: «أمّا أنت يا سيّدنا موسى الحاج، فمرحبًا بكم راعيًا جديدًا، سائلين اللّه أن يوفّقكم بهذه الخدمة، ويمدّكم بثوب البرّ والقداسة".

** وجدت فيه الإنسان.. علّمنا معنى التواضع والشّراكة والحوار والانفتاح

من ثمّ قدّم الأب سامر زكنون (كاهن رعيّة كفربرعم) كلمةً، شكر فيها المطران صيّاح على عطفه واحتضانه للكهنة ولأبناء الرعيّة، وقال: "علاقتي مميّزة مع سيّدنا بولس الّذي كنت أناديه مرارًا «يابا».. فمنذ لقائي الأوّل به وجدت فيه الأب الحاضن والمحبّ. وجدت فيه إنسانًا وقلبًا مُنفتحًا. كان يقدّم لنا الاقتراحات ويفتح أمامنا المجالات للاختيار، لم يفرض رأيه بتاتًا. كانت كلماته تحمل في طيّاتها بُعدًا لاهوتيّـًا وروحيّـًا ورعويّـًا وإنسانيّـًا.. كان يهتم بنا وبأمورنا الحياتيّة.. علّمنا معنى التّواضع والشراكة والحوار والانفتاح".

** لذلك اختاره سيّدنا البطريرك ليكون نائبًا بطريركيًا عامًا

وشكر المطران الجديد موسى الحاج، الحضور على دعمه ومحبّته، مؤكّدًا أنّه واحد منّا وفينا. وقال: "نحن نودّع اليوم سيادة المطران بولس صيّاح (أول مطران على أبرشيّة حيفا والأراضي المقدّسة، ونائب بطريركيّ على القدس وعمّان)، نودّع أبًا محبّـًا يحمل في جعبته كنوز المعرفة والعلم والثّقافة والفضيلة، إلى جانب الكنز والسلطان الروحيّ الّذي يحمله.. من هنا اختاره سيّدنا البطريرك ليكون نائبًا بطريركيًا عامًا، لأنّه يحمل صفات كبيرة على ما يبدو أكبر من أبرشيّة حيفا تتسّع لموارنة العالم أجمعين".

** مع قدومه شهدت الأبرشيّة نقلة نوعيّة

وأكمل قائلًا: "في غياب البطريرك سيحلّ المطران صيّاح مكانه، ماذا يمكنني أن أقول عنه وفيه، فأنتم تعرفونه حقّ المعرفة.. وشتّان ما بين الأبرشيّة قبل وصوله وقُرابة مغادرته. أصبحت لدينا أبرشيّة متينة لها مؤسّساتها الهامّة، مع قدومه شهدت الأبرشيّة نقلة نوعيّة على كافة الأصعدة، الروحيّة والرعويّة والماليّة والإنمائيّة، أتيت إلى هنا لأجد أنّ الأمور منظّمة، لذا تُلقى على عاتقي مسؤوليّة كبيرة بالحفاظ على هذا الإرث وإتمام المشوار. والإرث الأكبر هو محبّتكم.. على أمل أن أكون على قدر من المسؤوليّة، وعلى أن أحظى بمؤازرتكم ومحبّتكم".

** سنطلعك عمّا نقوم به، وسنحمل قضايانا الملحّة إلى بكركي (لبنان)

واختتم المطران الحاج حديثه شاكرًا: "باسم أبناء الرعيّة والرعايا المختلفة والأصدقاء والأحبّة الكُثر، أتقدّم بالشكر العميق من سيادته (المطران صيّاح) على خدمته… ستبقى لنا العدَد والسنَد، وصوت هذه الأبرشيّة سيكون مدوّيًا لحمل كلّ القضايا الملحّة والهامّة إلى بكركي بشكل مباشر. سنطلعك عمّا نقوم به لنستفيد من خبرتك الواسعة ونصائحك. ساندك الرّب، ونطلب من شفيعك مار بولس أن يديمك في تمام الصحّة والعافية والعطاء الدائم".

** أشعر بأنّ ما قدّمته لكم قد باركه اللّه

فكانت الكلمة الأخيرة للمُحتفى به، المطران بولس صيّاح، والّذي شكر فيها كلّ مَن ألقى كلمة بحقّه، وممّا جاء في كلمته: "غمرتموني بمحبّتكم، أشعر بأنّ العمل الّذي قدّمته لكم ومعكم قد باركه الله". وأضاف: "أحمل لكم بركة ومحبّة سيّدنا البطريرك، محبّةً كبيرة لكلّ فرد منكم وللأرض المقدّسة؛ حيث ذكّرني، قبل مجيئي إلى هنا، بأنّه كان قد زار هذه المِنطقة وعاش فيها بعض الوقت".

** نفتخر بالقاضي سليم جبران

وممّا جاء في أقواله، أيضًا: "نفتخر بالقاضي سليم جبران، ونشعر بالاعتزاز لما تحمله من قيم حضاريّة وعلميّة رفيعة، ودائمًا نجاهر ونفاخر بأنّ لدينا قاضيًا عربيّـًا مورانيّـًا في محكمة العدل العليا في إسرائيل".

** لا تنسى أن تعمل من أجلهم.. وعلى تدعيم وتعزيز الحوار والتّعايش الفعليّ

وتحدّث بالإنچليزيّة إلى رئيس البلديّة، يونا ياهڤ، قائلًا: "تشرّفني صداقتك، وأنا فخور لكوني مطرانًا لأبرشيّة حيفا والأراضي المقدّسة، فحيفا رمز للحضارة والحوار وتقبّل الآخر.. يسعدني أن أكون سفيرًا في لبنان، لأنّ لبنان يحمل جميع هذه السّمات الحضاريّة والأخويّة. أشكر لك دعمك ويسعدني أن أجد بجوارك أكبر عدد ممكن من أبناء رعيّتنا..

تذكّر بأنّ هؤلاء الحاضرين قد انتخبوك وأوصلوك إلى كرسيّ الرّئاسة، فلا تنسى ذلك وأعمل من أجلهم.. ولكنّي أطالبك، أيضًا، بعمل المزيد من أجل تعزيز الحوار والتّعايش وأواصر التّواصل، لأنّ حيفا أرض خصبة مُهيّأة لذلك، فلا ينقصها سوى تدعيم وتعزيز الحوار والتّعايش الفعليّ، وهذه المسؤوليّة مُلقاة على عاتقك، على أمل في حضوري القادم، أن أجد حيفا كما عهدت وأفضل".

** نسمح بالاختلاف، لا بالخلاف

هذا وشكر رئيس الجش، مؤكّدًا بأنّه فخور لوجود رئيس سلطة مارونيّ وحيد في هذه البلاد.. وحيّا أبناء الجشّ وتمنّى أن تتطوّر فيها روح المودّة بين المسلمين والمسيحيين، مشيرًا "هذه هي حضارتنا، وما نفتخر به هو تقبّل الآخر واحترامه، والعمل على التّآخي. نسمح بالاختلاف لكننّا لا نسمح بالخلاف". وطالب رئيس مجلس الجشّ بالعمل على تعزيز أواصر التواصل في القرية، على أن يبقى المارونيّ يشكّل جسرًا للتعايش بين أبناء الطوائف جميعها.

** أنتم صامدون، لا تنكسروا وابقوا صامدين

وأكّد خلال كلمته: "قبل مجيئي الأراضي المقدّسة، قرأت ودرست كثيرًا عن كفربرعم، لكفربرعم قيمة ورمز ومكانة خاصّة في قلبي. أقولها بصراحة: أنتم صامدون، تألّمتم وهُجّرتم لكنّكم لم تنكسروا.. يُمكنهم أن يُخسروا الإنسان أرضه، لكن لا يمكنهم أن يخسروه كرامته وعنفوانه.. وأنتم لم ولن تنكسروا. أعدكم بأنّي سأحمل معي قضيّة كفربرعم أين حللت… ابقوا صامدين".

** أنتَ في بيتك

ولسيادة المطران موسى الحاج، قال: "أنت في بيتك، هؤلاء الحاضرون يملكون قلوب كبيرة، محبّون جدًا، أصحاب كبر وشهامة، أهل لبلد مِضياف… أتمنّى لك رسالة مباركة، ولا ينتابني أي شكّ بأنّك على قدرٍ كافٍ من المسؤوليّة، فأنت صاحب خبرة ومعرفة وعلم، وبمساعدة كلّ هؤلاء المحبّين، وبمباركة الرّب ستنجح".

** أفتخر بكلّ شخص فيكم، وأشكر لكم احتضانكم

وفي ختام الأمسيّة، شكر المطران صيّاح، جميع الكهنة والآباء والرهبان والراهبات على تعاونهم ومساندتهم، وشدّد بأنّ نجاحه لم يأتِ من فراغ، فلا يمكن للأسقف أن ينجح من دون مساندة المؤمنين العلمانيّين والكهنة والمحبّين.. وقال: "أفتخر بكلّ شخص فيكم، أشكر لكم احتضانكم لي في هذه الديّار ومحبّتكم الجمّة.. ليس من السهل عليّ المغادرة، ولكن طًلب منّي ذلك، سأحملكم في قلبي وستكونون دائمًا معي. بشفاعة مار مارون وسيّدة لبنان سنبقى قدوة للتضامن والمحبة والمساندة، كي يبقى المارونيّ مميّزًا بقيم نفتخر بها، لأنّنا قادرون على التميّز. وفّقكم الله وإلى أعلى وأعلى".

** ليذكرنا ويصلّي من أجلنا

وفي نهاية الأمسيّة الاحتفاليّة، مُنحت الهدايا التذكاريّة والأيقونات والأدرعة وشهادات التقدير للمطران صيّاح، وأبرزها كانت كأسًا للقربان مصنوعة من الخشب ومرصّعة بالفضّة، قدّمها خادم رعيّة مار لويس المارونيّة في حيفا، الأب عفيف مخّول، باسم رعيّة حيفا، ليحملها معه إلى لبنان، ليذكرنا خلال الذبيحة الإلهيّة، ويصلّي من أجلنا..لينتهي هذا اليوم الحافل المميّز، هذا اليوم التّاريخيّ في أبرشيّة حيفا للموارنة، سيسجّله التّاريخ في السجّل الكنسيّ، وسيذكره – دون أدنى شك – أبناء وبنات الرعيّة المارونيّة، وسكّان مدينة حيفا أجمعين.

** لقاءان حصريّان لصحيفة "حيفا"

وفي سياق متّصل، نُشير إلى أنّ صحيفة "حيفا" انفردت في إجراء لقائين صِحافيّين حصريّين مع المطران بولس صيّاح (النائب البطريركيّ) والمطران موسى الحاج (رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدّسة، والنائب البطريركيّ على القدس والأراضي الفِلَسطينيّة، وعمّان وأراضي المملكة الأردنيّة الهاشميّة)، أجراهما الزّميل الإعلاميّ نايف خوري، سننشرهما في العدد القادم من الصّحيفة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *