عبّر رئيس كتلة الاشتراكيون الديمقراطيون في البرلمان الأوروبي، السيد هانس سووبودا الألماني، عن إهتمامه الشديد في شؤون الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل، وذلك خلال جلسة عمل عقدت في مركز مساواة ظهر اليوم الأربعاء بينه وبين طاقم المركز.
وقد التقى سووبودا خلال زيارته للبلاد ومساعديه بمدير مركز مساواة جعفر فرح، ونائبة المدير رانيا لحام – غريّب، ومدير المشاريع ومدير الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل المحامي نضال عثمان، واستمع منهم لشرح وافي عن القضايا التي تشغل الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، بحيث استعرض طاقم مساواة آخر التطوّرات على الساحة الاسرائيلية من منظور الأقلية العربية الفلسطينية، كقضية الائتلاف الحكومي الذي
فكك مؤخرا والتوجه للانتخابات المتوقع أن تجري في شباط المقبل، مشيرين الى التحريض الكبير الذي شهدته الانتخابات الأخيرة تجاه الجماهير العربية في البلاد. واستعرض فرح باقة من اقتراحات القوانين العنصرية التي تحاول الكنيست تمريرها في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن الكنيست الأخيرة كانت الأكثر عنصرية منذ قيام دولة اسرائيل، الأمر الذي أكده تقرير العنصرية 2012 الذي أعده الائتلاف لمناهضة العنصرية.
وتحدث المحامي نضال عثمان عن المبادرة التي أطلقها مركز مساواة ومؤسسات مجتمع مدني أخرى في تكوين الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل، متطرقا الى التحريض العنصري من قبل الحاخامات ضد الجماهير العربية، وكذلك العنصرية من قبل المجتمع اليهودي وأعضاء كنيست من اليمين ضد الجماهير العربية وتطرق عثمان الى قضية اللائجين الأفارقة وتعامل الحكومة العنصري مع هذه القضية ببناءها مجمع سكاني وسط الصحراء، بالاضافة الى التحريض العنصري من قبل أعضاء كنيست من الاحزاب السياسية المختلفة. مشيرا الى أهمية العمل في الائتلاف على التضامن بين ضحايا العنصرية في اسرائيل.
كما تطرق فرح لقضايا الأرض والسكن التي تهم الجماهير العربية الفلسطينية، فتحدث عن التضييق على الجماهير العربية وعدم منحهم رخص بناء في البلدات العربية، هذا عدا عن الحديث المطوّل عن مخطط برافر العنصري الهادف لتهجير عشرات آلاف الفلسطينيين البدو من أراضيهم في النقب.
واشادت لحام مديرة وحدة المرافعة الدولية في مساواة باهمية التعاون بين مساواة وهيئات المجتمع الدولي واعضاء في البرلمان الاوروبي ومنهم سوبوودا، والتي اثمرت برفع الوعي حول قضايا الجماهير العربية في اسرائيل في برلمان الاتحاد الاوروبي.
في هذه المرحلة أشار زولتان سيمون، من الوفد الضيف، ومساعد سووبودا الى الدور الذي لعبه مركز مساواة ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية في المرافعة الدولية ضد هذا المخطط، وأكد أنه في المجتمع الدولي هناك وعي متزايد واهتمام شديد فيما يخص المخططات لتهجير البدو العرب في النقب، مشيرا الى أن هذا الضغط أثمر باستنكار وذم شديد من قبل البرلمان الأوروبي لمخطط برافر العنصري.
وأكد مركز مساواة على أهمية أن يعمل البرلمان الاوروبي في الضغط على اسرائيل من خلال اتفاقية التعاون الاقتصادي المنوي تجديدها للتأثير على سياسات الحكومات الاسرائيلية تجاه الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد.
وقد اهتم سووبودا بشكل كبير بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، والتحركات الاجتماعية السياسية على الساحة الاسرائيلية، وحركة الاحتجاج الاجتماعي التي شهدتها البلاد في العام المنصرم ولا زالت مستمرة. فتطرق فرح وعثمان الى حجم مشاركة الجماهير العربية في هذه التحركات واهمية زيادة حجم المشاركة للتأثير على اجندة حركة الاحتجاج.
كما تحدث عثمان عن مبادرات كإقامة منتدى حركة الاحتجاج العربية، ومنتدى الضواحي الذي يهدف الى زيادة الوعي لدى الضواحي الاجتماعية بشكل خاص في المركز لقضايا اجتماعية وسياسية شتى. واقترح فرح على سووبودا دعوة ناشطي حركة الاحتجاج العرب واليهود الى البرلمان الأوروبي في بروكسل للتباحث معهم حول امكانيات حركة الاحتجاج للمشاركة في احداث التغيير السياسي في البلاد.
وأكد طاقم مركز مساواة أن على أعضاء البرلمان الأوروبي الضغط على السفارات الأوروبية في البلاد لنشر التقرير الذي تم إعداده بخصوص الجماهير العربية ومكانتها في البلاد.
واختتم سووبودا بالتأكيد على أنه يجب حث الجماهير الفلسطينية والاسرائيلية وبشكل خاص الطبقة الوسطى في الجانبين على التوصل لحل نهائي لكل المشاكل المستعصية في المنطقة، والعمل على توسيع الدعم لليسار في البرلمان في الانتخابات القادمة.