يحدث الخجل عند الطفل كانفعال معين بعد سن الثالثة من العمر تقريباً ومن فترة لأخرى بمناسبة أو موقف من المواقف ويرافقه مظاهر تتجلى باحمرار الوجه والإحساس بالضيق والتوتر والقلق واضطراب الأعضاء ومحاولة الهروب والاختفاء عن أنظار الموجودين، كأن يخبئ الطفل عينيه ويغلق أذنيه حتى لا يسمع شيئاً ويدفن رأسه في حضن أمه . ليتجنب ملاحظات الآخرين وانتقاداتهم أو تعليقاتهم.
ويمكننا تخفيف حدة مشاعر الخجل الشديد والحساسية العالية عند الطفل وإعادة ثقته بنفسه وتصحيح فكرته عن ذاته وتنمية مهارات اجتماعية إيجابية لديه باتابع النصائح التالية:
– توفير مناخ عائلي للطفل يسوده الشعور بالأمن والثقة والمحبة والوفاق الأسري.
– إشعاره بالتقبل والحب والتقدير والصداقة والإنصات له ليفصح عما في نفسه من مشاعر غضب وقلق ومخاوف وهواجس ومحاولة إيجاد الحل لها.
– الإصغاء إلىأفكار الطفل ومشاعره أرائه ومتطلباته وقصصه ومحاولة فهمها لدى التعبير عنها ومناقشته بابتسام ولطف.
– البعد عن استخدام الأساليب السلطوية وعبارات الغضب والتأنيب والتهديد والمهانة من مثل (إياك أن تحدث أباك عن…) أو (لا أريد أن سماع صوتك) أو (أنت مزعج، متعب، بليد …) وغيرها من كلمات قد تثير القلق وتزيد من خجله.
– عدم مقارنته بأخوة أو أصدقاء أفضل منه من حيث القدرات والاستعدادات.
– تشجيع حب الاستقلالية والاعتماد على النفس بشكل تدريجي عند الطفل الخجول والتقليل من حمايته الزائدة أو الاستمرار في تدليله وذلك لكي يستعيد ثقته بنفسه.
– تعليمه التصرف بالطريقة المناسبة لعمره.
– إتاحة الفرصة للطفل ليقول لا في المواقف التي يستطيع الاختيار فيها
– تعليمه التعامل والتكيف مع مزاح الآخرين وإغاظتهم بدرجة بعيدة عن الحساسية المفرطة.
– تشجيعه على زيارة ومشاركة أصدقائه في النزهات والرحلات واللعب معهم وعلى تطوير مهاراته من خلال إتاحة الفرصة له للانتساب إلى إحدى النوادي لتنمية هواياته ومواهبه في (الرسم والموسيقى و…) وذلك بهدف التقرب والاختلاط تدعيم تفاعله مع الآخرين أثناء قيامهم بنشاطات متنوعة.
– تدعيم خطواته وتشجيع مبادراته ومكافأته على أعمال أو مهمات تحداها وأنجزها بمفرده أو على قيامه بسلوكيات اجتماعية حسنة.
– محاولة تفهيم الطفل (مفهوم العلاقات الاجتماعية)إن أمكن، كيف يفكر ويشعر ويسلك الآخرون وكيف أن الصديق الجديد قد لا يتقبله الناس ببساطة وأنه من الطبيعي عدم التوافق مع كل الأشخاص.
– المساواة بين الأطفال الذكور والإناث في المعاملة وتشجيع (البنات) على أخذ المبادرة وإبداء الرأي.
– استخدام أساليب العقاب الموجهة والبعيدة عن الضرب بقصد تعقيل سلوك معين عند الطفل أو تصويبه.
– التعاون مع الأخصائي النفسي أو المرشد المدرسي في التعرف على حاجات الطفل ودوافعه ومصادر خجله ودراسة حالته وظروفه من جميع النواحي الصحية والاجتماعية ومساعدته على مواجهة أسباب الخجل مواجهة واقعية.
– التعاون مع معلم الطفل ومرشده النفسي أيضاً على تنمية نواحي الضعف وتعزيز الجوانب القوية والمميزة عنده بدلاً من انتقاد نقاط ضعفه وإبرازها وخاصة أمام الآخرين.
– تشجيع الطفل الخجول على الاندماج في العلاقات الاجتماعية رغم توقعات الأهل المنخفضة عنه بهذا الشأن وتشجيعه على التعبير عن خيبته أو فشله في بعض المواقف كي لا تتراكم المشاعر المحبطة في داخله وتسبب له مزيد من القلق.
– توفير الظروف الملائمة للتلاقي مع أصدقائه، وتدريبه من خلال اللعب وقراءة القصص على تنمية مهارات اجتماعية إيجابية تساعده على بناء علاقات خارج إطار أسرته.
– عدم تكليف الطفل بأعباء تفوق قدراته العقلية واللفظية والجسمية بل يجب أن تكليفه بالأعمال التي يشعر بأنه قادر على القيام بها وتشجيعه عليها ليكسبه شعوراً بالأهمية والتقدير.
– تدريب الطفل على التفكير الإيجابي وتعديل معتقداته حول أن يكون كاملاً وجعله يتحدث عن نفسه بطريقة إيجابية.من مثل أنا جريء، أنا اجتماعي …
– التعاطف مع الصعوبات التي يواجهها ومساعدته بتقديم الاقتراحات البديلة له في كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بالنسبة له.
– تكييف توقعات الوالدين لدى ملاحظتهم سلوك طفلهم الاجتماعي الخجول في مناسبات معينة وذلك حسب إمكانياته وقدراته الاستيعابية والسلوكية وشخصيته ويفضل التريث وعدم توجيه النقد له ومضايقته.
– تنبيه الطفل على أخطائه على انفراد دون تعريضه لمواقف الخجل أمام أخوته وأصدقائه وعدم إبداء الحساسية الزائدة لتعليقات الآخرين عليه.
– تعليمه الفرق بين الحياء والخجل الشديد وعدم التحدث عن سلوك الخجل الزائد على أنه سلوك محبب ومهذب.
– التعاون مع المرشد المدرسي أو الأخصائي النفسي على إعطاء صورة للطفل الخجول عن كيفية تصرفاته وأدائه الاجتماعي والطريقة التي يجب أن يتعامل فيها مع الآخرين مما يساعده على معرفة مستوى مهاراته الاجتماعية وتشجيعه على تطويرها بطرق مختلفة.
– مساعدة الطفل بالتعاون مع المختص على الاسترخاء للعمل على خفض الحساسية التدريجي من الاستجابات للمثيرات المسببة للقلق.
هذا ويمكن للأهل استخدام ألعاب من مثل الورق والرسومات ولعبة الشطرنج فهي مثيرة ومشجعة للطفل في التعبير عن نفسه وتطوير مهارات الاتصال لديه.
أو اللعب بالتمثيل مع طفلهم الخجول أدوار ليجرب بشكل مباشر طرق جديدة للتفاعل مع من حوله (كأن نجعل الطفل الخجول يمثل الدور الأكثر شعبية ويقوم بدور المضيف، والأم أو الأب مثلاً بدور الضيف الصامت ويطلب منه استقبالهم والتحدث معهم بهوايات أو أشياء يحبها وتثير اهتمامه وبذلك يجرب بعض السلوكيات والمهارات الاجتماعية، ويمكن إعطاءه بعض الاقتراحات المشجعة على تطوير مهاراته.