حققت رواية الحب "Fifty Shades of Grey" المرتبة الأولى فى مبيعات الكتب بألمانيا وغيرها من البلدان الغربية، ويُجمِع المختصون على أن النساء هن أكثر من يُقبل على قراءة قصص الحب المتسمة بطابع السادية أو الخضوع فى العلاقات العاطفية.
وحسبما ورد بموقع دويتشه فيلييه أن الألمان أقبلوا على شراء النسخة الألمانية الورقية سواء بشرائها إلكترونياً عبر الإنترنت أو مباشرةً من محلات بيع الكتب المنتشرة فى البلاد، وكذلك ازداد الإقبال على النسخة الإلكترونية بشرائها عن طريق برنامج "آى تونز" مثلاً فى الهواتف المحمولة أو الحواسيب.
وحطمت هذه الرواية التى ألفتها الكاتبة البريطانية إي. إل. جيمس أرقاماً قياسية فى المبيعات عالمياً أيضاً، إذ تم بيع 31 مليون نسخة منها فى كل أنحاء العالم وخاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وألمانيا.
وارتفع عدد مبيعات الرواية فى ألمانيا خلال أسبوع واحد فقط من 500 ألف نسخة إلى مليون نسخة، يُشار إلى أن الرواية المكتوبة ستصبح فيلماً سينمائياً مصوراً، وقد تم بيع حقوق تأليف رواية "شيدس أوف غرى" بالفعل من أجل الإنتاج السينمائى إذ اشترتها أستوديوهات الإنتاج السينمائى "يونيفيرسال بيكتشرز" و"فوكوس فيستشرز" بمبلغ 5 ملايين دولار.
اتفقت المقالات الصحفية النقدية الألمانية على أن محتوى الرواية ولغتها ليست بمستوى ابتكارى عالٍ، وتحكى الرواية قصة الطالبة أناستازيا ستيل البالغة من العمر 21 عاماً التى تقع فى حب رجل الأعمال الثرى كريستيان غرى، الذى تصفه الرواية بأنه "ليس جذاباً فحسب، بل إنه مثال للجمال الذكورى أيضاً"، إذ تقدمه الرواية منذ البداية على أنه رجل يغوى الفتاة ويجذبها بخصائص هيمنته الذكورية وسطوته الرجولية، وكيف أن الفتاة تحلم به فى الليل وهى راقدة فى السرير وتتخيله "بعيونه الرمادية وساقيه الطويلتين وأصابعه الطويلة، وغيرها من مناطق جسده المظلمة التى لم تسكشفها الفتاة بعد".
ويشكّل ذلك وصفاً غير تفصيلى وغير مباشر للعملية الجنسية ولكن بالأحرى وصفاً لمشاهد تتخيلها الفتاة متلذذة بجسد عشيقعها.
تحكى الرواية أن "إحدى صديقات والدة كريستيان غرى أغوته جنسياً عندما كان فى سن الخامسة عشرة وأن ذوقها الجنسى السادى كان له طابع مختلف شعر به كريستيان، الذى أحسّ لمدة ست سنوات بأنه عبد لصديقة والدته فى علاقتهما الجنسية".
بعض النُّقاد الألمان اتهموا الرواية بأنها انتكاسة لتحرُّر المرأة، لكن من المفارقات أن نصيرة تحرير المرأة الألمانية "أليس شفارتسر" دافعت عن الرواية ضد هذه الانتقادات، وقالت فى مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية إن المرأة فى رواية "شيدس أوف غري" لم تهبط إلى درجة الكائن السلبى الذى لا يُفكر، بل إن المرأة تفكر فى الرواية بشكل ذاتى ومن وجهة نظر المرأة، وتضيف فى رأيها أنه "إذا كانت المرأة تكتب أو تتحدث عن سادية الذكور وعن تخيلاتها الجنسية فى ذلك فإن هذا يعتبر أيضاً جانباً من جوانب حرية المرأة وتحريرها".