حفل تكريم للأديبة الشاعرة سعاد قرمان في بادية الكرمل

مراسل حيفا نت | 17/03/2009

   عُقِدَت في مركز تراث البادية في عسفيا أمسية أدبيَّة حول إنتاج الأديبة الشاعرة سعاد قرمان وخاصة ً كتابها الجديد "من حصاد العمر". حضر الأمسية لفيف من الأدباء والشعراء من الجليل والمثلث والكرمل.

  افتتح الأمسية الشاعر رشدي الماضي الذي هنأ الشاعرة سعاد قرمان ومما قال: شحذت سكين الذاكرة، وبيديها الحريريتين، قصت سياج السنين، ودلفت إلى بيادرها العامرة، الأوراق كثيرة وغزيرة، فتركت بأصابعها تغرق بينها تغوص وتغوص وتعبث بها، لتتحول إلى مناجل تسجل من الكلمات ما اختارت، لتعود وهي تحملها بالات إبداعية، سمّتها "من حصاد العمر".

الشاعرة سعاد قرمان

سعاد قرمان صوت يعود إلى بدء زماننا الشعري، وأنا أبتهل إلى الباري عز وجل أن يرافقنا لسنوات ضوئية آتية، لتواصل "أم الطاهر" مشوار بناء خطابها الشعري ورؤيتها للعالم وللأشياء، حين تفلـّي عباراتها سعيًا لكشف حُجب النص تجدها لوحات قد انصهرت آفاقها والتحمت وتنتمي إلى ما يسمى بـ "الشعر المهموس" فحتى وهي في أقصى حالات انتمائها إلى "السهل الممتنع" تحمل أكثر من معنى وتفسير في أكثر من اتجاه، مما يجعل كلماتها "حمالة أوجه" وتقبل العديد من التأويلات. وأضاف مختتما كلمته: "يا شاعرتي في حصادك حفيف لغة متنوعة السياقات، تتداخل فيها عدد من الاستعارات والأنساق والتصورات، وكلها أهّلت نصوصك لتصبح شاهدة على نفسها، لتوسع واحات أملك أكثر فأكثر حتى تضم لأي أهدابها كل أقاحي أرضنا الطيبة. هنيئا لنا بحصادك مؤونة ممتعة ومفيدة.

وتحدَّث الدكتور فهد أبو خضرة الذي قدَّم مداخلة رئيسيَّة عن الكتاب حيث لخَّص الاتجاه الرومانسي فيه ذاكرًا الرومانسيَّة الجماعيَّة، وأجمل مميِّزات هذا الاتجاه كما تظهر في قصائد هذا الكتاب ثم ذكر باختصار بعض النقاط الأساسيَّة عن المقالات الواردة في آخر الكتاب. والقصائد والمقالات تستحق دراسة متأنـِّية وموسَّعة لإبراز كل الجوانب الفنية البارعة الموجودة فيه، وهو يمثــِّل مرحلة ناضجة جدًّا من إنتاج الشاعرة سعاد قرمان.

  وقدَّمت الشاعرة هيام قبلان مداخلة عن شعر سعاد قرمان أثنت فيها على أشعارها وكتاباتها وقالت: نلمس في قصائدها الرفض للزيف والأقنعة والمتاجرة بالناس وهي ترى أحباب قلبها يتخبطون في بحر من الضياع. سعاد قرمان صوت لشاعرة عاشت جيلا شَهِدَ النكبة، عاشتْ تلك الظروف بلهيب الزمان وتشرد المكان، هي من الذين حافظوا على تراث، فسارت على الشوك ما بين الماضي، الحاضر والمستقبل، جيل الشاعرة هو ذلك الجيل الذي عاقر ذكريات الصبا، والمنافي والحنين والغربة…  وكانت مداخلة للقاصَّة ناديه صالح وقفت فيها على قصيدة "عيناك" وإيحاءاتها ومضامينها. وفي مداخلة أخرى للدكتور بطرس دلة قال: إنَّ سعاد قرمان الإمرأة المتحفـِّظة جدًّا بسبب المجتمع الذي تعيش فيه وأهداها بعض الأبيات الشعريَّة من نظمه.مدير عام بلدية الكرمل رياض حسون تحدث عن قصيدة "لا" التي أعجبته بشكل خاص، ثم روى الشاعر فهيم أبو ركن طرفة حول مكانة الشاعرة وألقى قصيدة للشاعرة. وقدّم الشاعر المخضرم حنا أبو حنا استعراضًا للمدارس الشعرية المختلفة وتناول دور الشعر في تاريخ هذه البلاد والنكبة التي ألمَّت بالشعب الفلسطيني وتحدّث عن دور الشعر في تصوير مأساة هذا الشعب.

 وشكرت الشاعرة سعاد قرمان في نهاية الأمسية المتحدِّثين والشعراء والأدباء الذين ناقشوا أيضًا الجوانب المختلفة من قصائد الشاعرة، من بينهم: الشاعر نزيه حسون، الشاعر جورج فرح، الكاتب نايف خوري، الشاعر ناظم حسون، الشاعر كمال ابراهيم، الشاعر نظير شمالي، وآخرون. ثم لخـَّصت المحتفى بها الشاعرة قرمان في حديثها مسيرة حياتها الشعريَّة وكشفت النقاب عن أنها بصدد إصدار كتاب جديد آخر ستنشره مجلة مواقف. وكان مسك الختام وصلة زجليَّة للشاعر الزجلي شحادة خوري الذي أتحف الحضور بصوته في قصيدة عن أهالي قرية إقرث المهجَّرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *