الأزمنة الحديثة هو أحد أفضل أفلام شارلي شابلن الطويلة. يركز الفيلم على الحياة المعاصرة، حياة الأنسان الذي تتحكم فيها الآلة. شابلن الذي أدى شخصية الصعلوك المشرد في أفلامه السابقة يؤدي دور عامل من عمال خطوط التجميع في مصنع أثناء فترة الكساد الاقتصادي في أمريكا في بداية الثلاثينات ويقع تحت رحمة الآلة مما يؤدي إلى قيامه بتصرفات غريبة ثم إلى طرده من المصنع. يدين الفيلم أسلوب التصنيع الحديث وخضوع الإنسان للآلة. على أثر ذلك وبعد عرض الفيلم اعتبرت الأجهزة الأمنية الأميركية أن الفيلم يهاجم النظام الرأسمالي وأن لشابلن صداقات مشبوهة في صفوف اليسار.. وكان ذلك هذا كافيًا لوضعه تحت مجهر الاستخبارات وملاحقته، ونجحت الحملة المكارثية في طرده من الولايات المتحدة عام 1952.

تشارلي تشابلن

ولد تشارلز شابلن في 16 نيسان 1889 في مدينة لندن لأبوين عملا مغنيين في إحدى الفرق الموسيقية في إنكلترا. كان ظهوره الأول على المسرح في عمر خمس سنوات حين فشلت والدته بإكمال أغنيتها لضعف في صوتها، فاعتلى المسرح مكانها. وصل إلى الولايات المتحدة عام 1912 كعضو في طاقم فرقة مسرحية بريطانية وبقي في أمريكا بعد أن تعرف على السينما. أخرج شابلن حوالي خمسة وثلاثين فيلمًا كانت غالبيتها من الأفلام الصامتة، قام بكتابتها وإخراجها ووضع الموسيقى لها ومثّل الدور الرئيسي فيها.. من أهمها "حياة كلب 1917"، "الطفل 1921"، "البحث عن الذهب 1925"، "السيرك 1928"،  "أضواء المدينة 1931"، "الأزمنة الحديثة 1936"، "الدكتاتور العظيم 1940". توفي عام 1977 في بيته في سويسرا.