













نظّم بنك هبوعليم الثلاثاء مؤتمرًا اقتصاديًا تحت عنوان “مصلحتك معنا”، في فندق جولدن كراون في الناصرة، وسط حضور واسع من رجال الأعمال، القيادات المحلية، أصحاب المصالح، وممثلي المؤسسات الاقتصادية والمجتمعية.
هذا وافتتح السيد يدين عنتابي مدير عام بنك هبوعليم بالكلمة الترحيبية مؤكدًا التزام بنك هبوعليم بتعزيز دوره الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع العربي.
وفي مستهل كلمته، شدّد السيد يدين عنتابي على أنّ المرحلة التي تلت الحرب الأخيرة فرضت على الاقتصاد الإسرائيلي عامةً، وعلى المجتمع العربي بشكل خاص، تحديات غير مسبوقة تتعلق بتباطؤ الأعمال، اضطراب الأسواق، وتراجع القدرة الشرائية، إضافة إلى التحديات الاجتماعية والنفسية التي أثّرت بشكل مباشر على بيئة العمل وعلى أصحاب المصالح التجارية.
وأوضح عنتابي أن بنك هبوعليم يرى في هذه الظروف مسؤولية مضاعفة تقع على كاهل المؤسسات المصرفية، مؤكدًا أن البنك لا يكتفي بدوره التقليدي كمزوّد خدمات مالية، بل يسعى ليكون شريكًا فعليًا في إعادة البناء الاقتصادي وتعزيز الصمود المجتمعي.
أما السيدة بازيت غريفينكال، نائب المدير العام والمسؤولة عن القطاع التجاري، فقد تناولت في كلمتها دور البنك في خلق فرص جديدة وتطوير بيئة عمل مستقرة تدعم النمو الاقتصادي في المجتمع العربي. وأكدت أن المجتمع العربي يمتاز بقدرات كبيرة وإمكانات اقتصادية واعدة، مشيرةً إلى أنّ البنك يرى في هذا المجتمع شريكًا أساسيًا في عملية التنمية.
وقالت غريفينكال: “المجتمع العربي يملك طاقات كبيرة وإمكانات اقتصادية واضحة، ودورنا هو تذليل العقبات أمام أصحاب المصالح ودعمهم بخدمات مصرفية معاصرة، استشارات مهنية، وحلول تمويل مبتكرة.”
كما سلّطت الضوء على خطط البنك الاستراتيجية، والتي تشمل خطوات نموّ هامة للمجتمع العربي، من بينها افتتاح فروع تجارية جديدة، وكذلك سيجرى عام 2026 افتتاح مركز مصالح تجاري في مدينة الناصرة وهو الفرع الأول للمجتمع العربي إلى جانب توفير خدمات تطبيق bit باللغة العربية، بالاضافة الى اطلاق منتج قروض إسكان بضمانات مخفّضة بالتعاون مع صندوق ” קורת كورت”.
قدّمت السيدة رنين مرضي مديرة المجتمع العربي والمركز للنمو المالي في بنك هبوعليم كلمة شاملة أكدت فيها الدور المركزي الذي يلعبه بنك هبوعليم في تعزيز الوعي المالي داخل المجتمع العربي، مشيرة إلى أن التمكين الاقتصادي يبدأ من المعرفة والقدرة على اتخاذ القرار المالي الصحيح. وتحدثت مرضي عن التحديات البنيوية في الثقافة المالية لدى العديد من الشرائح، معتبرة أن نقص الوعي المالي يشكل أحد أهم العوائق أمام التطور الاقتصادي للأفراد والمصالح التجارية.
وقالت: “نواجه تحديات في الثقافة المالية، ولهذا أنشأنا أول موقع باللغة العربية من قبل المركز للنمو المالي في بنك هبوعليم لنقدم ورشات، دورات، واستشارات تساعد الأفراد على إدارة مواردهم المالية بشكل واعٍ ومسؤول.”
واستعرضت مرضي في خطابها الرؤية الاستراتيجية للمركز العربي للنمو المالي الذي تشرف عليه، موضحة أنه يعمل كنقطة انطلاق لتغيير عميق في طريقة تعامل المجتمع مع المال، من خلال برامج عملية تشمل إدارة الميزانيات المنزلية، التخطيط المالي الذكي، فهم المنتجات المصرفية، وآليات التوفير والاستثمار. كما أشارت إلى أن المركز لا يكتفي بالنظرية، بل يوفر استشارات فردية ومرافقة مهنية لأصحاب المصالح بهدف مساعدتهم على بناء أسس مالية متينة تضمن استمرارية أعمالهم ونموّها.
وأكدت أن البنك يعمل على توسيع نطاق نشاطاته في المجتمع العربي، خاصة بعد التطورات الاقتصادية الأخيرة والحاجة المتزايدة إلى دعم فئات واسعة تأثرت بالأوضاع العامة. وكشفت مرضي عن خطة متكاملة لإطلاق رؤيا جديدة.
وأكدت على أن بنك هبوعليم، لا يسعى فقط إلى تقديم خدمات مصرفية، بل إلى بناء ثقافة مالية واعية ومستدامة تُسهم في تعزيز الاستقلالية الاقتصادية للأفراد ودعم النمو الشامل في المجتمع العربي.
وأضافت السيدة رنين مرضي بُعدًا إنسانيًا واجتماعيًا مهمًا في كلمتها، معبّرةً عن فخرها العميق بالنساء العربيات اللواتي أثبتن حضورًا قويًا في عالم الأعمال والعمل المصرفي خلال السنوات الأخيرة. وأكدت أن بنك هبوعليم يضع تمثيل النساء وتمكينهن المهني في صلب استراتيجيته، سواء عبر فتح أبواب التوظيف أمامهن في مختلف الفروع، أو من خلال توفير تدريبات متخصصة تساعدهن على الاندماج في وظائف مصرفية وإدارية متقدمة.
وقالت مرضي إن البنك يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة النساء العاملات داخل فروعه في البلدات العربية، سواء في مجالات خدمة الزبائن، الاستشارات المصرفية، أو المناصب الإدارية، وهو ما يعكس إيمان البنك بقدرة النساء على قيادة التغيير الاقتصادي والاجتماعي.
كما أشارت إلى أن تمكين النساء ليس مجرد خطوة رمزية، بل هو استثمار مباشر في المجتمع، لأن المرأة التي تُمنح فرصة عمل عادلة تصبح عنصرًا فاعلًا في تحسين الوضع الاقتصادي لأسرتها ومحيطها، وتكون شريكة أساسية في تطوير الثقافة المالية في المجتمع. وأكدت أن البنك سيواصل توسيع فرص العمل للنساء، ودعم المبادرات التي تشجعهن على الانخراط في عالم المصالح الصغيرة وريادة الأعمال، بما ينسجم مع رؤيته لبناء مجتمع أكثر توازنًا وعدالة وازدهارًا.
وفي كلمة للسيد مازن غنايم، رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، تطرق الى التطور الاقتصادي في المجتمع العربي لا يمكن أن يتحقق دون تعاون فعلي وعميق بين السلطات المحلية والمؤسسات المصرفية الكبرى، مشيرًا إلى أن بنك هبوعليم بات شريكًا حقيقيًا في مسيرة التطوير وإسناد المصالح التجارية والمبادرات الاقتصادية في البلدات العربية.
الجلسة الحوارية: “النمو في واقع متغيّر”
تميّز المؤتمر بعقد جلسة حوارية واسعة تحت عنوان “النمو في واقع متغيّر”، شارك فيها نخبة من الشخصيات المؤثرة في عالم الاقتصاد، ريادة الأعمال، والإدارة المهنية، حيث ناقش المتحدثون التحديات التي يواجهها الاقتصاد المحلي في ظل التغيّرات الأخيرة، وطرحوا رؤى عملية تساعد أصحاب المصالح على التغلب على الصعوبات واغتنام الفرص الجديدة.
استعرض السيد زياد العمري – رجل أعمال، مدير مركز رند ومالك إذاعة الناس وفندق رامادا تجربته الواسعة في إدارة مؤسسات تجارية وإعلامية ناجحة، مؤكدًا أن التحولات الاقتصادية تتطلب مرونة عالية وقدرة على التكيف السريع.
وقال في مداخلته إنّ المصلحة التي لا تواكب التطور التكنولوجي والسلوكي للمستهلك ستجد نفسها خارج المنافسة، مشددًا على أهمية دمج الابتكار، التسويق الرقمي، وتعزيز خدمة الزبائن كعوامل أساسية للنمو.
كما تحدث عن مسؤولية رجال الأعمال في دعم المجتمع المحلي وخلق بيئة اقتصادية قادرة على النهوض حتى في أوقات عدم اليقين.
قدّم السيد حسّان طوافرة – مدير سلطة التطوير الاقتصادي في وزارة المساواة الاجتماعية سابقًا، رؤية مؤسساتية تستند إلى خبرته في قيادة برامج حكومية للتطوير الاقتصادي.
وأشار إلى أنّ المجتمع العربي يمتلك قدرات كامنة كبيرة غير مستغلة بالشكل المطلوب، وأن المرحلة القادمة تتطلب تعاونًا أكبر بين الوزارات، البنوك، والسلطات المحلية لدعم البنى التحتية الاقتصادية وتطوير المناطق الصناعية.
وأكد طوافرة أهمية إزالة الحواجز البيروقراطية أمام المستثمرين وأصحاب المصالح، وتوسيع البرامج الحكومية التي تدعم الابتكار والمشاريع الصغيرة.
تطرقت السيدة أليس قسيس صايغ – مندوبة الشرق الأوسط لشركة “زين دايموند” للألماس الى قصة نجاحها الكبيرة في إدارة مصلحة في ظروف غير مستقرة غي البلاد وتحدثت حول التغيرات التي يشهدها السوق العالمي، خصوصًا في قطاع المجوهرات، وربطت ذلك بفرص النمو في المجتمع العربي.
وقالت إنّ الأسواق العربية تشهد تطورًا ملحوظًا في ثقافة الاستهلاك، وإن الشركات ترى اليوم في الزبون العربي شريكًا اقتصاديًا ذا طموح وتوجه حديث. كما شددت على أهمية الثقة والشفافية في التعاملات التجارية، مؤكدة أن تكوين شبكة علاقات مهنية محلية وعالمية يساعد المصالح الصغيرة على التوسع والنجاح.
شاركت السيدة يونيلا ياسين – مديرة مركز “سكين مِد” لعلاج البشرة وتقويم الأسنان بخبرة ميدانية من قطاع العناية الصحية والجمالية، مؤكدة أنّ الوعي الصحي والجمالي في المجتمع العربي يشهد ارتفاعًا كبيرًا مما يفتح المجال أمام توسّع المشاريع المتخصصة في هذا القطاع.
وتحدثت عن التحديات التي تواجه المصالح الصحية، مثل ارتفاع تكاليف التشغيل والحاجة المستمرة للتجهيزات الحديثة، مشيرة إلى أنّ النجاح يعتمد على التطوير المهني الدائم، الجودة العالية في الخدمة، والثقة بين المصلحة والزبون.
كما أشارت إلى أهمية دعم النساء الرياديات ودورهن في بناء قطاع صحي متطور.
واتفق المتحدثون على أنّ النمو في ظل واقع متغير يتطلب شراكة واسعة، مرونة عالية، واستثمارًا مستدامًا في المعرفة والتكنولوجيا، مشددين على أن المجتمع العربي يملك مقوّمات قوية تؤهله ليكون جزءًا فاعلًا من الاقتصاد الإسرائيلي، شريطة استمرار التعاون بين القطاع الخاص، الحكومة، والمؤسسات المصرفية.
في ختام المؤتمر، قدّم السيد عبد الرحيم خطيب كلمة جامعة عبّر فيها عن تقديره العميق للحضور والمشاركين، مؤكدًا أن هذا اللقاء يشكّل محطة مهمة في مسار بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين بنك هبوعليم والمجتمع العربي.
وقال:”نلتقي اليوم في ظرف اقتصادي واجتماعي حساس، ومع ذلك أثبت مجتمعنا مرة أخرى أنه قادر على النهوض، وقادر على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية. رسالتنا في بنك هبوعليم هي أن نكون شركاء في هذا الطريق، نرافق المصالح، وندعم العائلات، ونساهم في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للجميع.”
وأضاف أن البنك سيواصل تنفيذ مبادراته الهادفة إلى تعزيز الثقافة المالية، دعم المصالح، وتوفير حلول مصرفية مرنة تلائم الاحتياجات المتغيّرة للمجتمع العربي، خصوصًا في المرحلة التي تلي الحرب والتقلبات الاقتصادية التي رافقتها. مؤكّدًا أن البنك وضع نصب عينيه توسيع شبكة العلاقات المهنية مع السلطات المحلية، المؤسسات الاقتصادية، والمجتمع المدني بهدف تعزيز البنى الداعمة للنمو والتنمية.
وأكد خطيب أن الثقة التي يمنحها المجتمع العربي للبنك تشكّل دافعًا قويًا للاستمرار في الاستثمار في البلدات العربية، سواء عبر تحسين جودة الخدمات، زيادة فروع البنك، أو إطلاق برامج جديدة تساعد الأفراد والمصالح على تحقيق طموحاتهم.
وختم كلمته بالقول: “أبوابنا مفتوحة، وشراكتنا مع المجتمع العربي ليست حدثًا عابرًا، بل التزامًا راسخًا نعمل لأجله كل يوم. معًا نستطيع أن نخلق واقعًا اقتصاديًا أفضل، ونضمن لمجتمعنا مستقبلًا يليق بقدراته وأحلامه.”
واختتم البرنامج بوجبة عشا وعرض مع الفنان عدي خليفة.





