لوحة “دموع الأمهات” للفنانة سعاد نصر (مخول)، حيفا

مراسل حيفا نت | 26/10/2025

لوحة “دموع الأمهات” للفنانة سعاد نصر (مخول)، حيفا

لوحة “دموع الأمهات”، سعاد نصر (مخول)، 2025

لوحة لاجئات، سعاد نصر (مخول)، 1972

دموع الأمهات
سعاد نصر – مخول، حيفا، 2025
ألوان أكريليك على قماش، 100×100 سم
اللوحة هي لغة بصرية صارخة معبرة عنما يصعب قوله بالكلمات وصرخة إنسانية عالمية لأمهاتٍ يعانين من الحروب في كل زمان ومكان
الفانة سعاد نصر: “لم اكن أتوقع ان تكون اعمالي الجديدة مكملة لاعمالي التي رسمتها قبل اكثر من 50 عاما وانا شابة صغيرة”.
رُسمت لوحة “دموع الأمهات” في أعقاب الحرب على غزة عام 2025، وبلوغ الموت واليأس ذروته، وهي تجسّد ألم الأمهات وصوت الحزن الصامت الخارج من عمق الفقد والمعاناة الإنسانية.
تمتزج فيها الألوان الباردة والحارة لتعبّر عن التوتر بين الأمل واليأس، بين الحياة والموت. الأيدي المرفوعة والوجوه المغطاة ترمز إلى الصلاة، واليأس،
والبحث عن الأمل. هذه اللوحة هي استمارا لمجموعة “الطوفان” التي رسمتها الفنانة عام 2020، وتم افتتاح “جاليري حيفا” الذي قامت بتأسيسه الفنانة ،بمعرض “الطوفان- حيفا وادي الصليب”،
حيث شبهت الفنانة ما جرى عام 1948، كالطوفان الي جاء وجرف السكان الى البحر حيث اصبحوا لاجئين.
تعود جذور هذه اللوحة إلى عملٍ قديم رسمته الفنانة عام 1972, وهي شابة صغيرة حيث كانت معظم اعمالها الأولى تتركز حول اللجوء والشتات والتشرد،
متأثرةً بقصص والديها عن نكبة عام 1948 ومعاناة الذين فقدوا بيوتهم وأرضهم وحرموا من العودة.
وتقول الفنانة سعاد نصر: ” “لم اكن أتوقع ان تكون اعمالي الجديدة مكملة لاعمالي التي رسمتها قبل اكثر من 50 عاما وانا شابة صغيرة
والتي بدأت بها مساري الفني ونسجت تفاصيلها من الخيال اعتمادا على قصص الاهل، التي كانت ملهمة لاعمالي.
العمل القديم عبّر عن الذاكرة الجماعية والم التهجير، أما اللوحة الجديدة فتوسّع هذا الألم ليصبح صرخة إنسانية عالمية لأمهاتٍ يعانين من الحروب في كل زمان ومكان وخصوصا ما تعاني منه الأمهات في قطاع غزة.
بهذا الحوار بين الماضي والحاضر، توحّد الفنانة بين ذاكرة اللاجئين ووجع الأمهات — بين الفقد الشخصي والجماعي، وبين الألم والأمل.
وتضيف الفنانة ذهلت لوجه التشابة بين لوحتي عام 1972 والصور التي تنشر لواقع اللجؤ في غزة في الحرب الأخيرة.
الاسلوب الفني في لوحة “دموع الأمهات” هو تجريدي يجمع بين التجريدية والتعبيرية العاطفية، ويُبرز التفاعل بين الحركة واللون والعاطفة.
الألوان السائدة : الأزرق والبني والبرتقالي والأبيض- تخلق تباينا بين برودة الموت وصخب المشاعر الإنسانية، اللون الازق في مجموعة الطوفان هو اللون الطاغي حيث يرمز الى الطوفان، وبحر التهجير.
وترمز الخطوط المتموجة الى انسياب الدموع وموجات الألم ، التي تعمق بالخط واللون فكرة اللوحة. بينما ترمز الايادي المرفوعة والوجوه المغطاة، الى الحزن الجماعي والعجز الانساني.
اللوحة نعطي شعورا بالحركة الداخلية والخارجية والتناقض بين الصرخة والصمت.
تمكّنت الفنانة سعاد نصر – مخول من التعبير بلغة بصرية عمّا يصعب قوله بالكلمات…
ألم الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، والصدى الإنساني العالمي للفقد والرجاء بالخلاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *