أعتراف أب …….
بقلم المربي سامر زيدان
لما كنت صغير كنت اسمع أمي تقول: “لا ابني بفوتش صف خاص!”
كان أبوي يطلع عالمدرسة ويقاتل انه لازم أكون بصف عادي، عشان عيب!
مستحي مني؟
مستحي يقول انه عنده ابن ظروفه التعليمية مختلفة؟
فتت عند معلمة منزلية، بتعلم ١٠ طلاب بكل مجموعة، لدرجة معرفتش أني بحاجة لرعاية خاصة،
كنت أشاغب وكانت تضربني كفوف ع راسي، وتطلب مني احل الوظيفة بدون ما تعرف أني بشوف الحروف بالعكس.
ولما كانت تيجي النتائج آخر الفصل، اهلي يحكولي أني غبي وعالة وفش مني منفعة وكل المصاري اللي كانوا يحطوها عليّ عالفاضي!
انا اليوم كبرت، وكبر هالهم معي،
فقدت ثقتي بنفسي، لانه بعرفش اساعد أولادي بدروسهم،
لأني بتجرأش اقرأ اشي قدام أولادي احسن ما يسخروا مني!
أنا اليوم كبرت، بس بعد في جواتي طفل ما كبر، لا زال يستنا انه يقرأ صح، انه يعرف يفرق بين حرف الفاء والقاف..
انا اليوم كبرت، وفي أهل ظلموني، في كثير أهالي بتصرفوا مثل تصرف اهلي،
بتضيع سنينه عشان العيب ونظرة المجتمع!
انا طفل عندي عسر تعليمي
لا زلت طفل لحد ما أعرف أقرأ جملة بصوت عالي وبثقة
راح أظل طفل، لحد ما امحي العسر من عقلي
لحد ما اعرف شو المطلوب من السؤال بالامتحان الفصلي!
راح أظل طفل عنده عسر، لحد ما أفوت الجامعة وأصير ناجح بالموضوع اللي كنت احبه..
تظلموش أبناءكم، انصفوهم،
علموهم أنه نقصهم ممكن يتحول لإبداع بشي يوم
وأنه الحرف اللي شايفينه معكوس راح يتحول للحرف الصحيح ويلفظوه بدون خجل ويربوا اجيال كاملة،
علموهم، انه الصف الخاص هو بداية التغيير، هناك راح تفتح أبواب النجاح،
اسمعوهم، تتهموش أبناءكم بالفشل بدون ما تعرفوا الحقيقة
احيانًا أطفالنا بأمس الحاجة انه حدا يسمع منهم.
الكاتب حاصل على لقب أولي علوم إجتماعية وإنسانيه .
ماجيستير إدارة أعمال وإستشارة تنظيمية