في متحف ياسر عرفات: المحامي علي أبو هلال يوقّع كتابه الجديد عن “سدي تيمان”.. والناشر صالح عباسي يصفه بـ”صرخة ضمير ووثيقة مقاومة”
رام الله – في أمسية ثقافية حاشدة شهدها متحف ياسر عرفات في رام الله مساء الثلاثاء 15/7/2025، أطلق المحامي والباحث القانوني علي أبو هلال كتابه الجديد بعنوان “معتقل سدي تيمان الإسرائيلي – صفحة سوداء في تاريخ الإنسانية”، وسط حضور واسع من الكتاب والنشطاء والمثقفين.
الكتاب يُعد الأول من نوعه في توثيق الجرائم والانتهاكات التي وقعت داخل معتقل “سدي تيمان”، الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في قاعدة عسكرية بصحراء النقب منذ نهاية عام 2023 لاحتجاز أسرى من غزة. وقد وُصف المعتقل بـ”غوانتانامو إسرائيل” نظرًا للشهادات الصادمة التي نقلها الأسرى المحررون، والتي تضمنت ممارسات تعذيب جسيم واعتداءات خطيرة على الكرامة الإنسانية.
خلال الحفل الذي أدارت فقراته د. فليتسيا أديب، ألقى عدد من الشخصيات الوطنية والحقوقية كلمات داعمة للكتاب، أبرزها كلمة الناشر الأستاذ صالح عباسي عن مكتبة “كل شيء” الحيفاوية، الذي قال:
“نحتفل اليوم بكتاب ليس ككل الكتب، بل هو شهادة حية، وصرخة ضمير، ووصمة عار في جبين الاحتلال. نلتقي في عرس ثقافي نكرّس فيه الكلمة الحرة كوسيلة مقاومة، ونقف إلى جانب من حوّل الحبر إلى سلاح، والحقيقة إلى خندق”.
بدوره، أكد المحامي علي أبو هلال أن غياب أي مرجع سابق عن هذا المعتقل دفعه إلى العمل لعام كامل لجمع شهادات الأسرى وتقارير عربية وعالمية، في محاولة لتوثيق جرائم الاحتلال وتقديمها لاحقًا كمادة قانونية لمحكمة الجنايات الدولية. وكشف أن شهادات المعتقلين تؤكد استشهاد نحو 40 أسيرًا لا تزال جثامينهم محتجزة لدى سلطات الاحتلال.















من جهته، اعتبر عيسى قراقع، الرئيس الأسبق لهيئة الأسرى، أن الكتاب يُعد “وثيقة بحثية قانونية توثّق الإبادة الجسدية والنفسية التي يتعرض لها الأسرى”، مشيرًا إلى أن محتواه يصدم العقل لما يحمله من مشاهد تعذيب يصعب تصديقها.
أما المحامي حسن عبادي، فقد قدّم قراءة معمقة للخلفية التاريخية لموقع “سدي تيمان”، الذي تحول من معسكر استقبال لمهاجري اليمن في خمسينيات القرن الماضي إلى مركز اعتقال ومسلخ بشري للمعتقلين من غزة. ولفت إلى أهمية التوصيات الواردة في الكتاب، وعلى رأسها اللجوء للمحاكم الدولية والوطنية لمحاكمة الجناة.
وفي مداخلته، وصف الحقوقي حلمي الأعرج، مدير مركز الدفاع عن الحريات، الكتاب بأنه وثيقة قانونية ووطنية تؤسس لمساءلة دولية بحق إسرائيل عن جرائم التعذيب والاختفاء القسري والإبادة الجماعية التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون.
واختتمت الأمسية بمداخلات من الحضور، الذين أشادوا بأهمية هذا التوثيق النوعي، ودعوا إلى تحويل محتوى الكتاب إلى حملة حقوقية وإعلامية دولية من أجل إغلاق معتقل “سدي تيمان” ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.




