لقاء فريد بين الأديان يدعو لبناء مستقبل مشترك وتعزيز ثقافة المواساة

مراسل حيفا نت | 16/07/2025

لقاء فريد بين الأديان يدعو لبناء مستقبل مشترك وتعزيز ثقافة المواساة
شهد مسجد محمود مسجد الجماعة الإسلامية الأحمدية في حي الكبابير بمدينة حيفا، مساء الإثنين 14 تموز 2025، لقاءً عربيًا – يهوديًا بين الأديان فريدًا من نوعه، بمشاركة أكثر من خمسين شخصية من مختلف الخلفيات الدينية والاجتماعية والأكاديمية، وذلك بمبادرة مشتركة من منتدى فسيفساء وموقع “بكرا” والجماعة الإسلامية الأحمدية.

جاء اللقاء في ظل التوترات المتصاعدة في البلاد، وهدف إلى بناء جسور الثقة والتفاهم بين مكونات المجتمع، من خلال مناقشة تحديات مثل: إزالة الشكوك بين المجموعات، التصدي للكراهية والتحريض، وحماية حرية التعبير دون المساس بالآخرين. كما ناقش الحضور أسس الحياة المشتركة، كالمساواة، الكرامة، والتضامن، مؤكدين أن التعايش الحقيقي لا يتحقق إلا عبر العدالة والشراكة الحقيقية.
افتتح اللقاء الأمير محمد شريف عودة، رئيس الجماعة الأحمدية في البلاد، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالكلمات في القاعة، بل بما يحدث في المدارس والأحياء صباح اليوم التالي. وقال:
“نحن نتحدث عن مستقبلنا، عن الخوف والقلق والاضطراب داخل المجتمع. علينا أن نسأل: كيف نفكك هذا الخوف؟ كيف نعيش معًا في أمن ونبني مستقبلًا مشرقًا؟”
كما شدد على أهمية العمل المشترك مع الفئات التي لا تشارك عادة في مثل هذه اللقاءات. كما أكد أن المواساة قيمة إنسانية لا غنى عنها في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات، قائلًا:
“إذا هجر الإنسان صفة المواساة، تحوّل إلى وحش بالتدريج. نحن بحاجة إلى أن نكون رحماء مع بعضنا ومع كل البشر.”
أبرز المتحدثين:
• المحامية سريت غولان، نائبة رئيس بلدية حيفا، اختتمت الأمسية بكلمة مؤثرة قالت فيها:
“هذه المبادرة المباركة تذكرنا بأن حيفا نموذج للعيش المشترك – ليس كشعار بل كممارسة يومية. التحدي الحقيقي هو أن ننقل هذه الروح إلى النقاش الوطني.”
• راني بندر، رئيس الشركة الاقتصادية في حيفا، تحدث عن الجانب الاقتصادي للتماسك المجتمعي، مشيرًا إلى:
“أن الربط بين المجتمعات المختلفة يمكن أن يكون أداة قوية لتقليل التوترات وبناء اقتصاد أكثر عدالة.”
• البروفيسور يوسي إدرعي، أستاذ القانون، ركز على التوازن بين حرية التعبير ومنع التحريض، وقال:
“حرية التعبير قيمة مقدسة، لكن لا يمكن أن نسمح لها بأن تُستخدم كغطاء للتحريض أو لنشر الكراهية.”
• البروفيسور راسم خمايسي، شدد على ضرورة بناء شراكة حقيقية بين العرب واليهود، قائلاً:
“علينا أن نعيد تعريف حدود الدولة والديمقراطية بلغة تحترم التعددية والكرامة الإنسانية، ونتجاوز خطاب الأغلبية والأقلية نحو فهم مشترك لمجتمع متنوع.”
تخلل اللقاء نقاشات مفتوحة وحوارات عابرة للجماعات، ودعوات إلى شراكات تعليمية، مجتمعية، وقيمية – في جوّ من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في بناء مستقبل أكثر أمنًا وإنصافًا لجميع سكان البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *