*لجنة التخطيط والبناء في حيفا ترفض مخطّط بناء ضخم يهدّد تراث المدينة رغم الحفاظ على مبنيين: “طمس للهويّة وتشويه للذاكرة* “

مراسل حيفا نت | 27/05/2025

*لجنة التخطيط والبناء في حيفا ترفض مخطّط بناء ضخم يهدّد تراث المدينة رغم الحفاظ على مبنيين: “طمس للهويّة وتشويه للذاكرة* ”

*فاخر بيادسة* :
” *لا نسمح بدفن التاريخ داخل كتل اسمنتية تحت ذريعة حفاظ شكليّ على المباني التاريخيّة* ”

رفضت لجنة التخطيط والبناء في بلدية حيفا مخططًا عمرانيًا جديدًا لإقامة مجمع سكني في منطقة “معلي هنيڤيئيم” التراثية، رغم تضمّنه بنودًا للحفاظ على مبنيين تاريخيّين، وذلك بسبب ان البناء المقترح يُلحق ضررًا جوهريًا بالهوية المعمارية والتاريخية للمنطقة ، ومحاولة “للالتفاف على الحفاظ” من خلال طمس فعلي للمعالم خلف كتل إسمنتيّة ضخمة.

*وقال عضو المجلس البلدي وعضو لجنة التخطيط والحفاظ على المباني، فاخر بيادسة* :


“نحمي الهوية والحجر والتاريخ أمام محاولات بائسة للطمس فعليًا بحجة الحفاظ شكليًا. لن نسمح بدفن التاريخ تحت كتل إسمنتيّة. أمامنا الكثير من المحاولات المستمرة والبائسة التي تخدم جشع المستثمرين من جهة، وتطمس التاريخ والهويّة من جهة أخرى.”

اللجنة المحليّة رفضت الخطة المقترحة، لينتقل المخطط للجنة اللوائيّة، حيث يسعى المستثمر للمصادقة على إقامة مبنى من 6 طبقات.

“حينما يتعلق الأمر ببناء يمس بالتراث والقيم والهوية والماضي العريق للمدينة، نعمل على عرقلته أو تعديله بما يحترم الطابع التاريخي. هدفنا هو أن يسير الحاضر مع الماضي لا على حسابه. كثير من الخطط تُقدّم تحت غطاء التطوير لكنها تهدف بوضوح إلى محو الذاكرة والموروث.”

▪️ *مبانٍ عريقة وتاريخية يجب الحفاظ عليها*
تشمل الخطة أراضي قسيمتين (98 و99) بمحاذاة درج الانبياء “هنيڤيئيم”، في منطقة “معلي هنيڤيئيم” الواقعة بين المدينة السفلى وحي “هدار الكرمل”، المحاذية لوادي الصليب. تُعد هذه المنطقة جزءًا من حي “البرج” التاريخي، وتمتاز بطابع معماري عربي حضري من عشرينيات القرن الماضي، بما في ذلك “شوارع الأدراج” التي تعكس انسجام البناء مع البيئة الجغرافية.


تشمل الخطة المقترحة بناء مجمّع سكني يصل إلى 6 طبقات، مع توصية من لجنة الحفاظ على المباني بتقليصها إلى 4.5 طبقات. إلا أن الخطورة تكمن في طمس دفن هذه المباني داخل بناء ضخم، محاولة البناء حتى “صفر من الشارع” مما يشكل خطرا على المباني القائمة اليوم، يهدد المباني اولا فعليا بسبب اعمال البناء، ويسبب إخفاء الأدراج والمباني التراثية خلف واجهات إسمنتية ضخمة.

▪️ *المباني التاريخيّة التي يجب الحفاظ عليها*
في القسيمة رقم 10، قام مبنى قديم كان يُستخدم كمدرسة ابتدائية إسلامية للبنين منذ عام 1929، ولا يزال قائمًا حتى اليوم مع ساحاته المفتوحة حوله. كما توجد بقايا مبانٍ بأقواس في القسائم 4، 5 و8، وهي مبانٍ تحمل قيمة معمارية وتاريخية عالية وتستحق الحفظ.

▪️ *خطر مستمر في اللجنة اللوائية*
وحذّر بيادسة من استمرار خطر المصادقة في المراحل المقبلة، مؤكدًا أن توجه المستثمر للجنة اللوائيّة للمصادقة وبطلب منح حقوق بناء إضافية وتوسيع خط البناء إلى حد الالتصاق بالمباني القائمة هي دائما مقلقة.

“في الجلسة الأخيرة طرحتُ كافة التبريرات والمخاطر، منها طمس الهوية، ودفن المباني التاريخية، وجلب اكتظاظ سكاني فوق بنية تحتية غير مهيأة أصلًا، نعم، نجحنا برفض الخطة محليًا، لكن علينا ان نواصل ايضا في اللجنة اللوائيّة التي قد تصادق على المخطط رغم رفضنا، الحفاظ على المباني التاريخية لا يعني فقط الإبقاء عليها، بل حمايتها من أن تُطمر بصريًا ومعماريًا خلف مشاريع ضخمة لا تراعي طابع المكان”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *