رحيل الشاعر المناضل داود تركي (ابو عايدة) 82 عاما

مراسل حيفا نت | 09/03/2009
رحل عنا ليل امس المناضل والثوري العربي الفلسطيني داود تركي (ابو عايدة) بعد تحدطويل للامراض التي سببتها فترة السجن الطويلة وفترات الحبس الانفرادي التي انهكت جسده. فبعد تحرره من السجن في عملية النورس سنة 1985 التي حققتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة (احمد جبريل).
استمر داود تركي في التمسك بالافكار التي دفع من اجلها ثلاثة عشر عاما من حياته في سجون الاحتلال, وبرز ذلك في المقابلات الصحفية الكثيرة التي اجريت معه في الصحافة العربية والعبرية والعالمية وفي اشعاره التي صدرت في ديوان شعري تحت عنوان "ريح الجهاد" وفي كتاب مذكراته "ثائر من الشرق العربي". لم يعرف اليأس قلب الفقيد الغالي فكان متحديا صامدا, لا يخشى في الحق لومة لائم, كان يبعث التفاؤل الثوري في من كان ياتيه زائرا يشد من ازره وينسيه ما هو فيه من الم ومرض, فيعود زواره واصدقاؤه مزودين بالعزيمة والقوة. رحل عنا ابو عايدة بعد حياة طويلة قاربت اثنين وثمانين عاما ولكنها ايضا عريضة كل العرض, حافلة بالنضال السياسي والفكري والادبي, نضالات خاضها قبل دخوله السجن واخرى داخل السجن حيث قاد اضرابات عن الطعام متحديا السجان واسياده.فقدان ابي عايدة خسارة لشعبنا الفلسطيني وللامة العربية والقوى التقدمية في البلاد والعالم. وسيذكره تاريخه قائدا وثوريا مناضلا.  
 

 
قصيدة- سنعود يا حيفا للشاعر المناضل الراحل داؤد تركي
 

سنعود يا حيفا وتحتفل
وتضمُّنا الأحضان شافية
وسماؤك الزرقاء ترمُقنا
وشواطئ في الحر تجذبنا
ما زال للفتيان مائجه
ومساجد وكنائس وسِعت
وجبالك الخضراء، كرملها
ورؤوسها للزّهد اديرة
شادت اياد علوها طلبا
إن أدر لا ادري بداخلها
بلد بناه الظاهر العمر
ترنو الى الاحباب أعينه
وبذلك الوادي ينادينا
والأهل من باقين قد صمدوا
يدعوننا والحلم يحملنا
سنعود يا حيفا وإن وقفتْ
وادي الصليب لأهله وجِد
والساحة الخمرة يحرّقها
ألِفت تجمّعنا بها وغدت
سئمت خطى الغرباء نسمتها
تشكو نوانا للسما ابدا
عبست لها الاحوال وابتسمت
ومدارس، درجت طفولتنا
إيهٍ لأعوام بنا اعتبأت
وتشتتُ الاتراب يسألنا
وادي الجمال بيوته حزنت
حزنت على اهل بها وُلدوا
سنعود يا حيفا وينفحنا
ويعود ابناء ربوا خلفا
يا كرمل الاحرار اسألكم
فأجابني والدمع منسجم
والقلب للأبناء منشطر
في أمسنا كانوا لنا سندا
هذي الكبابير التي شهدت
شهدت جرائم قاتل جبلا
سنعود يا حيفا وينظرنا
تاقوا الى اهل يشردهم
صمدوا على الشدّات تصقلهم
خير المناظر فيك من جبل
والسهل والفلاح يزرعه
وخليج صيد كان مشغلنا
وظلال كرملنا النضير بنا

بجموعنا الوديان والجبل
شوقا به الانفاس تشتعل
ونجومها لعيوننا القُبل
بحرا يلذّ بمائه البلل
ملهى ينادي مَن به احتفلوا
لرجوعنا لـ "الربّ" تبتهل
يغلو له عشاقه الأول
ناءى هواها الحزن والجذل
"
لرضى الإله" وشدّها الأزل
ما الصدق، في الاحياء، والدّجل
قد صابه بغيابنا الخلل
ويرومهم حتى به الطلل
نسناسه والشعر والزجل
عنهم تجافى النوم والوجل
لمرابع عزّت ويرتحل
في وجهنا الأشرار والسّفل
والبرج توّاق ومحتمِل
شوق الينا ظل يعتمل
ارجاؤها للبعد تنفعل
وأصابها لغيابنا الخبل
ويُعينها في صبرها الأمل
للسوح بالغرباء تتصل
بطريقها، قد طالها القفَل
ولّت وما جاءت لها المُثل
عن جامع او واصل يصل
مذ نالها السفهاء والهمل
واحتلها برحيلهم ثكل
من لطفك النسمات والظلل
متضاعف الاحفاد قد نسلوا
عن اهلنا وأشاوس بسلوا
يبتلّه الخدّان والأسل
والنفس مسّ صوابها الذهل
واليوم عن أفيائنا رحلوا
قتلا لدى "السيّاح" يستهل
بظلاله صهيون قد نذلوا
جبل وأحرار به أصلوا
زور الدنى وأرذل حثل
شعبا تطيب لطيبه المقل
بحر به الانفاس تنشغل
ومصانع بالجهد تعتمل
بشماله يتوقد الأمل
ستعمّها النزهات والعطل

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *