يا ابني – أغنية جديدة بصوت فيوليت سلامة وأمير دندن، كلمات وألحان بطرس خوري

مراسل حيفا نت | 03/04/2025
نايف خوري
أصدر الفنان المبدع بطرس خوري، عملا فنيا كبيرا، وهيّأ له أسباب النجاح، وهو يلامس القلب قبل الأذن، ويربط المستمع بجذوره العاطفية، ورسالة حبّ صادقة تحاكي كل بيت.
ويقول الفنان بطرس خوري: “في هذا العالم الذي تتسارع فيه الأحداث، ويكثر الضجيج، نحن بأمسّ الحاجة لمثل هذا الفن الراقي، والذي يعكس بكل قوة إبداعنا وأخلاقنا وهويتنا الفنية”.
واعتمد في هذا العمل على مقومات ثلاث، الكلمة الرصينة والهادفة، والبليغة بمحتواها وفحواها، وهي تدرك الشعور الحسّي لكل إنسان. وخاطب فيها الابن بكلمات الأم والأب، وضرورة الرجوع إلى الأخلاق والتربية التي نتعطش إليها في هذا الزمن، المليء بالفجور والذنوب والقتل والعنف والعقوق.
واستخدم الفنان بطرس اللحن كعنصر ثان، الذي يخدم الكلمة بكل حرص على أداء الماورائية في كل نغمة، وكل مقام. ولم يطرح اللحن والكلمات على هامش الطريق الفني، ولا اعتمد على أداء أغنيته في الحفلات والاحتفالات والمهرجانات، بل اتخذ عنصرا ثالثا، وهو أهم صوت فلسطيني، لسيدة الغناء الفلسطيني فيوليت سلامة، ولأمير الغناء الموهوب أمير دندن. واستطاع أن يستفيد من الدقة التقنية في التسجيل، الذي أشرف عليه الفنان كارم مطر، الذي وظّف هذه التقنيات ليرسم التناسق النغمي، ووضع الصوت بشدة قوته وسماعه وانطلاقه من الحناجر مباشرة في الأذان، وبذلك تستقر الحالة الطربية مباشرة في القلب والروح.
إن الدمج والتوليف لهذه العناصر، لا بد أن تأخذ طريقها إلى الآذان والقلوب، ولا بد أن تلج عالم الأغنية، التي لم تعد محصورة في دولة دون سواها، بل هي فلسطينية عميقة الجذور، راسخة القوام، تضاهي ما جادت به قريحة وإبداعات كبار الفنانين العرب أينما كانوا، بل هي تفوق كثيرا من الأعمال الفنية التي نسمعها في الإذاعات، أو نشاهدها في الفيديوهات المتلفزة أو في وسائل التواصل.
إن الفنان المبدع بطرس خوري، لم يُقدِم على وضع هذه الأغنية، إلا بعد تجارب متعددة، ومحاولات تدرجت من نجاح إلى نجاح، حيث كتب ولحن لابنته، وشارك في العزف مع كبار الفنانين والمطربين، لا سيما سيد الطرب وديع الصافي.
بنى بطرس لنفسه عالما وحدد نطاقه، وأدخل نفسه في تساؤلات لم يلق ردا عليها، وأهمها: التساؤل لماذا نحن كذلك، لماذا لا نراعي أصول الفن الطربي، لماذا الإسهال في الأعمال الغنائية خاصة والفنية عامة.. ما بال المبدعين يتسكعون على طرقات شقها الأوائل أمثال عبد الوهاب، والسنباطي، وفريد الأطرش وحليم والصافي وملحم، والنساء اللواتي لا يضاهي أصواتهن أي صوت آخر، ابتداء من السيدة أم كلثوم، والسيدة فيروز وفايزة أحمد وسعاد محمد وغيرهن كثيرات.
وها هو يأتي مستخدما طاقة كبرى، ومثالية لوضع أغنية بكلمات راقية، وتربوية هادفة، وبصوت من أجمل الأصوات التي سمعناها، لفيوليت سلامة وأمير دندن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *