المحامي حنا نقارة: من “بستان الشيوعية” في وادي النسناس إلى المحكمة العليا دفاعًا عن الأرض والشعب! بقلم: رجا زعاترة

مراسل حيفا نت | 29/03/2025

المحامي حنا نقارة: من “بستان الشيوعية” في وادي النسناس إلى المحكمة العليا دفاعًا عن الأرض والشعب!

بقلم: رجا زعاترة

“طارت طيارة من فوق اللية الله ينصركو يا شيوعية
#حنا_نقارة جاب الهوية غصبًا عن رقبة ابن چريونا”

في ذكرى يوم الأرض 30 آذار 1976، نتذكر محامي الأرض والشعب حنا نقارة.

فإلى جانب توفيق طوبي وتوفيق زيّاد، في الكنيست وفي الاجتماعات الشعبية، وإميل حبيبي وإميل توما بالكلمة والفكرة والعنوان، وإلى جانب القس شحادة شحادة والمناضل صليبا خميس في لجنة الدفاع عن الأراضي؛ إلى جانب كل هؤلاء – يبرز اسم المحامي حنا نقارة (أبو طوني) #محامي_الأرض_والشعب كشخصية ساهمت في الانتقال بشعبنا ومجتمعنا من نفسية النكبة إلى نفسية الصمود والتحدّي.

#الرامة_بيروت_دمشق_حيفا
ولد حنا ديب نقارة (1912-1984) في قرية الرامة وتوفي في حيفا، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في حيفا والقدس وبيروت. تعمّد في عجاج الوطنية عندما كان في الجامعة الوطنية في عاليه (لبنان) سنة 1926-1927 بعد أن حبّب إليه أستاذه مارون عبود اللغة العربية، فأسقاه من ينابيعها. في هذه الجامعة تعرّف على ثالوث الشعر والأدب: إبراهيم طوقان الفلسطيني ووجيه البارودي السوري وحافظ جميل العراقي، ثم على أبى سلمى (عبد الكريم الكرمي) الملقب ﺒ “زيتونة فلسطين” .كان واحدًا من الفلسطينيين القلائل الذين تلقوا شهادة المحاماة من معهد ألحقوق في دمشق عام 1936.
أثناء سنوات الثورة 1936-1939 شارك كمحام مبتدئ بتشكيل لجنة للدفاع عن المعتقلين السياسيين تطوّعًا. وفي عام 1940 انتسب الى النادي الأرثوذكسي العربي في حيفا و لعب فيه دورًا أساسيًا وأصبح رئيسه وكان منبرًا ثقافيًا بارزًا في فلسطين. انضم في عام 1950 إلى إلحزب الشيوعي. وكان بيته قريبًا جريدة “الاتحاد” آنذاك في وادي النسناس (بستان الشيوعية) وكان يحنو على الصحافيين والشعراء الشباب مثل محمود درويش وسميح القاسم.

#الهويات_الحمراء
منذ عام 1948 دافع عن أبناء الجليل في محكمة العدل العليا من الطرد والتشريد على يد الحاكم العسكري بحجة أنهم “متسللين” وعرف باسم محامي الهوية.
ويروي أهالي قرية البعنة أنه في سنة 1948 جاء ثلاثة موظفين من المحتلين الجدد إلى مجد الكروم ليوزعوا الهويات الحمراء أكثر من الزرقاء ليرحّلوا أكبر عدد ممكن من السكان، أول أيام النكبة. ولجهل بعض الأهالي بنوايا الموظفين الذين استقروا في ساحة العين، ولطيبة قلب الآخرين، أغدقوا على الضيوف بالبيض والدجاج البلدي، ممّا أبقى عليه جيش الإنقاذ العربي.
وهكذا رحل من تسلم الهوية الحمراء وبقي من تسلم الزرقاء، فأتى المحامي حنا نقارة واستأنف باسم أهالي مجد الكروم الى محكمة العدل العليا وحصل على الهويات الزرقاء مقابل ليره لكل هوية.
وجاء دور البعنة وتمركز الموظفون في الكنيسة وانتظروا البيض البلدي والدجاج، كان حنا نقارة ورفاقه من الحزب الشيوعي قد فهموا “الطبخة” وأفهموها لأهل البعنة، وطلبوا من أهل البعنة ان يرفضوا استلام الهويات، الحمراء منها والزرقاء، وألا يطعموا هؤلاء بيضا ودجاجا!
انتظر الموظفون البيض والدجاج ولم يأت، ولم يأت أحد لاستلام هوية. مر يوم، يومان، ثلاثة حتى “زهق” الضيوف غير المرغوب بهم “وفلوا”.
فغنـّت لهم ابنة البعنة جميلة عابد قريبة محمد العابد الشاعر الشعبي المشهور:
طارت طيارة من فوق اللية
الله ينصركو يا شيوعية
حنا نقارة جاب الهوية
غصبا عن رقبة ابن غريونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *