شهر رمضان هو شهر التقوى، التي من مقتضياتها الكرم والجود والإنفاق في سبيل الله، اقتداءً بالأنبياء الذين امتازوا بالسخاء والعطاء. فقد كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين كان جبريل عليه السلام يراجعه ما نزل من القرآن. وبما أن الغاية من الصيام هي الوصول إلى التقوى، كما قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]،
فإن من مقتضيات التقوى الإنفاق في سبيل الله، إذ يقول الله تعالى:
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [الذاريات: 15