نايف خوري
قدمت فرقة سلمى للفنون الاستعراضية، بتدريب المربية والفنانة فريال خشيبون مؤسسة ومديرة فرقة ومركز سلمى للفنون الاستعراضية في حيفا، مسرحية استعراضية بعنوان “ثلجية” عن الأسطورة الشهيرة بيضاء الثلج، من إخراج الفنان نورمان عيسى. وساعدته في الإخراج فريال خشيبون، مصممة الرقصات والملابس، ومن ألحان وتوزيع كارم مطر، وتصميم الإضاءة نزار خمرة.
وقد غصت قاعة العروض كريغر على جبل الكرمل بالجمهور الذي صفق طويلا للراقصين والراقصات، وللعرض بأكمله، حيث قالت المدربة فريال: كلما ظهرت هذه الفرقة على المسرح أشعر بقلبي يخفق ويرتعش حتى أرى الابتسامة على وجوه الجمهور. وهذا العرض كان مختلفا عما سبق، لأننا نقدم فنا راقيا يليق بالعائلات. وأنا فخورة بهؤلاء الشباب والصبايا الذين كانوا صغارا وكبروا. فأنتم شعب يستحق الأعمال الراقية رغم الحرب التي اجتزناها. لأننا نحن نؤمن برسالة هذه المسرحية، وهي رسالة المحبة، لنتمكن من العيش بسلام لأن أطفالا يقتلون، ويصعب علينا تقديم عرض مفرح بينما الناس يموتون، ولكن يجب أن نستمر بالحياة لأننا شعب يعرف أن يعيش ويفرح.
وقدم أعضاء الفرقة لوحات تعبيرية راقصة، امتازت بالتشكيلات الكريوغرافية المتنوعة، والتي خدمت المشهد أجمل خدمة، وقدم الشباب والصبايا حركاتهم بخفة دم، وجمال متناسق وخاصة الملابس بتصميمها الرائع، والديكور الذي كان عبارة عن لوحات باهرة، صورت القصر والغابة وكوخ الأقزام، والمرآة التي تسألها الملكة صاحبة القصر عن أجمل النساء. ووحوش الغاب الذين أبدعوا بحركاتهم الراقصة..
أما الأمير وثلجية فقد تألقا بأدائهما وحسن حركاتهما. وميساء خشيبون فقد لعبت دورا رئيسيا، كان بمثابة الكاتبة والراوية، ومديرة القصر ومديرة الخدام ومديرة العرض كله، إذ كانت اليد اليمنى للمدربة فريال، فمثلت ورقصت وغنت.
بالإجمال أعتقد أن فرقة سلمى العريقة رسخت خطواتها وعملها الفني باحترافية ومهنية وإتقان. ولذا استطاعت اكتساب ثقة الجمهور ومحبته وإقباله على عروضها، فهي تأتيه بالجديد كل مرة، وتحرص على تقديم رسائل المحبة والجمال والفن الراقي، والاحترام المتبادل. وأتمنى لفرقة سلمى مزيدا من الألق والعطاء، والارتقاء ومحبة الجمهور.
