عباس عباس: قصة تحدٍّ تحوّلت إلى إنجازات ملهمة

حيفا – مساء الأربعاء، 12 شباط 2025، شهد نادي روتاري ستيلا مارس حيفا لقاءً استثنائياً كان في مركزه المحامي والمبادر الاجتماعي عباس عباس، الذي جاء ليحاضر عن “إيقاظ العملاق بداخلك”، لكنه سرعان ما كشف للحضور أن العملاق الحقيقي هو ذاته، هذا الرجل الذي لم تعقه التحديات بل جعل منها وقوداً للنجاح.

من التحدي إلى التميز

عباس عباس، الذي وُلِد بتحدٍّ بصري، لم ينسَ يوم أن قيل لأهله “حرام، مسكين”، ولم ينسَ الطبيب الذي نصحه بالراحة في البيت بدلاً من السعي وراء حلمه. لكنه لم يستسلم، بل أصرّ على الدراسة في مدرسة عادية، فأنهى تعليمه في مدرسة المطران في الناصرة بتفوق غير عادي، ثم واصل مسيرته ليحصل على اللقب الأول في القانون من الجامعة العبرية بامتياز إضافي، ثم اللقب الثاني بامتياز آخر، ليؤسس بعدها جمعية “المنارة” لدعم ذوي التحديات، ويبتكر تطبيق Arabcast، أول منصة صوتية عربية تضم أكثر من 6000 كتاب ورواية في العالم العربي.

تفاعل شخصي وإلهام فريد

ما ميّز هذا اللقاء لم يكن فقط مضمون المحاضرة، بل أسلوب عباس عباس نفسه؛ فعلى عكس المحاضرين الآخرين الذين يجلسون في المقدمة بانتظار دورهم، أصرّ هو، رغم كونه كفيفاً، على التجول بين الطاولات والتعرف على كل شخص، ليكسر الحواجز قبل أن يبدأ كلمته الأولى.

بدأ الاجتماع بكلمة رئيس النادي، السيد سامر بلان، تبعها الطقس الروتاريوني التقليدي، حيث قدّمت السيدة هبة حابك قسيس حكمة الأسبوع، وقدم السيد ميشيل يعقوب التحية الدولية لنادي بوينوس آيرس، قبل أن تُلقي السيدة ناديا شلبي التبريكات والمعايدات. بعد ذلك، قدم المحامي هاني خوري المحاضر عباس عباس، مسلطاً الضوء على إنجازاته الملهمة.

محاضرة أيقظت العزيمة في الحاضرين

عبّر عباس عباس في محاضرته عن قوة الإرادة التي تتجاوز كل العوائق، مقتبساً أبيات أبي الطيب المتنبي:

على قدرِ أهل العزمِ تأتي العزائمُ
وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ

لم يكن الحديث نظرياً، بل واقعاً يعيشه يومياً، مؤكداً أن لا شيء يقف أمام العزيمة. واختتم اللقاء بكلمات الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي:

ومن لا يُحبُّ صعودَ الجبالِ
يعِشْ أبدَ الدهرِ بينَ الحُفر

تكريم مستحق ولحظة إنسانية فريدة

في ختام اللقاء، قدّم رئيس النادي، السيد سامر بلان، درع النادي لعباس عباس تقديراً لإنجازاته وإلهامه للحاضرين. وفي لحظة مفاجئة للجميع، طلب عباس صورة جماعية مع جميع الأعضاء، ليؤكد أن البصيرة أعمق من البصر، وأن الرؤية الحقيقة تأتي من القلب والعقل، لا من العيون.